ترجمات عبرية

جدعون ليفي يكتب – احتجاج مدلل، على المضطهدين الحقيقيين أن ينتظروا

بقلم: جدعون ليفي، هآرتس 23/7/2018

يوم ممتع آخر على الابواب: اضراب المثليين. هذا الاضراب يحظى بدعم غير مسبوق منذ اضراب جبنة الكوتج. ولكن في هذه المرة مع شعار. ليس شعار واحد بل بحر من الشعارات، الكثير من الشعارات الاسرائيلية تجندت للمساعدة. احتجاج مصنف كهذا لم يسبق أن شاهدناه هنا. عشرات الشركات الرائدة في الاقتصاد سمحت لعمالها بالاضراب في هذا اليوم، بتدخل اجتماعي ومشاعر اجتماعية مثيرة للانطباع. لقد رافقوا خطواتهم بتفسيرات كتبها رجال العلاقات العامة الممولين جيدا منذ ثورة تشرين الاول لم يسمع مثلها. روزا لوكسمبورغ من “بيت سلكوم”، ليخ فلنسا من “يسرا كارد”. النجاح معروف مسبقا، فقط على غزة أن لا تخربه.

يكفي هذا التجند من اجل التشكيل. “سوبر سول” واحتجاج؟ هرتسوغ فوكس نئمان واضراب؟ ماذا بالضبط تريد هذه الشركات من الاضراب عدل، مساواة؟ شيء مضحك. هل منذ الآن سيسمحون لعمالهم بالتظاهر والاضراب ايضا في مواضيع اخرى، كل واحد حسب ميوله؟ هذا مضحك اكثر. ولكن هذه بالطبع اسئلة صغيرة. مجتمع المثليين نجح في تجنيد الاقتصاد لصالح نضاله، كل الاحترام لقوة احتجاج هذه الطائفة.

على الاجندة يوجد سلم اولويات للمجتمع في اسرائيل، البوصلة الاجتماعية والضمير الاخلاقي له. اسرائيل تضرب اليوم ليس بسبب أحد المواضيع التي بسببها هناك ضرورة للاحتجاج، من اجل مجموعة لا تعتبر من المجموعات المستغلة والمضطهدة والمقموعة جدا. الحقيقة هي أنه يوجد القليل من المجموعات التي لديها قوة وتغطية اعلامية وعصرية مثل مجتمع المثليين. اعضاء المجموعة كسبوا هذا باستقامة بفضل نضالهم الذي بالطبع لم ينته.

النجاح النسبي لا يقول أي شيء عن حق وواجب المجموعة في مواصلة النضال على حقوقها وعدالة طريقها، لكن اضراب اليوم يقول كل شيء عن المجتمع الذي يختار مرة اخرى الهرب الى مناطقه المريحة، التي فيها لا يتم دفع أي ثمن مقابل النضال، بل فقط من اجل الشعور بالرضى عن نفسها. ولا سيما من اجل تنظيف ضميرها الاسود من السواد  بفعل مرضاها وجرائمها الاخرى.

اسرائيل كان يجب أن تضرب اليوم بدعم “سوبر سول” و”كان” و”سلكوم” ضد قانون القومية والتماهي مع ابناء البلاد العرب الذين بصقت الكنيست في وجوههم وأعلنت لهم رسميا وقانونيا: أنتم مواطنون من الدرجة ب. أي تأثير علاجي وباعث على الأمل كان لاضراب بهذا الحجم كتأييد للناصرة وسخنين. أي أخوة كانت في الاجواء وأي ثمار كان سيجنيها كل المجتمع من مظاهرة تضامن كهذه. ولكن من اجل ذلك نحن بحاجة الى شجاعة معينة وبوصلة اخلاقية واضحة، وهما امران غير موجودين في احتياطي الشركات الرائدة، وكل المجتمع يحتاج اليهما.

إن أحد لم يعد ينتظر أن اسرائيل ستحتج بجموعها ضد الاحتلال، الحصار أو الاستيطان. هي مغسولة الدماغ وكارهة ومصابة بالخوف الكبير. ولكن القانون الذي سن بفرق عدة ساعات عن قانون “الأم الحاضنة”، فان قانون القومية هو مصيري وظالم واقصائي اكثر من قانون “الأم الحاضنة”. هو لا يصعب على الأبوة. هو يصعب على الانتماء لبلاده. هو يشير لعدد من الاسرائيليين الى الطريق نحو الخارج. هو يشير لكل الاسرائيليين الذين يعيشون منذ الآن في دولة ابرتهايد من الناحية النظرية وليس فقط في الواقع.

ايضا الاتجاه مختلف: المثليون يوجدون في منحى نجاح. مظاهرة اخرى وتصويت آخر وايضا “الأم الحاضنة”، طريق اشكالية نحو الأبوة، مقيتة احيانا اكثر من الزنا، ستتم المصادقة عليها حتى للشباب. التشريع ضد العرب هو بالاتجاه المعاكس: قانون القومية فقط هو المقدمة لما سيأتي لاحقا. المنحدر منزلق وواضح. احتجاج جماعي اليوم كان يمكن أن يدل على التغيير.

ولكن اسرائيل تسير الآن في مظاهرة اخرى من مظاهرات الاحتجاج المدللة لها. شوارع المدينة ستغطى بالاعلام، شعور الرضى والنجاح سيزداد. فقط “المهرجون”، مثلما وصفهم نتسان هوروفيتس في العمود المجاور، سيبتسمون بامتعاض. شكرا للطائفة، شكرا للبنوك، شكرا لشركات الاعلانات والهايتيك: يوجد لدينا مجتمع حذر ومحتج. المضطهدون الحقيقيون يمكنهم الانتظار. نحن نوجد في مسيرة الفخار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى