تقرير مترجم عن موقع المونيتور – ويخطط القادة العرب لاستجابة كبيرة لحركة ترامب على القدس

باختصار
في حين أن الغضب الشعبي الذي شهدناه نتيجة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل لم ينحسر، فإن قادة مصر والأردن وفلسطين سيجتمعون لمناقشة الخطوات التي يتعين اتخاذها في هذا الصدد.
موقع المونيتور – ترجمات – بقلم داود كتاب* – 11/12/2017
يستجيب العرب والمسلمين في شكل إجراءات وردود فعل على قرار إدارة دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعلى الرغم من حدوث احتجاجات شعبية في البلدان المجاورة مثل الأردن وبعيدا، مثل المغرب وإندونيسيا، فإن القادة السياسيين يبحثون عن خطوات يمكنهم اتخاذها استجابة لاحتجاجات شعبية كبيرة غير متوقعة ومطالب بالعمل.
وقد عقدت قمة في القاهرة في 11 كانون الأول / ديسمبر، نظمت على وجه الاستعجال بين الكيانات العربية الثلاث التي وقعت اتفاقات مع إسرائيل (مصر وفلسطين والأردن). كما دعا الاردن الذي يرأس القمة العربية في دورته الحالية الى عقد قمة عربية طارئة. كما قد يطلب الزعماء الثلاثة من نائب الرئيس مايك بينس عدم المجيء الى المنطقة، ومن المقرر ان يزور بينس المنطقة بين 18 و 20 ديسمبر. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الكنيسة القبطية البابا توادروس الثاني والشيخ الأكبر للإمام شيخ جامع الأزهر أحمد طيب قاطعهما نائب الرئيس.
وكان وزير الخارجية الاردني ايمن صفدي اعلن في مؤتمر صحافي عقده في 9 كانون الاول / ديسمبر الماضي ان الاردن سيطلب عقد قمة استثنائية.
قرر مجلس النواب بالإجماع إجراء مراجعة شاملة لمختلف الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل. وكان خليل عطية نائب رئيس البرلمان الأردني الذي استهل مشروع القانون هذا لمراجعة الاتفاقيات الأردنية مع إسرائيل، وقال للمونيتور إن على البرلمان أن يتخذ خطوات هامة. واضاف “عندما يكون السؤال من حجم القدس، يجب ان تكون الاستجابة على نفس المستوى”.
ويطالب مشروع قانون البرلمان الاردني الذي اقترحته العطية اللجنة القضائية بمراجعة كافة الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل و “الاشارة الى جميع انتهاكات هذه الاتفاقيات وتقديم مقترحات بشأنها في ضوء الانتهاكات الاسرائيلية للاتفاقيات الدولية”.
وجاء القرار البرلماني في وقت كانت فيه السفارة الاسرائيلية في الاردن فارغة منذ تموز / يوليو الماضي بعد مقتل اردنيين على يد حارس امن اسرائيلي.
وقال المعلق والمحلل البارز عريب الرنتاوي “في ضوء الغضب الشعبي في المنطقة كلها، فان الحكومات العربية ليس لديها سوى خيار واحد: ركوب الموجة والاقاء صوتها، والجلوس في حبل صمت بعد تحقيقه في صباح يوم 7 كانون الاول / ديسمبر”. “.
وأشار الرنتاوي في المقال نفسه إلى أنه بعد الموجة، سيعود القادة العرب إلى التذكير بالحاجة إلى “الواقعية” وسيعودون إلى الوسيط الأمريكي. والتزام “الصمت” يعني أنه لا ينبغي اتخاذ قرارات هامة.
في هذه الأثناء، كانت هناك احتجاجات واسعة النطاق في مصر حتى أنه من المستحيل على حكومة عبد الفتاح السيسي عدم اتخاذ موقف قوي. وفي 9 كانون الأول / ديسمبر، استضافت القاهرة اجتماعا طارئا لجامعة الدول العربية حضره جميع وزراء الخارجية العرب، بما في ذلك دول الخليج المتنافسة.
واعتمدت الجامعة العربية قرارا من 16 نقطة يرفض القرار الامريكى ويدعو جميع الدول الى الاعتراف بفلسطين على اساس خطوط 4 يونيو 1967. وقال وزير الخارجية العراقى ابراهيم الجعفرى ان القرار لم يصل الى المستوى المطلوب ودعا الى اتخاذ اجراءات دبلوماسية اكثر صرامة ، إشارة محتملة إلى البلدان التي أبرمت اتفاقات سلام مع إسرائيل.
وقد تجلى الغضب في الأراضي المحتلة بشكل عام، وفي القدس على وجه الخصوص، في احتجاجات ومظاهرات واسعة النطاق في جميع أنحاء الإقليم. وقتل فلسطينيان وأصيب أكثر من 800 آخرين في الاحتجاجات التي شارك فيها أيضا مواطنون فلسطينيون.
وفي القدس، منع المتظاهرون الفلسطينيون وفد البحرين من زيارة إسرائيل، بما في ذلك أشخاص من مختلف الأديان، من دخول المسجد الأقصى، واعتبر المتظاهرون أن زيارة البحرين إلى إسرائيل، التي لم تنسق مع الفلسطينيين، تنتهك الوعد العربي بالتطبيع مع إسرائيل. يذكر ان مبادرة السلام العربية لعام 2002 التى تبنتها منظمة التعاون الاسلامى تدعو العرب والمسلمين الى الامتناع عن التطبيع مع اسرائيل حتى تنسحب من الاراضى العربية التى احتلتها عام 1967.
وستناقش قضية التطبيع مع اسرائيل في القمة التي دعت اليها منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين للصحافيين في انقرة في السابع من كانون الاول / ديسمبر “في مواجهة التطورات التي اثارت الحساسيات حول وضع القدس، دعا الرئيس رجب طيب اردوغان الى عقد قمة لقادة منظمة التعاون الاسلامي بهدف القيام بعمل مشترك بين الدول الاسلامية”. “.
وليس من الواضح ما يمكن أن تفعله الدول الإسلامية لتصعيد الوضع بشأن قضية القدس. وكان الملك عبد الله قام بزيارة قصيرة الى انقرة في السادس من كانون الاول / ديسمبر لتنسيق الخطوات بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي. وفي السابع من كانون الاول / ديسمبر، ذكرت صحيفة “جوردان تايمز” ان الاردن وتركيا سيقودان التحرك العربي الاسلامي المؤيد للقدس.
وباستثناء الأمم المتحدة، ليس من الواضح كيف يمكن للتعاون العربي الإسلامي أن يساعد في قضية القدس. في حين أن الجزء الأكبر من الخطابات هي معادية لإسرائيل، واشنطن هي الجاني الحقيقي في الحدث الأخير، حليف رئيسي للدول العربية والإسلامية. ومن غير المحتمل ان تتخذ تركيا، التى انضمت الى منظمة حلف شمال الاطلسى / الناتو / بعد ثلاث سنوات من تأسيسها، اى اجراء دبلوماسى ضد الولايات المتحدة.
الا ان العلاقات التركية الاسرائيلية اخذت انعكسا سلبيا فى 10 ديسمبر حيث تبادل زعماء البلدين الشتائم. ووصف اردوغان اسرائيل بانها “دولة ارهابية” وقال في كلمة القاها في اسطنبول ان اسرائيل “تقتل الاطفال”. وردا على هذه التصريحات، هاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تركيا خلال زيارة رسمية الى باريس على خلفية “قصف القرى الكردية”.
ومن المحتمل ان تهاجم اسرائيل وحتى تعلق العلاقات معها، بيد انه لا يتوقع احد ان يقترب حتى الدول العربية والاسلامية من اتخاذ اى اجراءات عقابية ضد الولايات المتحدة. ولا يزال الرد الأكثر إبداعا هو الرد الذي اقترحه وزراء خارجية فلسطين والأردن في اجتماع الجامعة العربية بالقاهرة. وطلب من وفد رفيع المستوى من وزراء الخارجية العرب التوجه الى العواصم الاوروبية الكبرى لاقناعهم بالاعتراف بفلسطين كأفضل رد على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل.
* داوود كتاب هو كاتب مساهم في صفحة “نبض فلسطين” على موقع “مونيتور”. وهو صحفي وناشط إعلامي فلسطيني، وأستاذ سابق للصحافة في جامعة برنستون، وهو حاليا مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى دعم الإعلام المستقل في المنطقة العربية.