تكنولوجيا

تقنية جديدة تتيح علاج الأعصاب المقطوعة بلا جراحة

توصّل فريق من الباحثين الكوريين إلى تقنية طبية جديدة أظهرت فاعلية ملحوظة في شفاء الأعصاب المقطوعة بسرعة، ومن دون الحاجة إلى تقنيات الخياطة الجراحية المجهرية التقليدية.

ووفق بيان نُشر على موقع “ميديكال إكسبريس”، فإنّ التقنية الجديدة صُمِّمت لمحاكاة الخصائص الهيكلية لجلد الإنسان، مع امتلاك قدرات قوية على لصق الأنسجة.

وأفادت نتائج الدراسة بأنها تستخدم بوليمرات ذاتية الشفاء، وهلاماً مائياً لاصقاً، لتحقيق التصاق قوي ومرونة مستوحاة من البنية المعقّدة لطبقات الجلد البشري.

ومن خلال عمليات هندسية دقيقة، استطاعت هذه الرقعة العصبية أن تجمع بين خصائص المرونة واللزوجة، ما يوفر قدرة كبيرة على تشتيت الضغوط الخارجية، وامتصاص بعضها الآخر بشكل فعّال.

والبوليمرات ذاتية الشفاء هي مواد ذكية تكتشف من تلقائها وبشكل مستقل عيوبها الهيكلية، وتصلحها عندما تتعرّض لأيّ أضرار مادية.

وتعمل التقنية الجديدة، وفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية “أفانسيد ماتريال”، مثل الضمادة من خلال تغليف موقع تمزُّق العصب، ما يسهل عملية التئام الأعصاب بسرعة وسهولة، ويلغي الحاجة إلى تقنيات جراحية مجهرية معقّدة لم يكن من الممكن إجراؤها في السابق إلا من جرّاح مدرَّب جيداً.

ووفق الباحثين، “تكمن الإمكانات التحويلية للتقنية الجديدة في قدرتها على تبسيط إجراءات إصلاح الأعصاب، وتخفيف الطلب على الجراحين المجهريين ذوي التخصُّص العالي وتقليل أوقات الجراحة بشكل كبير”.

وجاء هذا الابتكار الذي أطلق عليه “SSGAE”، نتاج تعاون مشترك بين البروفيسور جونغ وونغ بارك، من قسم جراحة العظام في كلية الطب بجامعة كوريا في سيول، والبروفيسور دونغ هي سون، من قسم هندسة الذكاء الفائق، والبروفيسور ميكي ونغ شين، من قسم الهندسة الطبية الحيوية في “جامعة سونغ كيون كوان” بكوريا الجنوبية.

يقول الباحثون: “تؤكد الاختبارات التجريبية، بما فيها الدراسات التي أجريت على نماذج حيوانية صغيرة، على عملية الشفاء السريعة مع إنجاز الالتئام العصبي في أقل من دقيقة”. ويضيفون: إنه “بعد عام من المتابعة، تعافت حركة إبهام الرئيسيات التي أجريت عليها التجارب بالكامل تقريباً. كما أظهرت عمليات دمج بروتينات تجديد الأعصاب في التقنية الجديدة نتائج واعدة في تسريع عملية تجديد الأنسجة”، مشدّدين على أنّ “تجارب التحقُّق من صحة النتائج أثبتت تجديداً كبيراً وانتعاشاً وظيفياً للأعصاب بعد إصلاح التلف، ما يؤكد تفوّق التقنية الجديدة على طرق الخياطة التقليدية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى