ترجمات عبرية

جدعون ليفي يكتب : شقيق نفتالي بينيت

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 27/5/2018

خسارة أن ايتان كابل ليس هو رئيس حزب العمل، لو أنه كان في تلك الوظيفة لكان يمكن الاعلان رسميا عن نهايته. ولكن ايضا مقاله (“زملائي، حان الوقت لأن نستيقظ”، هآرتس، 25/5) كان مدهشا في طرح مواقف حزبه. عمليا، الحزب ليست له مواقف سوى التي طرحها كابل، لذلك يجب أن نشكر عضو الكنيست الجريء: لقد كشف حقيقة حزبه وحقيقة اليسار الصهيوني كله.

في الموضوع الاكثر مصيرية ليس لديه ما يقوله سوى محاكاة مواقف اليمين. التحديث لدى كابل: الامر يتعلق بمواقف اليمين المتطرف. كابل ونفتالي بينيت أخوة، البيت اليهودي والمعسكر الصهيوني توأمان. لم يعد هناك أي فرق بينهما. العربة الفارغة والملونة لليسار الصهيوني وصلت الى نهاية طريقها. يوجد على الاقل عضو شجاع، حتى أنه يتفاخر بذلك.

كابل يطرح مبادرة صحوة. ليس سلام، بل ضم. ليس ضم مثل الذي نعرفه حتى الآن، بل ضم ضخم. لفلسطينيي كابل ليس هناك مكانة وهم ليست لهم حقوق، ولا ماض ولا حاضر أو مستقبل، مشكوك فيه أنهم موجودون. هم بالطبع مذنبون بذلك ولليهود ستكون كل البلاد.

فقط أمر واحد يفزع الاشتراكي – الديمقراطي من رأس العين: أن يكون لا سمح الله في الكنيست 30 عضو عربي. ليس من اجل هذا هاجر والداه من اليمن، شوشانا وافشالون لم يأتيا الى هنا من اجل العيش مع العرب، مثل هؤلاء كان لديهم في اليمن. هما وابنهما يريدون دولة نقية عرقية. ربع اعضاء الكنيست من العرب معناه تحطم حلمهم. بتسلئيل سموتريتش  لم يكن ليصوغ ذلك بصورة اكثر عنصرية.

كابل يريد مبادرة، هو يعرف أنه ليس هناك شريك فلسطيني ولن يكون، اذا هيا نقدم مبادرة، يمكن التفكير بالترانسفير، هذا بدون شك مبادرة، مجرمة مثل الضم وربما أكثر، على الاقل تضمن حلا نهائيا. ولكن كابل لن يكون هناك، ربما قريبا في فروع حزب العمل. في هذه الاثناء كابل مستاء من تقليص الكتل الاستيطانية، الخدعة الاكبر لليسار الصهيوني والتي يوجد عليها كما يبدو اجماع عالمي. ملخص تاريخ الكتل، بالضبط مثل ملخص تاريخ الاستيطان: في البداية تم الحديث عن ضم شرقي القدس. لم يكن بالامكان بدون “حدود آمنة” لذلك تم ضم غور الاردن الى قائمة الحماية، بعد ذلك غوش عصيون الذي لا يتوقف عن التوسع، والذي لا يخطر على البال وجود دولة اسرائيل بدونه. وكيف يمكن أن نحذف معاليه ادوميم التي قامت من اجل قطع الضفة؟ وماذا أيها الاخوة اليهود سيكون بشأن المدينة الجامعية اريئيل؟.

كلها تم ضمها الى القائمة ليس بأيدي اليمين بل بأيدي اليسار الصهيوني، راعي اقامة الدولة الفلسطينية، بالتأكيد دولة فلسطينية بين جنين ومخيم جنين. الآن كابل يضم ايضا كرنيه شومرون، وماذا عن شفي شومرون ويتسهار وايتمار؟ رحاليم، وحفات جلعاد؟ لم لا، مصير المستوطنين الذين يعيشون تحت “قانون عسكري” يمزق قلب كابل، اذا لماذا لا يتم ضمها ايضا؟ أليسوا بشر؟ أليسوا يهود؟ رجل الضمير كابل يتعاطف دائما مع الضعفاء.

كابل هو من رؤساء معسكر السلام، وهو شبيه باسمه، هو يقترح على الفلسطينيين اجراء مفاوضات معهم في يوم ما، عندما يتصرفون بصورة جيدة. في 1948 فقدوا 88 في المئة من بلادهم، الآن كابل يقسم البقية الباقية ويسرق لنفسه الكتل، هدية للسارق والمستوطن.

ولكن ليس أرمل فلسطيني. كابل اليساري مستعد للتباحث على ما تبقى. تتبدى احتمالية أن يتنازل عن مخيم الفوار للاجئين اذا قامت قيادة فلسطينية مناسبة يأكل قادتها بالسكين والشوكة، فان كابل وحزبه سيعرضون عليهم ايضا مخيم العروب، في يوم جميل بشكل خاص. منذ عهد مهاتما غاندي لم يظهر رجل سلام مثل كابل، منذ نلسون مانديلا لم يكن هناك مقاتل من اجل العدالة مثله.

إن دعوة كابل للصحوة هي اسهام هام للخطاب السياسي: استيقظوا، يا أصدقاء كابل، ليس لديكم شيء تعرضونه، اطلاقا، أنتم يمين وحتى يمين متطرف، الآن حتى بدون القناع الذي لبستوه طوال خمسين سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى