ترجمات عبرية

تقرير مترجم عن موقع المونيتور – هل هذا هو نهاية حقبة الوساطة الأمريكية بين إسرائيل والفلسطينيين؟

ملخص المقال
بعد إعلان ترامب في القدس، من الصعب أن نرى الفلسطينيين يشاركون في عملية سلام واقعية ترعاها أمريكا، على الأقل في السنوات المقبلة. وتصبح القدس قلب النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال، والانفجار العنيف هو مسألة وقت.
موقع المونيتور – ترجمات – بقلم أوري سافير – 17/12/2017
إعلان وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد اعلن في السادس من كانون الاول / ديسمبر الماضي موجات صدمة في الشرق الاوسط. في زيارة لرام الله، يحصل المرء على انطباع بأن الفلسطينيين يعانون من نوع من الزلزال السياسي. وفي الاجتماعات التي عقدت في الأسابيع الأخيرة مع المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، ركزت الأطراف على إمكانية المبادرة سلام الأمريكية . لذلك، فوجئت القيادة الفلسطينية عندما اتخذ ترامب قراره بشأن القدس.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان مسؤولا كبيرا في منظمة التحرير الفلسطينية على مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس رد بغضب على تحرك ترامب قائلا “انها ليست مبادرة سلام بل انها اعلان حرب ضد الشعب الفلسطيني”. ويحلل الإعلان الأمريكي هذا الدليل كدليل على دعم ترامب للحق الإسرائيلي، والتأثير الكبير لأقرب مستشاري يهود – زوجه جاريد كوشنر والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان المعروف بعلاقاته الوثيقة مع المستوطنين.
وحذرت القيادة الفلسطينية غرينبلات من أن أي تحرك دبلوماسي بشأن قضية القدس سوف يفسر على أنه “قضية”، وأن يضع حدا لاستعدادهم لقبول الوساطة الأمريكية تجاه إسرائيل. ولا يبدو أن أحدا يأخذ ملاحظاته التحذيرية على محمل الجد. لذلك، يتضاعف الشعور بخيبة الأمل. ويعكس البيان حقيقة أن الحلفاء العرب للفلسطينيين، وحتى أصدقائهم في الاتحاد الأوروبي، لم يضعوا ضغوطا كافية على البيت الأبيض.
وكقاعدة عامة، ترى رام الله أن الخطوة الأمريكية خطوة سياسية. حتى لو تجاهلنا تعاطف ترامب الطبيعي مع الحق الإسرائيلي، فهو يريد أولا وقبل كل شيء أن يريد الأساس المصوتون إنجيلي خصوصا أن الرئيس يحتاج إلى دعم عام بعد التحقيق في التدخل الروسي.
وبحسب مصدر كبير في منظمة التحرير الفلسطينية فان المناقشات افضت الى بعض النتائج الملموسة: اولا وافق الفلسطينيون على وقف جميع الاتصالات مع المبعوثين الاميركيين حول مبادرة السلام التي تقودها الولايات المتحدة واعلانها علنا ان الولايات المتحدة لم تعد وسيطا عادلا. أبو مازن مع نائب رئيس مصباح يدوي في بيت لحم في 19 ديسمبر (بعد إلغاء، كما قرر تأجيل فانوس انت زيارته في المنطقة ).
وبعد يوم من اعلان ترامب التقى الرئيس محمود عباس مع العاهل الاردنى الملك عبد الله لتنسيق الاحتجاج السياسى والعام مع شعار “الدفاع عن القدس الفلسطينية والاسلامية”. كما قرر الفلسطينيون تنسيق استجابة قوية مناهضة للولايات المتحدة مع مصر والسعودية. ويعزى دور خاص إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المعروف بعلاقاته الوثيقة مع البيت الأبيض.
وتشمل الخطوات الأخرى المزمع عقدها في رام الله عقد مؤتمر فوري للجامعة العربية وتشجيع أعلى المستويات للمشاركة في هذا الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول.
ويعتزم الفلسطينيون التأكيد على النزاع من المنظورين السياسي والديني. إن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية أصبحت الآن تحت الهجوم الأمريكي. ولذلك يجب أن تستند أي عملية دبلوماسية في المستقبل إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002. وكان الرد الرسمي من القاهرة (الذي أكد ببساطة على أن القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين) ينظر إليه في رام الله على أنه معتدل جدا.
وبحسب مصدر كبير في منظمة التحرير الفلسطينية، دعا بعض كبار قادة فتح إلى فتح انتفاضة ثالثة، في حين دعا آخرون إلى تعميق الوحدة مع حماس، على الرغم من أنها لا تتبنى موقفا مماثلا بشأن استخدام العنف. وقد أطلقت حملة عامة دولية بشأن حق الفلسطينيين في العاصمة القدس الشرقية وحقوقهم السياسية والدينية في الحرم القدسي الشريف.
وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية تحدث دون ذكر اسمه إلى المنير أن إعلان الرئيس كان انتصارا سياسيا هائلا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأشار إلى القرار كنقطة تحول تاريخية. وهو يدرك مخاطر تفشي العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وأضاف أن إسرائيل سترد بحزم وتناسب.
المسؤول الإسرائيلي صحيح. قرار دونالد ترامب لتغيير السياسة الأمريكية بشأن القدس هو في الواقع مستجمعا تاريخيا. ومن الصعب أن نرى الجانب الفلسطيني يشارك في عملية سلام واقعية ترعاها أمريكا، على الأقل في السنوات القادمة (طالما ترامب هو الرئيس). والقدس والأقصى هما قلب الكفاح الفلسطيني من أجل الاستقلال، والانتفاضة العنيفة مسألة وقت. الخطوات التي اتخذها الأمريكيون يلعبون في أيدي حماس، مما يضعف أبو مازن. وفي الوقت نفسه، يعزز القرار الأمريكي أيضا الموقف السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والليكود، وحركة الاستيطان. أما القدس فقد كانت ولا تزال مدينة مقسمة، كما كانت قبل إعلان ترامب.
* وكان أوري سافير أحد مؤسسي مركز بيريز للسلام في عام 1996، بعد سنوات عديدة في طليعة استراتيجية السلام الإسرائيلية. منذ عام 1999 شغل منصب الرئيس الفخري للمركز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى