أقلام وأراء

توفيق ابو شومر يكتب – خطط إسرائيلية لمواجهة إدارة بايدن

بقلم توفيق ابو شومر

بدأ المصنع الفكري الإسرائيلي، في إنتاج الخطط لمواجهة إدارة بايدن، هذا المصنع مُكَوَّنٌ من منتجي الخطط، ومن المحللين السياسيين، شرع في تغذية قادة السياسة الإسرائيليين بالأفكار والآراء، أما المادة الخام لهذا المصنع فلها مصدران، الأول، إعادة فتح ملفات الحزب الديموقراطي الأميركي، وذلك باستقصاء آراء مخططي خطِ الإنتاج الفكري لهذا الحزب، والثاني، وضع استراتيجيات المواجهة.
فقد استطلع الصحافيون والكتاب أولاً آراء بعض المؤثرين في الحزب الديموقراطي، مثل، دينس روس، صاحب الخبرة الطويلة في الشرق الأوسط، وديفيد ماكوفسكي، من معهد أبحاث واشنطن، والسياسي المخضرم، جون كيري، والباحث والمخطط، شانزر، وغيرهم.
حصل هؤلاء الصحافيون والمفكرون على النتائج الآتية:
ستنشغل الحكومةُ الديموقراطية الجديدة بإعادة تقييم ميراث حكومة ترامب القديمة، وتعقيداتها وقتاً طويلاً، ثم طريقة علاج جائحة «كوفيد – 19»، ثم كيفية إنعاش الاقتصاد، ثم ترميم حالة الانقسام، ثم قانون الضمان الصحي، ثم الملف الإيراني، تلك هي أهم القضايا، أما قضية المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، وحل الدولتين سوف تكون في ذيل اهتمامات إدارة بايدن، لن يجري بحثها إلا بعد انقضاء السنة الأولى، أو الثانية من حكومة الديموقراطيين.
هناك إجراءات صغيرة قد تُقدم عليها إدارة بايدن، مثل، إعادة دعم السلطة مالياً، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، والقيام ببعض الزيارات المكوكية.
أما قضية التطبيع مع الدول العربية، فإنها تحظى باستحسان إدارة بايدن الجديدة ويجب البناء على هذه الخطة، لأن الإدارتين، الجمهورية، والديموقراطية، متوافقتان تماماً على خطة، أبراهام، كما أنهما تتوقعان انضمام دول عربية وإسلامية وإفريقية إلى هذه الاتفاقية!
لأن خطة أبراهام سيكون لها مفعولُ السحر لحل المسألة الفلسطينية، فكلما زاد عدد دول التطبيع، ازدادت عُزلة الفلسطينيين، ما سيدفعهم للمساومة، لأنهم سيشعرون بأنهم خُذلوا، ما سيُرغمهم على المفاوضات والمساومات مع إسرائيل!
عزَّزَ الكاتب في نشرة الأخبار اليهودية، أرئيل بن سلومون تلك الفكرة، وقال يوم 12-11-2020: «العرب مصابون بالإرهاق والكُره للفلسطينيين، لأن الفلسطينيين اعتادوا تهديدهم، لذا، فإنهم مسرورون بالتخلص من قضية فلسطين، فهم يعتبرون الفلسطينيين مخادعين، لم يكن العربُ قادرين على الجهر بذلك فيما مضى».
بعد أن شخَّص الصحافيون والكتاب آراءَ المفكرين والسياسيين الأميركيين، شرعوا في خطوتهم التالية، وهي إعداد استراتيجيات إسرائيل في المرحلة القادمة في عهد حكومة الديموقراطيين.
أبرز هذه الاستراتيجيات، عدم تسرُّع حكومة إسرائيل في تنفيذ سياسة الضم، لأنها ستُسبب مأزقاً جديداً لحكومة، بايدن، وستُحرج حكومات التطبيع العربية، تستطيع إسرائيل تنفيذ الضم بالاتفاق مع دول التطبيع، كما أن السرعة في تنفيذ التطبيع قد تدفع حكومة بايدن لمعاقبة إسرائيل من جديد، تحت ضغط اللوبي المؤيد للفلسطينيين في مجلس النواب الديموقراطي.
أشار الباحث، مردخاي كيدار، في صحيفة إسرائيل هايوم، 11-11-2020، وهو باحثٌ في مركز بيغن بجامعة، بار إيلان، إلى وجوب مواجهة الديموقراطيين الأميركيين بتأسيس جبهة ضغط جديدة، مكونة من دول التطبيع، وتوسيع الحلف ليشمل، العراق، المغرب، عُمان، موريتانيا، النيجر، ثم توسيع هذا الحلف مرة أخرى ليشمل دولاً إفريقية أخرى، وهو يرى أن هذا الحلف الجديد ليس خيالياً، (يوتوبيا) بل يمكن تحقيقه، لأن كثيرين كانوا يرون التطبيع منذ عدة سنوات أمراً خيالياً، ذلك كله لمواجهة مشروع الديموقراطيين ومنعهم من الاعتراف بالاتفاقية النووية مع إيران! وهو يقترح أيضاً أن تقوم إسرائيل بالسماح للفلسطينيين في القدس بتأسيس (إمارة) القدس، على نمط، رام الله، نابلس، الخليل، جنين، هذه (الإمارة الجديدة) ستسوِّغ لإسرائيل ضم المناطق اليهودية المقدسة فيها من طرف واحد!
أخيراً، متى سيستفيد سياسيونا مما تُنتجه الأفكار؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى