ترجمات أجنبية

تقرير مترجم عن نيوزويك – هل يسرِّع ترامب عودة المسيح؟ اليهود والإنجيليون يعتقدون بذلك

نيوزويك – كرستينا مازا – 11/12/2017
في أعقاب قرار الرئيس ترامب المثير للجدل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حاجج بعض الناشطين اليهود بأن الرئيس الأميركي كان يتلقى الإرشاد من الله لاستعادة السيطرة اليهودية على الأماكن المقدسة.
وقال الناشطون الذين يشنون حملة ضغط من أجل بناء “معبد يهودي” في القدس، أن ترامب يلعب دوراً مشابهاً للدور الذي كان قد لعبه الإمبراطور الفارسي قورش الذي سمح لليهود بالعودة إلى إسرائيل من المنفى. وقد امتدح اليهود قورش أيضاً لمساعدتهم في بناء معبدٍ يهودي ثانٍ في نفس المكان الذي شهد تدمير المعبد الأول.
وكان الهيكل اليهودي الأول قد ظل قائماً من حوالي العام 957 قبل الميلاد إلى حوالي العام 586 قبل الميلاد، بينما ظل الهيكل الثاني قائماً من حوالي العام 515 قبل الميلاد إلى حوالي العام 70 بعد الميلاد، حسب الرواية التوراتية. والآن، يقول بعض اليهود أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل مهد الطريق أمام بناء الهيكل اليهودي الثالث في نفس المكان الذي كان فيه الهيكل الثاني قبل أن يتهدم.
يقول آساف فرايد، الناطق الرسمي بلسان “حركة الهيكل الموحد”، وهي رابطة تنظم حملة ضغط من أجل بناء الهيكل الثالث في مكان الحرم القدسي الشريف: “هناك تقدم مدهش في اتجاه جلب الهيكل هذا العام. ومن الواضح أن ترامب جزء من العملية، حيث يتلقى الإرشاد من هاشم (الله)”.
جبل الهيكل عند اليهود هو المنطقة المرتفعة فوق الحائط الغربي، والذي كان ذات مرة موقعاً للهيكلين اليهوديين. والموقع هو مكان المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ثالث أقدس الأماكن الإسلامية بعد مكة والمدينة، وهو ما يزال مصدراً للنزاع بين الديانتين. وما يزال الموقع خاضعاً للسيادة الإسرائيلية، وإنما يديره مجلس ديني إسلامي. ويُسمح لليهود بزيارة الموقع، ولكن لا يسمح لهم بالصلاة فيه.
تخضع القدس حالياً للسيطرة الإسرائيلية، ولكن يُنظَر إلى نصف المدينة على أنه العاصمة المستقبلية لدولة فلسطينية إذا تم التوصل إلى حل على أساس الدولتين بين السلطتين الإسرائيلية والفلسطينية.
وقد ووجه قرار ترامب المثير للجدل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بانتقاد واسع النطاق من جانب حلفاء الولايات المتحدة الذين نظروا إلى الاعتراف على أنه إعلان وفاة لتسوية سلمية متفاوض عليها.
يعتقد اليهود بأن جبل الهيكل هو المكان الذي كان النبي إبراهيم قد جسد فيه إخلاصه لله عن طريق أخذ ابنه اسحق للتضحية به هناك. وهو، وفق العرف الإسلامي أيضاً نفس المكان الذي عرج منه النبي محمد منه إلى السماء في القرن السابع الميلادي.
تصف التوراة اليهودية كلا المعبدين اللذين كانا يقفان على جبل الهيكل في القدس. وقد ظل هيكل سليمان الذي يدعى أيضاً المعبد الأول، قائماً في القدس القديمة حتى تدميره في العام 587 على يد الملك البابلي نبوخذ نصر.
ثم أعيد بناء الهيكل الثاني بدعم من الإمبراطور الفارسي قورش، لكنه دمر أيضاً بعد أن ثار اليهود ضد الإمبراطورية الرومانية. ويعتبر اليهود الحائط الغربي في مدينة القدس كل ما بقي من الهيكل الثاني.
وكان المدافعون عن المعبد الثالث يؤيدون ترامب، حتى قبل اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل يوم الأربعاء الماضي. ويعتقد المسيحيون الإنجيليون الذين يعتبرون داعمين أقوياء لترامب بأن هيكلاً ثالثاً سوف يبنى قبل “نهاية العالم” التي تؤذن بعودة المسيح الثانية. كما أن التقاليد اليهودية تعتقد بأن هيكلاً ثالثاً سوف يبنى خلال زمن المسيح.
كتب إنوتش لافندار لموقع “بروفيسي نيوزووتش”: “هناك عدد من القادة المسيحيين الذين يقارنون ترامب بالملك التوراتي قورش. وهم يشيرون إلى أن الملك قورش كان قائداً كُلف وأُرسل من الله”.
وأضاف لافندار: “إذا كان الرئيس ترامب قد تلقى تكليفاً مشابهاً للملك قورش، فهل يكون من الممكن أن يستخدم الله مطور العقارات هذا الذي أصبح رئيساً لتيسير أكبر تطوير عقاري في الزمن الحديث – إعادة بناء الهيكل”؟
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
Will Trump Hasten the Arrival of the Messiah? Jews and Evangelicals Think So
ترجمة عبد الرحمن الحسيني – الغد – 20/12/2017
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى