ترجمات عبرية

جدعون ليفي / مساهمة اردان في نجاح الـ BDS

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 6/9/2018

جلعاد اردان هو  نجاح كبير لـ BDS. مكتب الشؤون الاستراتيجية هو نجاح كبير لـ BDS. ايضا قانون المقاطعة. كل ناشط  من أجل حقوق الانسان والمطلوب من اسرائيل او حقق معه في مطار بن غوريون هو نجاح لـ BDS. كذلك رسالة اتحاد الاذاعات الاوروبية هو نجاح لحركة المقاطعة الدولية لاسرائيل.

أكثر من الغاء زيارة المغنية لينا دل راي، اكثر من نقل مصنع “صودا ستريم” من الضفة الى النقب. ومن نجاحات المقاطعة الاقتصادية، الاكاديمية والثقافية فقد نجحت حركة المقاطعة في مكان آخر بدون أي جهد، ربما حتى بدون أن تقصد ذلك. لقد نجحت الـ BDS في تخرب الذخر الاهم للاعلام الاسرائيلي، الصورة الديمقراطية والليبرالية لاسرائيل في العالم. كان ذلك هو بالتحديد اتحاد الاذاعة الاوروبية، وهي منظمة غير سياسية بعيدة جدا عن الـ BDS، الذي احسنت وصف ابعاد الضرر على اسرائيل: هذا الاتحاد قارن بينها وبين اوكرانيا وأذربيجان في الشروط التي وضعتها لاجراء مسابقة الايروفزيون في حدودها. اوكرانيا وأذربيجان واللذان لا يعتبرهما أحد بجدية دول ديمقراطية. هكذا اسرائيل تعتبر الان في نظر مخرجي مسابقة الاغاني.

هكذا هي اسرائيل في لغة الاف – ني – في الجديدة “حي حي شعب اسرائيل حي”. ولكن ليس في الايروفزيون. مرتان جرت المسابقة في القدس ولم يفكر احد في وضع شروط للمحافظة على حرية المشاركين. الان يجب ذلك. وذلك لكي يتم ضمان منذ البداية وكتابة ما هو مفهوم ضمنا في الديمقراطية: حرية دخول وحركة لكل من سيحضرون للمسابقة. في اسرائيل مثلما هو الامر في اوكرانيا وأذربيجان هذا لم يعد مفهوما ضمنا. في الـ 13 عام من وجودها لم تكن الـ BDS تستطيع ان تحلم على انجاز اكبر من هذا.

الفضل الاساسي يعود بالطبع لحكومة اسرائيل، التي شنت حرب على الـ BDS وبهذا قدمت أحد المساهمات الكبرى للحركة. مع رجل عسكري مثل الوزير أردان الذي يثور على التدخل في “التشريع الذي تسنه دولة ديمقراطية” ولا يفهم البشاعة الموجودة في اقواله، ومع وزارة حكومية ليست سوى شرطة افكار دولية، فان الحكومة تقول للعالم: اسرائيل ليست كما اعتقدتم. لقد اعتقدتم لسنوات ان اسرائيل هي ديقراطية ليبرالية. اذا اغمضتم عيونكم عن رؤية ما يجري في ساحتها الخلفية. اعتقدتم ان الاحتلال منفصل علن الدولة، وان بالامكان القيام به في دولة ديمقراطية حيث انه بالتأكيد امر مؤقت وسينتهي بعد لحظة. وعلى الاقل اسرائيل السيادية هي جزء من الغرب. ولكن الامر ليس كذلك. الحكومة مزقت القناع. ليس فقط يجب على الـ BDS ان تشكرها أيضا كل محبي حقوق الانسان. الحرب ضد الـ BDS ، وهي حركة  احتجاج شرعية غير عنيفة، جرت اسرائيل الى مواقع جديدة. عمر برغوثي ورفاقه يمكنهم ان يفركوا ايديهم برضى وبفخر. هم ينجحوا في ان يبدأوا بتفكيك النظام الساري ايضا داخل اسرائيل. ليس هنالك ديمقراطية بوجود مكتب للشؤون الاستراتيجية الذي يتجسس على منتقدي الدولة والنظام في أرجاء العالم. ويجهز قوائم سوداء للمرفوضين من الدخول حسب ارائهم او نشاطهم السياسي. ليس هنالك ديمقراطية تسأل على الحدود ضيوفها عن ارائهم كشرط لدخولهم. ليس هنالك ديمقراطية تنقب في حواسيب  ضيوفها وبنمط حياتهم، لدى دخولهم وخروجهم. أوكرانيا وأذربيجان ربما يتصرفان هكذا وكذلك تركيا وروسيا.

ايضا سابقا كان بالامكان ويجب الادعاء بان اسرائيل لا يمكن أن تعتبر ديمقراطية بسبب الاحتلال. ولكن الان اجتازت اسرائيل الحدود. هي لم تمحو فقط الخط الاخضر بل بدأت بعملية ضم تشمل نسخ تدريجي للنظام من الضفة نحو الغرب. المسافة بين كلا النظامين، في المناطق واسرائيل ما زالت كبيرة، ولكن تشريع السنوات الاخيرة بدأت في تقليصها. شباك العرض الفاخر بالدولة مع كل اضواء النيون الساطعة وحفيف اوراق السلفان للحرية والمساواة، فان اعضاء كنيست وصيادلة عرب وحياة الليل الصاخبة وكل باقي التألقات الاخرى بدأت في التصدع. في الايروفزيون فهموا ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى