ترجمات أجنبية

تقرير مترجم عن نيويورك تايمز – من يحكم أمريكا.. ترامب أم الجيش؟

نيويورك تايمز – ترجمات – 10/4/2017

خلال الأسبوع الماضي، ووفقًا لمعايير الرئاسة الأمريكية الحديثة، حدث أمران طبيعيان جدًا في إدارة ترامب. يوم الأربعاء، خُفِّضت رتبة ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي والأيديولوجي للرئيس، في لجنة مديري مجلس الأمن القومي. وفي اليوم التالي، أمطر الرئيس أرض سوريا بالصواريخ.

خفض الرتبة ذلك يشير إلى أن السياسة الخارجية لترامب قد تفقد جزءًا من وعدها المميز بأن “أمريكا أولًا”، كما يبدو أن التفجير يؤكد ذلك. هذا سماح بقليل من الازدهار لترامب، تلك الضربات يمكن تحت ولاية بيل كلينتون أو رونالد ريجان أو جورج بوش. كذلك كانت الاستجابة المفاجئة ستتماثل، وخاصة دعم السياسيين الليبرالية والمحافظين.

إذًا، هل تم إلغاء الثورة الأيديولوجية في السياسة الخارجية الأمريكية؟ نعم قولًا واحدًا. إذا كنت تتوقع من ترامب أن يحكم فعليًا كمحافظ متقاعد، ويتجنب استخدام القوة في غياب أي تهديد مباشر للوطن الأمريكي، ويسحب القوات الأمريكية من جميع قواعدها النائية، ويترك التحالفات المتشابكة، فإن الضربات ضد بشار الأسد هي خير دليل على أنه تم التلاعب بك.

هذا لا يعني أن ترامب سيفعل مثل أسلافه. تميز معظم الرؤساء السابقين بالانسياق خلف أي حرب بين مجموعات مختلفة من بلاد خارجية.

رغم ذلك، تفتقر إدارة ترامب للعديد من خبراء السياسة الخارجية بين مسؤوليها المدنيين. ريكس تيلرسون قد يكون لديه تسلسل واقعي، ولنيكي هالي أسلوب أخلاقي؛ إلّا أنهما لم يكونا جزءًا من هذه المناقشات من قبل.

استعاض ترامب عن الخبراء في حكومته بالجنرالات ورجال الجيش، وبالطبع، العقلية العسكرية الفعلية. هذا الفريق من الجنرالات، يبدو أنه على الأرجح يدفع حكومته إلى الأمام.

الجيش العسكري دائمًا ما يُفضل على السياسة الخارجية الأمريكية، والعقول العسكرية بالكاد متجانسة في وجهات النظر. (فقط أسأل الجنرال مايكل فلين). لكن أن تُوجه سياسة أمريكا بهذا الشكل العسكري الصريح هو شيء جديد في تاريخ الولايات المتحدة مؤخرًا.

تُعد السياسة الخارجية الموجهة نحو الجيش –بشكل ما- أكثر توجهًا نحو الاستقرار من أي نهج آخر متبع في الشؤون الدولية. كما ستكون أقل عرضة للطموحات الأيديولوجية الكبرى، وأقل ميلًا إلى تخيل الولايات المتحدة كعامل للثورة الديمقراطية أو ملاك الانتقام الإنساني.

وهكذا، إن كان الجيش الأمريكي من يدير البيت الأبيض في عهد جورج بوش، ما كنا لنحاول زرع الديمقراطية في العراق. إن كان يدير في عهد أوباما، ما كنا لنتخلى عن حسني مبارك أو نسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة مع الانفتاح مع طهران. وهكذا، فإعادة تركيز ترامب على العلاقات العسكرية طويلة الأمد -خاصة مع الدول العربية السُنية- باسم حماية حقوق الإنسان، وتراجعه عن التحولات الكبيرة الموعودة في موقفنا تجاه روسيا والصين. ما الذي يُمكن توقعه من رئيس صلب الرأس؟

حتى في الوقت الذي يحظى فيه الجيش بالاستقرار، لديه تحيزًا قويًا نحو الحلول العسكرية كلما ظهرت أزمات أو تحديات. إنهم يتعاملون بالقنابل والصواريخ وغارات الطائرات بدون طيار، كأول خطواتهم لتثبيت أقدام الحكم على الأرض.

بالتالي، يمكنك أن تتوقع ضيق السياسة الخارجية الموجهة ضد الجيش بالمشاركة الضخمة في الحرب الأهلية في سوريا.. لكن عندما يحدث شيء مثل استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، فإن ضربة ستكون مدوّية. السياسة الخارجية للجنرالات لن تسعى إلى الحرب البرية في آسيا، ولكنها ستكون مُرحب بالعديد من التدخلات المحدودة التي قد تأخذنا إلى أعماق الصراع.

عمومًا، نظرة القوات المسلحة –الانحياز لزيادة جرعات القوة وفقًا للوضع الراهن- هي بالكاد أسوأ رؤية يمكن لترامب تبنيها. لكن عجز الرئيس عن التراجع عن معركة كبيرة تلبي رغبة الجيش في اقتحام الكثير من الدول الصغيرة، هنا يكمن الخطر الكبير على رئاسته. الخطر ليس في الحروب، لكن في التصعيد الذي يشجعه الجنرالات، وأن صاحب القرار النهائي لا يمكنه إيقافه.

التقرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى