ترجمات أجنبية

تقرير مترجم عن ناشيونال إنترست – مستقبل العلاقات الأمريكية – السورية في سوريا

ناشيونال إنترست – ترجمات – 11/3/2017

حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد عودته من باكستان شهر مارس الماضي، من توسيع دور تركيا في الصراع السوري، فبعد تحرير مدينة “الباب” السورية من أيدي تنظيم داعش الإرهابي، أصبحت مدينة “منبج” الهدف التالي لها، فهي مدينة عربية.

مثل هذه التصريحات ما هي إلا تحدٍ واضح وصريح للسياسة الأمريكية في سوريا، وبالأخص للقوات الأمريكية الخاصة المنتشرة ضد داعش. حيث عكفت القوات الأمريكية، في العام الماضي، على المشاركة في عشرات العمليات العسكرية الخاصة من أجل مساندة المقاتلين الأكراد وحلفائهم في شرق سوريا.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يهدد فيها أردوغان بتمديد الدور التركي في سوريا، المهتم بمساعدة المعارضة السورية المسلحة ضد نظام بشار الأسد. ولم يكتفِ بذلك فقط، وإنما هدد الأكراد أيضًا قبل مغادرته لباكستان.

جاءت هذه التعليقات بعدما اتهمت صجيفة “الديلي صباح” التركية في 25 من شهر فبراير الماضي، بزيارة سرية من قبل الجنرال جوسيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية في شمال سوريا، وهو ما أخبر الصحفيين الأمريكيين، بدوره، عن قلقه الشديد حيال قدرة الحفاظ على الرتم الحالي في سوريا وأنه من الممكن أن تتحمل أمريكا ما قد يتسع عن قدراتها. دعونا نقرأ ما بين السطور هنا، فكل ذلك يشير إلى تدخل عدد أكبر من قوات الأمريكية البرية.

جاءت التحذيرات التركية بعدما وعد ترامب بهزيمة داعش، ومطالبته للبنتاغون لتحديد خطة جديدة عن كيفية الوصول إلى تحقيق هذا الوعد. تخشى أمريكا من انخراط حلفائها الأكراد في سوريا في صراع مع تركيا. هذه المسألة بمثابة الصداع في رأس الإدارة الأمريكية، وخاصةً الـ”سي أي إيه” ووزارة الدفاع.

توقعت تركيا تحسين العلاقاتمع أمريكا بوصول ترامب للسلطة، ولكنها لا تتواني عن اختبار قوة هذه العلاقة، وذلك ستسعى تركيا إلى الدفع بالقوات الديمقراطية السورية حتى الفرات.

حارب الأكراد وحلفاؤهم “داعش” لإخراجهم من مدينة “منبج” في معركة صعبة، ولن يتقبلوا فكرة تسليمها لتركيا بسهولة. ولتجنب هذه الخطوة، قد يتجه الأكراد للعمل جنبًا إلى جنب مع النظام السوري، لعلمهم بخوف تركيا من تأثر علاقتها مع روسيا.

يصنف أردوغان القوات الكردية بالإرهابيين، معربًا عن استحالة الاعتراف بالوجود الكردي على حدودها، وهو ما يضع تركيا في خلاف مع أمريكا. وعلى الرغم من كل ذلك، تطالب تركا أمريكا بمساعدتها للهجوم على مدينة الرقة، على الرغم من معرفتها باستحالة حدوث ذلك إدون إخراج القوات الكردية الموجودة هناك.

فهل شارفت أنقرة على الدخول في معارك جديدة مع واشنطن؟ لكن لابد يحذر الجانبان؛ فمع اقتراب هزيمة داعش يتدافع الجميع لملء الفراغ الذي ستخلفه.

وهنا تكمن الصورة الأكبر والأعم، وهي رغبة تركيا في معرفة مدى استمرار دعم ترامب للحليف الكردي، فهو لم يتحدث حتى وقتنا هذا عن موقفه منهم، على الرغم من إبقائه على بريت ماكجورك، أحد موظفي البيت الأبيض منذ إدارة باراك أوباما ومساندته التامة للدور الكردي في سوريا.

تركيا تمتلك الإمكانيات الأخرى التي تمكنها من تحدي سياسات ترامب. وقامت بشن العديد من الضربات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني الكردي شمال العراق إلى جانب امتلاكها للعديد من القواعد في العراق، إذ تريد تركيا حماية العرب السنة والتركمان بينما تعمل أمريكا بالقرب من بغداد المعارضة للوجود التركي.

التقرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى