ترجمات عبرية

تقرير مترجم عن موقع المونيتور – الأطفال من الجانبين هم من يدفعون الثمن

ملخص المقال
وقال وزير الدفاع ليبرمان ان اطلاق الصواريخ على سديروت وعسقلان هو ثمن “يستحق الدفع” مقابل اعلان ترامب فى القدس. ويبدو أن الملايين من الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين سيتعرضون أيضا في السنوات المقبلة للمعاناة بسبب التعصب القومي والديني للسياسيين .
موقع المونيتور – ترجمات – بقلم عكيفا الدار* – 26/12/2017
كتبت الصحف هذا الأسبوع (18 ديسمبر) ان صاروخين سقطا في مدينة “سديروت” وفي منطقة مأهولة جنوبي عسقلان، وأنه وقعت أضرار، ولكن ليس هناك إصابات. لو لم يكن ذلك محزنًا لكان بالإمكان الانتقال إلى الخبر التالي، والقراءة بروية ان وزير الأمن أفيغدور ليبرمان قال في جولته بمنطقة غلاف غزة (19 ديسمبر) ان الحكومة تعلم ان إعلان الرئيس ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل سيكون له ثمن، “هذه الأمور على ما يبدو لها ثمن، ويستحق ان ندفعه” قال الوزير، ولم ينسَ ان يمتدح “التفاؤل والمعنويات المرتفعة” لسكان المنطقة.
في نفس اليوم، أعلن ليبرمان أنه “يقدم التشجيع التام” للجنود الذين لم يردوا على الصفعة التي تلقوها من عهد التميمي، الفلسطينية ذات الـ 16 ربيعًا، وأظهروا إلى أي حد يبدو الجيش الإسرائيلي “أخلاقيًا وقيميًا”. التميمي واحدة من بين 45 ألف طفل من الضفة الغربية الذين تم إيقافهم في 50 سنة من الاحتلال، 64% من بينهم أبلغوا أنهم تعرضوا للضرب عند اعتقالهم حسب المعطيات التي نشرتها هذا الأسبوع منظمة (Military Court Watch). الجنود الإسرائيليون الذين اعتقلوا الفتاة الفلسطينية كانوا يجلسون قبل عدة أشهر على مقاعد الدراسة، الكثيرون من أصدقائهم ممّن اعتقلوا فتية فلسطينيين آخرين على مدار السنين يعانون من ندوب نفسية إثر تجاربهم كجنود، وبعضهم يعانون الصدمة، وفي بعض الأحيان من دون ان يكونوا حتى على علم بها وبانعكاساتها.
كذلك الأولاد الإسرائيليين الذين يعيشون في ظل الصواريخ والقذائف يدفعون ثمن ذلك العيش، على سبيل المثال الولد عيدو جباي من “سديروت”، عيدو يقضي معظم وقته في الغرفة الآمنة ولا يكاد يخرج من بيته. في أحد أوقات هجمات قلقه هذه المرة لسماع هدير الطائرات الحربية، عيدو حك جلده بقلم إلى ان سال دمه، مدير قسم الخدمات الاجتماعية في المجلس المحلي “حوف اشكلون” تحدث في لقاء مع صحيفة “يديعوت احرونوت” (27مارس) عن الأولاد الذين يعانون من الفلاش باك في كل مرة يسمعون فيها سقوط صاروخ أو صفارات الإنذار. الخبيرة النفسانية التربوية الدكتورة تمار لبي مديرة الخدمات الجماهيرية في “نتال” قالت في تقرير ان أي رمز مهما كان صغيرًا يفاقم الضائقة العاطفية، حتى مقال في صحيفة عن مشاهدة الطائرات الحربية وإطلاق صواريخ القسام طبعًا وصفارات الإنذار. حسب قولها، غياب حل سياسي يشير إلى انتهاء الصراع يفشل سير العلاج، لبي تحكي عن الأولاد والشباب الذين يواجهون مشاكل في النوم لوحدهم في أسرتهم، ويخافون من الاستحمام وحدهم والباب مغلق أو البقاء وحدهم في البيت، والأولاد الذين يكثرون من التبول أو يلتصقون بوالديهم ولا يجرؤون على الابتعاد عن البيت أو التجول وحدهم؛ خوفًا من المخربين الذين يمكن ان يأتوا إلى البلدة أو حتى إلى داخل بيوتهم.
أحداث مشابهة لسقوط الصواريخ هذا الاسبوع “من دون وقوع إصابات” تحدث أيضًا في الضفة الغربية، هناك أيضًا الأطفال يدفعون الثمن الذي يقول ليبرمان وأصحابه في الحكومة والمستوطنين أنه “يستحق أن يُدفع”، هل أعضاء الحكومة هؤلاء يسألون أنفسهم ما الذي عاناه الأولاد ذوي الـ 13 ربيعًا ممن أخذوا إلى جولة “بار متسفا” على مشارف قرية فلسطينية (30 نوفمبر) وهوجموا بسيل من الحجارة واختبأوا في مغارة إلى ان جاء المنقذون؟ الطفل ابيتسور ليبمان قال ان “جميع الأولاد شرعوا في البكاء وقالوا: أغثنا يا إسرائيل”، ثمن ما بعد الصدمة الذي يبيعه سياسيون مثل ليبرمان للأجيال القادمة ستدفعه إسرائيل بالفائدة لسنوات طويلة.
معاناة أطفال إسرائيل لا تكاد تذكر أمام الثمن الذي يجبيه صراع البالغين من الأطفال الفلسطينيين. حسب دراسة نشرتها British Journal of Education, Society & Behavioral Science كان الأولاد هم الفئة الأكثر تضررًا في أحداث “الجرف الصامد”، أربعة من بين كل عشرة أولاد شخصوا على أنهم يعانون من أعراض الصدمة، 30.9% من الأطفال عانوا من اضطراب الخوف. الطبيب النفسي محمد منصور الذي يزور غزة بصفته متطوعًا في جمعية أطباء لحقوق الانسان قال لـ “هآرتس” (2 نوفمبر) ان “جميع الأولاد في غزة مصابون من الضربات التي يتلقونها أو يضربونها لغيرهم”، أكثر من ثلث الأولاد من جيل 5-13 ممّن التقاهم في مخيم جباليا أبلغوا عن ضعف جنسي. حسب قوله، في أجواء التوتر والعنف الصعب السائدة في غزة، الكثير من الآباء يعانون من الاكتئاب والصدمة وليسوا قادرين على دعم الأطفال أو الدفاع عنهم وتزويدهم بالاحتياجات الأساسية.
لا نتوقع من السياسيين، الذين يرون أن إعلان عرضي للرئيس الأمريكي “يساوي” معاناة الأطفال الإسرائيليين، من أن يبدوا تعاطفًا مع الأطفال الفلسطينيين، ولكن من الممكن ان نتوقع ان يفهموا ان ولدًا من غزة ماتت أمه أمام عينيه إثر سقوط قذيفة إسرائيلية هو قنبلة موقوتة تتكتك تحت أرجل أطفال “سديروت”. 91% من الصغار الذين تحدثوا في الدراسة عمّا بعد الصدمة في أوساط أطفال غزة قالوا ان الإيمان الديني كان بالنسبة لهم مصدرًا للقوة. لا يجب ان تكون خبيرًا في الإرهاب لتقدر خطر ان يصل الكثيرون منهم إلى مكاتب تجنيد حماس أو الحركة السلفية.
العالم النفسي الدكتور شفيق مصالحة الذي بحث في أحلام الأطفال الفلسطينيين قال ان “النتائج تثير أسئلة مقلقة حول الصحة النفسية ونظرتهم للحياة والعالم والطريقة التي ينظرون فيها للإسرائيليين”. “تجارب الجيل الفلسطيني الحالي الصعبة” يضيف مصالحة “كما تعبر عنها أحلامهم التي تم بحثها تثير السؤال: هل ستبقي مجالًا للمصالحة وإنتاج علاقات منتظمة بين الشعوب؟ هل إطالة الوضع الراهن سيزيد الفجوة بين الطرفين؟ وأي تجارب سيحتاجون لغرسها من أجل جسر هذه الهوة؟ وكم من الوقت سيستغرق ذلك؟، إلى ان يتحقق ذلك سينضم ملايين الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دفع ثمن التعصب القومي والديني لدى السياسيين، الرجال والنساء البالغين الذين يبيعون مصير الأجيال القادمة بثمن بخس.
*أكيفا إلدار هو كاتب عمود في موقع إسرائيل-بولز على موقع المونيوار. صحفي كبير وعضو سابق في صحيفة هآرتس. شغل منصب المراسل السياسى للبلاد ورئيس المكتب الامريكى فى واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى