ترجمات عبرية

جاكي خوري يكتب – الاسد قريب من الانتصار ، سيتوجه الى معقل الثوار الاكبر الاخير

بقلم: جاكي خوري، هآرتس 2/8/2018

الرئيس السوري بشار الاسد اعلن أمس برسالة للمواطنين بمناسبة يوم الجيش بأنه قريب من اعادة السيطرة على الدولة المقسمة. “نحن قبيل الاعلان عن انتصار حاسم”، جاء في الرسالة. “بفضلكم وصلنا الآن الى وضع استقرار وأمن في معظم المناطق – من حمص وتدمر وحلب ومرورا بالقلمون وحتى دير الزور وضواحي دمشق. في مدن وقرى كثيرة، التي نجح فيها الارهاب في أن يتمركز بمساعدة لوجستية ومالية خلال سبع سنوات ونصف”. في المعارضة السورية يقدرون أن الاسد سيبدأ قريبا بالاستعداد للقتال ضد معقل المتمردين الكبير والاخير في الدولة، في محافظة ادلب.

أمس اعلن الجيش السوري أنه سيطر على القرية الاخيرة التي سيطر عليها المتمردون في درعا في جنوب الدولة. وكالات الانباء السورية اعلنت أن النظام يسيطر الآن على كل المحافظة. وحسب الاعلان، قوات مؤيدة للاسد سيطرت على قرية القصير في حوض اليرموك من ايدي جيش خالد بن الوليد، وهو منظمة متفرعة عن داعش. كما جاء أن رجال الاسد يطاردون الفارين ويبحثون عن مستودعات السلاح والعبوات الناسفة والالغام. في نفس الوقت تتواصل المفاوضات مع جبهة النصرة في القنيطرة. عدد من اعضائها انسحبوا من عدة قرى، ومع انتهاء الاتصالات سيستكمل الاسد المعركة في جنوب الدولة. النظام يفحص ايضا تبادل فتح معبر الحدود مع الاردن الذي اغلق في العام 2011، حسب ما جاء عن وكالة الانباء “رويترز”.

معظم القرى في درعا والقنيطرة اعيدت لسيطرة الاسد في اطار اتفاقات مصالحة مكنت المتمردين والسكان من الاختيار بين الانتقال الى ادلب في شمال سوريا وبين البقاء والتسليم بحكم الاسد. معظم المدنيين اختاروا البقاء وعدد من منظمات المتمردين قرروا الانضمام لقوات الاسد في هجومها ضد جيش خالد بن الوليد.

ولكن في السويداء في جنوب سوريا التي تكبدت خسائر فادحة، ما زالوا يخافون من اعمال الانتقام. 215 شخص، الكثيرين منهم من الدروز، قتلوا في الاسبوع الماضي في عدة عمليات انتحارية نفذها داعش. 30 امرأة وطفل اختطفوا. أحد سكان المنطقة قال للصحيفة إن العائلات لا تعرف الى أين تم أخذ المخطوفين واذا ما جرى اتصال مع الحكومة في اعقاب اختطافهم.  “داعش دائما يطالب بثمن باهظ. الاموال، تحرير رجاله المسجونين وطلبات كثيرة من المشكوك فيه اذا كانت الحكومة قادرة على الاستجابة لها”، قال. حسب اقواله، السكان يخافون من استمرار سفك الدماء. رغم أن الجيش السوري اقام الحواجز في المنطقة. واضاف “هذا لا يعني انه لا توجد الآن خلايا نائمة لداعش وجبهة النصرة يمكنها مهاجمة القرى”.

جهات في المعارضة السورية قدرت أنه مع انتهاء السيطرة على جنوب سوريا سيبدأ الاسد بالاستعداد للمعركة في اقليم ادلب. في هذا الاقليم يوجد آلاف مقاتلي منظمات المتمردين والمسلحين وأبناء عائلاتهم الذين تم اخلاءهم كجزء من اتفاقات الاستسلام مع النظام. الاسد اعلن في السابق أن المعركة القادمة ستجري هناك. مواقع في الانترنت متماهية مع المعارضة قدرت أن القتال سيبدأ في الشهر القادم. وحسب التقارير فان روسيا التي تقدم مساعدة جوية لنظام الاسد، هي التي ستقرر الموعد. مصدر كبير في المعارضة السورية قال للصحيفة إنه يضاف الى هذه التعقيدات مصالح جهات اخرى وعلى رأسها تركيا. الدولة هددت بالتدخل في القتال اذا قام جيش الاسد وروسيا بمهاجمة الاقليك. لذلك قال المصدر إن التقدير هو أنه سيتم التوصل الى اتفاق سياسي برعاية انقرة.

مصدر في المعارضة السورية من التيار العلماني قال للصحيفة إن استكمال المعركة العسكرية في سوريا لن تكون نهاية المطاف. وحسب اقواله، روسيا ايضا تعرف أنه لا يمكن اعادة الوضع الى سابق عهده، بعد حوالي ثماني سنوات من الحرب وآلاف القتلى. “نحن نعرف أن روسيا والولايات المتحدة لا تريدان العودة الى سيناريو العراق وليبيا المتمثل بتدمير مؤسسات الدولة، الذي سيؤدي الى الانهيار”، قال، “مؤسسات الدولة السورية ستبقى، لكن يجب أن تكون عملية طويلة من الاصلاح تؤدي الى تغيير جذري في طبيعة النظام. وهذا يحتاج تدخل دولي، بما في ذلك تدخل الولايات المتحدة. ولكن في المقام الاول رحيل بشار الاسد. وإلا ليس بالامكان الحديث عن هدوء في سوريا حتى بعد بضع سنوات”.

وثيقة داخلية تم تسريبها للمعارضة ومنسوبة لمصدر كبير في المخابرات السورية اشارت الى أن النظام السوري جمع في السنوات الاخيرة معلومات كثيرة عن منظمات المعارضة ومصادر تمويلها التي تشمل رجال اعمال سوريين ومصادر اجنبية. في المعارضة يقولون إن المعلومات استخدمت ضدهم في الحرب. كما جاء أن المنظمات تم التخلي عنها من دول اخرى كان يجب أن تساعدها اقتصاديا ولوجستيا ومنها الولايات المتحدة ودول اوروبية ودول في الخليج الفارسي.

منظمات مساعدة تشير الى تسجيل مئات المتمردين كقتلى في وثائق رسمية كاشارة اخرى على الأمن المتزايد للاسد. في الاسابيع الاخيرة اكتشفت مئات العائلات في سوريا أن قريبهم المفقود مسجل كميت. رغم أن النظام لم يعلن جهرا عن المعلومات الجديدة. الوثائق التي نشرت هي الاعتراف الاول من الاسد بأن مئات الاسرى وربما حتى الآلاف ماتوا في الاسر.

منظمات دولية تجد صعوبة في متابعة عدد القتلى في الحرب. حسب التقدير الاخير للامم المتحدة والذي نشر قبل اكثر من سنتين فان 400 ألف شخص قتلوا منذ العام 2011 في الحرب. اكثر من 5.6 مليون شخص هربوا من سوريا منذ العام 2011، معظمهم الى تركيا ولبنان والاردن، حسب معطيات الامم المتحدة من نيسان الماضي. نحو 6.5 مليون شخص تم تهجيرهم من بيوتهم وبقوا في الدولة، منهم 2.8 مليون طفل. مع تقدم نظام الاسد بدأ عدد قليل من اللاجئين في العودة الى الدولة. في السنة الماضية جاء في تقارير الامم المتحدة أن اكثر من نصف مليون سوري عادوا الى بيوتهم في السنة الماضية، لكن مؤخرا قالت إنه لم تنضج الظروف بعد لعودة ملايين اللاجئين. مصدر روسي كبير قدر في الاسابيع الاخيرة أن 890 ألف سوري يستطيعون العودة الى الدولة من لبنان في الفترة القريبة، و300 ألف من تركيا و200 ألف من دول الاتحاد الاوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى