ترجمات عبرية

جدعون ليفي / ميراف ميخائيلي والمجندات النسويات

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 1/7/2018

ميراف ميخائيلي من مؤيدات “ام.جي هايغر”، حتى أنها تقول بأنها ستصوت لصالحها، رغم أنه حسب معرفتنا لا يوجد لعضوة الكنيست الاسرائيلية الحق بالتصويت في تكساس، مكان ترشح هايغر وتنافسها على مقعد في الكونغرس. هايغر كانت قائدة طائرة مروحية حاربت في افغانستان الى أن تم اسقاط طائرتها، ومنذ ذلك الحين بدأت بالنضال من اجل فتح الجيش الامريكي المجال للوظائف العملياتية امام النساء دون تمييز. ميخائيلي، ملكة النسوية الاسرائيلية وممثلة اليسار – وسط، تريد طيارات اخريات تقدن المروحيات الامريكية كي تقصف ايضا في افغانستان واليمن. لا يهم لماذا ومن وكم، وبالطبع طيارات يقدن المروحيات الاسرائيلية كي يقصفن غزة مع قائدات الدبابات الاسرائيليات اللواتي يقصفن ما أبقته طيارات المروحيات على حاله.

ماكينة اللحم لحزب العمل، التي تشوه الصورة الاخلاقية لكل من انتخب في القائمة، ونسوية عمياء مفترسة، أدت الى أن حتى ميخائيلي، من عضوات الكنيست الاكثر التزاما والاكثر اثارة للاعجاب، فقدت للحظة البوصلة. فقط اعطوها المزيد من القاذفات كي يقصفوا افغانستان وغزة وبالاساس أن يكن نساء.

المجندات الاربعة اللواتي أنهين في الاسبوع الماضي دورة قادة دبابات، جلبن المزيد من الفخر العسكري في اوساط اسرائيليين واسرائيليات كثيرات. النسوية في الدبابة انتصرت. الآن اصبح هناك نساء مقاتلات في الجو وفي البحر وفي البر، و”اسرائيل اليوم” و”يديعوت احرونوت” لم تسمحا بمرور هذه الفرصة دون اعطاء اوصاف “الجيدات للقتال”، “ملائكة السماء” و”مخترقات الدروع”. الرقيب اول كيرن بيت ان ستنهي هذا الاسبوع دورة “سنفير” وستعين على ظهر سفينة “صرعا”، وستقوم بعمليات الدورية امام شواطيء غزة. في يوم من الايام الجيدة هي بالتأكيد ستشارك في اطلاق النار على الصيادين الفلسطينيين اليائسين الذين اجتازوا من اجل الحصول على الرزق حدود قفصهم، أو على الاقل ستسكب عليهم مياه من الخراطيم الى أن يسقطوا من فوق مراكبهم في البحر. هذه المرة سيتم هذا ليس على أيدي مقاتل رجل، بل على أيدي احدى الخريجات الاوائل في دورة سنفير النسوية. بيت ان مثل الطيارة هايغر ستجسد المثالي، مساواة النوع الاجتماعي، دون تمييز في الجو والبحر والبر.

القطار النسوي العادل الذي يعج بالانجازات يمضي مسرعا الى الامام ولا احد يتوقف ليسأل: عفوا، مساواة في ماذا؟ مساواة في القمع؟ في الاستبداد على شعب آخر؟ مساواة نسوية في التنكيل؟ مساواة في النوع الاجتماعي في تنفيذ جرائم الحرب؟ ما الذي تردنه؟ ما الذي تستحقنه؟ هل هذا الذي تستحقنه؟ بعد انجاز هذا تستطيع النسوية التقدم الى الهدف القادم وهو مساواة في النوع الاجتماعي في عائلات الجريمة. ايضا هناك سيطرة ذكورية تامة ويجب وضع حد لها. الى أن تدير رينات افرجر اعمال العائلة بمساواة مع مئير.

ليس مطلوب بالطبع المساواة بين الجيش الاسرائيلي وعائلات الجريمة من اجل فهم عمق الظلام: من اجل تحقيق هدف عادل لا مثيل له، مساواة في النوع الاجتماعي في المجتمع، هناك اسرائيليون واسرائيليات كثيرين مستعدون للتخلي عن كل قيمة اخلاقية اخرى. صحيح ان الدخول الى اروقة كثيرة في المجتمع ما زال يمر بالخدمة العسكرية، وان كان ذلك لحسن الحظ أقل فأقل. ولكن لا يستطيع أي امر ان يبرر تحويل الخدمة التي جزء كبير منها موجه يستهدف فقط الحفاظ على الاحتلال والاستيطان الى محط انظار النساء لتحقيق المساواة.

ليس أي شرطية حرس حدود مسلحة من رأسها حتى اخمص قدميها والتي تخلي بالقوة عائلة من بيتها في سلوان، وتغزو تحت جنح الظلام بيت في القصبة في نابلس وتوقظ الاولاد والبنات بصورة فظة أو تتعرض للمارة الفلسطينيين للدفاع عن حفنة مستوطنين، لا تزيد أو تنقص شيء من احترام النضال من اجل مساواة النوع الاجتماعي. فقط هي امر يجلب الخزي والعار.

لهذا عليكن الافتخار ايتها النساء بأنه ليس لديكن حتى الآن دور متساوي في تعزيز وحماية الاحتلال. تفاخرن لأنه ليس لكن دور متساوي في قصف مخازن الطائرات الورقية وانه ليس هناك حتى الآن مساواة في النوع الاجتماعي في عمليات الاعتقال الليلية المشينة في الضفة. هناك ما يكفي من جنود الاحتلال من الذكور، الذين يقومون باعمال الجنود الفظيعة هذه. الطريق للمساواة العادلة والكاملة ابحثوا عنها في مسارات اخرى اكثر اخلاقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى