ترجمات عبرية

تقرير مترجم عن موقع المونيتور – دور الوسيط في انتظار الاتحاد الأوروبي

ملخص المقال
لقد آن الأوان للإسرائيليين والفلسطينيين الذين يتوقون إلى حل الدولتين من أجل الوهم بأن خلاص السلام سيأتي من واشنطن. فالولايات المتحدة لم تعد وسيطا عادلا، فقدت المجموعة الرباعية أهميتها، ولا تملك الأمم المتحدة أسنانا، وروسيا مهتمة بدرجة أكبر بمستهلكي الأسلحة أكثر من المستهلكين في السلام.
موقع المونيتور – ترجمات – بقلم أكيفا إلدار – 19/12/2017
وتأجيل زيارة نائب الرئيس الاميركي مايك بينيس الى اسرائيل في كانون الثاني / يناير يشبه ضوءا صغيرا من الضوء ينحدر من القدس في اعقاب هدايا عيد الميلاد المسمومة التي امطرتها الادارة الاميركية على المدينة الفقيرة. سيبقى الجدار الغربي إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية، وأعلن الأقلام أيضا أنه سيزور الجدار الغربي، حيث كان الإنجيلي المتدين أول حاكم يمرر قانونا لمقاطعة الشركات التي تدعم المقاطعة.
وإذا كانت تصريحات القدس هي مقدمة لخطة سياسية عادلة ومعقولة، فقد تكون القيادة الفلسطينية المتعثرة قد ابتلعت الحبوب المريرة. ولكن هذا ليس السبب في فقد الرئيس محمود عباس انت الباقي الثقة في الوساطة الأمريكية. واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته لبروكسل الاسبوع الماضي (11 كانون الاول / ديسمبر) انه يعرف ما يكمن وراء “الاقتراح الاميركي الجديد لخطة سلام”. وبقدر ما يتعلق الأمر، فإن هذا المخطط السياسي هو شهادة الموت النهائية والمطلقة لاتفاقات أوسلو وحل الدولتين.
ووفقا لتقرير 3 ديسمبر / كانون الأول في صحيفة نيويورك تايمز، فإن الخطة الجديدة تشمل إنشاء دولة فلسطينية في المناطق غير المتاخمة (بانتوستانس) في جميع أنحاء المناطق ألف وباء. وستبقى معظم المستوطنات في مكانها، ولن تعلن القدس الشرقية عاصمة فلسطين ولن يكون هناك حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وقال التقرير ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عرض الخطة على ابو مازن الشهر الماضي.
وقال جيفري آرونسوهن، الرئيس والمؤسس المشارك لمجموعة مورتونس وباحث في معهد الشرق الأوسط أسبوع (12 كانون الأول / ديسمبر)، استنادا إلى مصادر عربية وأوروبية، أن خطة ترامب تستند إلى اقتراح بتوسيع قطاع غزة وإنشاء فلسطين هناك. ووفقا له، من أجل تحلية حبوب منع الحمل، قدم الأمير السعودي أبو مازن منحة بقيمة 10 مليارات دولار.
إن فكرة “دولة غزة” ليست جديدة. وقبل أكثر من ثلاث سنوات، أبلغ المراسل السياسي لإذاعة الجيش، إيليل شاهار، عن اقتراح مماثل قدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أبو مازن. وكانت إدارة أوباما ورئيس الوزراء نتنياهو محجوزين لهذه المسألة. وكجزء من التعويض عن التخلي عن السيادة في الضفة الغربية، عرض عليه الرئيس المصري مساهمة قدرها 1600 كيلومتر مربع من الأراضي المصرية بالقرب من قطاع غزة، ورفض أبو مازن الاقتراح من جهة.
وقد نفى البيت الابيض والقصر الملكي في الرياض كل هذه المعلومات، لكن وزير الاعلام ونائب نتانياهو ايوب كارا اعربا في مطلع شباط / فبراير عن خطة مماثلة. وكتب على تويتر واضاف “ان الرئيسين هيتشام ونتانياهو على وشك تبني خطة الرئيس المصري – دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلا من يهودا والسامرة”. واضاف الوزير الصهيوني ان “الخطة ستمهد الطريق لسلام شامل مع الائتلاف السني”. هل هذا لا يذكر “الصفقة النهائية” التي وعد بها ترامب قبل أن يدخل في متجر الخزف المسمى القدس؟
لقد آن الأوان للإسرائيليين والفلسطينيين الذين يتوقون إلى حل الدولتين من أجل الوهم بأن خلاص السلام سيأتي من واشنطن. لم يأت من رونالد ريغان وبيل كلينتون، ولا من جورج دبليو بوش وباراك أوباما. ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن الخلاص سيأتي من شاغلي البيت الأبيض الحاليين. إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قضية أمريكية داخلية بالنسبة لهم، وليس أزمة إقليمية أخرى تتطلب التعامل مع أدوات حل النزاعات. لسنوات، اهتمت المصالح الحزبية والاعتبارات الشخصية جانبا بالمصالح الاستراتيجية والاعتبارات السياسية. وكانت المرة الوحيدة التي استخدمت فيها الإدارة الأمريكية النفوذ للضغط على إسرائيل لدفع عملية السلام إلى الأمام قبل 25 عاما. رفض الرئيس بوش منح إسرائيل 10 مليارات دولار كضمانات، مهدت الطريق أمام الليكود من السلطة للمعارضة وفتح الطريق أمام أوسلو.
بدون وسيط نشط ، ومجهزة العصي والجزر وعلى استعداد لدفع ثمن استخدامها، لا يمكن سد الفجوات بين الجانبين. وقد فقدت اللجنة الرباعية، المكونة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، أهميتها؛ إن قيام الولايات المتحدة بسهولة باستخدام أسلحة النقض ضد القرارات المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي اقتلع الأمم المتحدة. وروسيا مهتمة أكثر من المستهلكين في الأسلحة من المستهلكين. نحن مع الاتحاد الأوروبي.
وكان وزير الخارجية الاوروبي فيديريكو مغريني قد اثار خطرا على نتانياهو الاسبوع الماضي قائلا “نريد ثلاث ولايات اربعة وخمسة وعشرة”. وكرر الدبلوماسي الاوروبي الكبير تعبير “لا يوجد حل للصراع سوى حل الدولتين”. في نفس الوقت، أوضح مقريني أنه في المستقبل المنظور، لن يدخل الاتحاد حذاء الوسيط الأمريكي العرجاء من أجل التوصل إلى هذا الحل. القادة الذين يتم حرقهم على قيد الحياة بارد.
هذا السبت (16 ديسمبر)، أربع سنوات سوف يأتي إلى قرار مجلس وزراء من وسيشترك الاتحاد في منح إسرائيل والدولة الفلسطينية مركز شراكة متميزا خاصا عند إنشائها. وهذا هو أعلى مستوى يعطى لبلد ليس عضوا في الاتحاد الأوروبي. وبالاضافة الى حزمة تقدر بمليارات اليورو سنويا، قدم الاتحاد الاوروبى ضمانات امنية لاسرائيل حول القضايا الاستراتيجية الرئيسية مثل البرنامج النووى الايرانى والتعاون الاستخباراتى فى مكافحة الارهاب والبحث العلمى وتعميق الحوار السياسى.
نتانياهو، الذي يعرف كيفية استخراج العناوين الرئيسية من كل جملة حاسمة ينشرها الاتحاد ضد المستوطنات، أشار إلى اقتراح حلوة من العسل كجرعة زائدة من مارور. حتى يومنا هذا، حزمة الأوروبي هو الكذب على الرف مثل الحجر عديمة الفائدة. وظل مبادروها لا يتزعزعون وظل صانعو السلام الإسرائيليون والفلسطينيون دون راع. إن الخفقان الخفيف عندهم من نهاية النفق ينفجر من لهيب النار والحجر.
* أكيفا إلدار هو كاتب عمود في موقع إسرائيل-بولز على موقع المونيوار. صحفي كبير وعضو سابق في صحيفة هآرتس. شغل منصب المراسل السياسى للبلاد ورئيس المكتب الامريكى فى واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى