ترجمات عبرية

تقرير مترجم عن موقع المونيتور – لماذا عاد نتنياهو بالرضا عن زيارته لأوروبا؟

ملخص المقال
الاوروبيون غاضبون من تصريحات ترامب حول القدس، لكنه لن يمنعه من دفع مبادرته السياسية في الشرق الاوسط، كما انه لن يتخذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل على المدى القصير. والأهم من ذلك أن أوروبا لن تفاجئ إسرائيل بعقد مؤتمر باريس الثالث أو أي مبادرة سياسية أخرى.
موقع المونيتور – ترجمات – بقلم هو رينا باسيست – بروشينين*- 12/12/2017
بروكسل. سقطت الثلوج الكثيفة في بروكسل مساء الاثنين، مما أدى إلى هبوط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفى انتظار اجلاء الثلوج، اطلع نتانياهو الصحفيين على المحادثات التى استمرت يومين مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى فى العاصمة البلجيكية. وقال نتانياهو “لقد قلت لهم ان يوقفوا فساد الفلسطينيين”، مضيفا انه يحث الوزراء على تبني خطاب جديد حول المنطقة.
وكانت زيارة رئيس الوزراء الى اوروبا قد خططت قبل بضعة اسابيع عندما فر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من بلاده الى السعودية واعلن استقالته. وفي الواقع، كانوا أعضاء في الوفد المرافق لرئيس الوزراء الذي أقنع ليتوانيا بدعوة نتنياهو للاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، خلف ظهور أعضاء آخرين في المنظمة. يذكر شعب نتنياهو انصار ليتوانيا لاسرائيل بان رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يدع لزيارة مؤسسات الاتحاد الاوروبي منذ 22 عاما وان التطورات الاقليمية في لبنان وسوريا تتطلب ذلك.
وعندما وجهت الدعوة وجه زعماء رئيس الوزراء نداء الى مساعدى الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكارون وقال انه سيكون من المنطقى ان يتوجه نتانياهو الى باريس لاجراء محادثات حول التطورات فى المنطقة نظرا لمشاركة الرئيس الشخصية فى محاولة حل الازمة فى لبنان. وتحدث الزعيمان الشهر الماضى عن القضية اللبنانية ووافقا على دعوة للمتابعة. وكان نتنياهو لا يقتصر على مناقشة لبنان فحسب بل وربما أيضا أولا وقبل كل شيء رفع قلق إسرائيل بشأن الوجود العسكري الإيراني في سوريا المجاورة.
وعيه في القدس كعاصمة قام الرئيس الإسرائيلي دونالد ترامب في 6 ديسمبر / كانون الأول 2006 بتعديل البطاقات. وبينما جاءت قضايا إيران وسوريا ولبنان في محادثات في اجتماعات نتنياهو في أوربا والقدس ومستقبل مبادرة ترامب السياسية في الشرق الأوسط، فقد أصبحت محط تركيزها الرئيسي. وبعد فترة وجيزة من البيان في واشنطن، أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية فيديريكا مقريني أن “الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه العميق إزاء بيان ترامب عن القدس … وآثاره المحتملة على آفاق السلام”. اختار الرئيس ماكرون لغة أكثر لطيفا ودعا قرار ترامب “مؤسف”.
ومن وجهة نظر نتنياهو، لم يعزز بيان ترامب سوى سياسته، وأتاحت الرحلة الطويلة التخطيط فرصة ذهبية لدفعه إلى الأمام. واعتبر ان الغضب الذي عبرت عنه الدول الاوروبية على اعتراف اميركي يشهد على ضعف الاتحاد حيث ان بروكسل لا تستطيع ان تعمل طالما ان الاميركيين لا يكملون مسيرتهم في المنطقة، فالاحزاب تقدم مبادرة السلام التي تعدها وتنتظر النتائج. وحتى لو قرر ترامب في نهاية المطاف تأجيل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فإن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل كان واضحا وواضح وكرر في جميع أنحاء العالم.
وهكذا، بدلا من لبنان وإيران، أشار نتنياهو إلى هدف جديد: التأكد من أن أوروبا لا تتدخل بينما هو ترامب يديرون الأمور.
وهذا لا يعني أن نتنياهو يرفض القيادة الأوروبية. وقال مصدر في قصر الاليزيه في مقابلة مع “المنار” ان المحادثات بين نتانياهو ومكرون “كانت نزيهة جدا”. وقال ماكارون لنتانياهو دون تردد انه لا يمكن تحقيق تقدم فى عملية السلام طالما استمر التوسع الاستيطانى وان صيغة الدولتين هى الحل العملى الوحيد للصراع الفلسطينى.
وقال مصدر دبلوماسي كبير إنه على النقيض من اجتماعهم في يوليو من هذا العام، عندما كان نتنياهو هو الذي تحدث وماكرون استمع بشكل رئيسي، وهذه المرة كان كارون الذي تحدث معظم الوقت. وأثار ماكرون مسألة الاعتراف الأمريكي بالقدس ومستقبل المدينة، ولكنه قدم أيضا وجهات نظره حول ما يحدث في المنطقة مطولا. وقال إن فرنسا تعتزم تقديم مقترحات ملموسة قريبا بشأن سوريا، وتحدث عن عزم بلاده على التنفيذ الكامل للاتفاق النووي مع إيران، وأكثر من ذلك. وأوضح المصدر أيضا أنه على خلاف أسلافه، بالنسبة إلى ماكارون، هذه ليست أيديولوجية. وسوف تعمل فقط في الحالات التي سوف تقيم أن هناك فرصة للتأثير والتغيير. وكان هذا هو الحال عندما قرر التدخل في الأزمة بين قطر والمملكة العربية السعودية، ولهذا السبب زار الرياض الشهر الماضي في ذروة الأزمة في لبنان. ويقدر ماكرون أن مبادرة فرنسية لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين لن تساعد الآن.
اختار نتنياهو أساسا للاستماع. بطبيعة الحال، رفض تماما معارضة أوروبا لإعلان القدس، لكنه كان راضيا بالتأكيد عن وعد ماكارون بالسماح لمبادرة ترامب للمضي قدما. وفى مؤتمر صحفى مشترك عقب الاجتماع قال ماكارون انه سيكون هناك “مبادرات متعددة”. واوضح ان المبادرة الوحيدة المطروحة على الطاولة حاليا هى الولايات المتحدة ووعدت بان تدعم اوروبا جهود حكومة ترامب لتعزيز المحادثات بين الاطراف.
واعرب وزير الخارجية الاوروبي موغريني عن موقف مماثل. وبعد اجتماعها مع نتانياهو يوم الثلاثاء قالت “استطيع ان اقول بوضوح انه لا توجد امكانية لمبادرة، وهى مبادرة سلام، فى محاولة لتجديد محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين دون تدخل الولايات المتحدة”.
وهكذا عاد نتنياهو إلى إسرائيل. الاوروبيون غاضبون من تصريحات ترامب حول القدس، لكنه لن يمنعه من دفع مبادرته، كما انه لن يتخذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل على المدى القصير. والأهم من ذلك أن أوروبا لن تفاجئ إسرائيل بعقد مؤتمر باريس الثالث، كما فعل الرئيس هولندا عندما عقد اجتماعين المؤتمرات قبل تعزيز السلام الإسرائيلي – الفلسطيني، أو بأي مبادرة أخرى من هذا النوع.
وكان مستشار رئيس ترامب جاريد كوشنر قد دعا ماغريني الاسبوع الماضى وطلب مناقشته مع قيادة الاتحاد الاوروبى امكانية تسخيره لمبادرة الرئيس. وقال دبلوماسي أوروبي في بروكسل للمونثر إن المكالمة الهاتفية كانت علامة إيجابية على أن الأمريكيين يسعون إلى تورط أوروبا في هذه الخطوة. بيد انه قال ايضا ان الامريكيين يريدون كالمعتاد الاوروبيين اقناع الفلسطينيين بالموافقة على خططهم. إنهم يريدون أوروبا للقيام بالعمل القذر بالنسبة لهم.
* رينا باسيت – بروشنين هي صحافية إسرائيلية تعمل كمراسل دولي لكول إسرائيل، الذي كان مقره في باريس وبروكسل ونيو أورليانز وبريتوريا. وكتبت أيضا لوكالة الأنباء الأمريكية جتا، ل جيروزاليم بوست و ينيت. وفي الماضي عملت في وزارة الخارجية الإسرائيلية نائبا للسفير لدى كولومبيا. وينتمي إلى فريق التحرير شلالات إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى