تقرير مترجم عن موقع المونيتور – أصبحت تركيا مركزا جديدا للخروج السلفية الجهادية من سوريا
ملخص المقال
وتظهر تركيا بوصفها الوريث غير المستعد للشبكات السلفية الجهادية حيث تجبر على الخروج من البلدان المجاورة.
موقع المونيتور – ترجمات – بقلم ميتين غوركان – 8/1/2018
وبما أن الدولة الإسلامية قد فقدت أراضيها في سوريا والعراق، ومع بذل الجهود لفصل العناصر الراديكالية عن جماعات المعارضة السنية المعتدلة في إدلب وحولها، فإن الشبكات السلفية الجهادية العنيفة تهاجر إلى تركيا.
ووفقا للموقع الرسمي للاركان العامة التركية ، تم القبض على 8،474 شخصا حاولوا عبور الحدود من سوريا إلى تركيا بشكل غير قانوني في ديسمبر، في حين أن قوات الأمن جعلت 71 شخصا فقط يحاولون السير في الاتجاه المعاكس. هذه الحقيقة تقترح بقوة أن تركيا أصبحت إما محطة أو وسيلة نهائية للشبكات السلفية الجهادية العنيفة في عام 2018، على الرغم من أن قوات الأمن التركية كانت صعبة جدا عليها في عام 2017.
وبحسب مصدر أمني تحدث إلى “المونيتور” شريطة عدم ذكر اسمه، ففي عام 2017، كان هناك حوالي 30٪ زيادة في عدد الأجانب الذين تم أسرهم في محاولة لدخول تركيا بشكل غير قانوني من سوريا مقارنة بعام 2016. وفي عام 2017، كانت هناك زيادة بنسبة 35٪ ، مقارنة مع عام 2016، في الأجانب الذين أسروا خلال عمليات مكافحة الإرهاب في تركيا.
منذ هجوم نيجد في آذار / مارس 2014، وهي أول مواجهة مسلحة بين الدولة التركية وداعش، تعرضت تركيا لضرر شديد من قبل الشبكات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية. وحتى تموز / يوليه 2017، وقعت 14 هجوما إرهابيا كبيرا قتل فيها 155 شخصا وجرح 763 شخصا.
أصبح الهجوم الذي وقع قبل عام على ملهى رينا الليلي في اسطنبول خلال حفل عشية رأس السنة نقطة تحول حاسمة لموقف أنقرة ضد داعش. وأدى الهجوم إلى مقتل 39 شخصا وإصابة 68 آخرين. ووفقا لمسؤول أمني، ففي 75 يوما بعد الهجوم على الملهى الليلي، احتجز المسؤولون 2700 شخص، من بينهم 350 أجنبيا في 29 مدينة. وكان من بين هؤلاء المشتبه فيهم الأجانب العديد من الأفراد الرئيسيين الذين يعتقد أنهم شنوا هجمات في تركيا وأوروبا.
ووفقا لمسؤول أمني، فإن تركيا رفضت منذ كانون الثاني / يناير 2015 دخول أكثر من 38،269 شخصا، وتدين بأكثر من 5000 من المشتبه فيهم الأجانب من تنظيم الدولة الإسلامية، وقامت بتصدير أكثر من 3،290 مقاتلا أجنبيا من 95 دولة. وقال وزير الداخلية سليمان سويلو فى اكتوبر الماضى انه فى العام الماضى كان هناك 2431 عملية مناهضة لتنظيم الدولة الاسلامية فى تركيا حيث تم اعتقال 3200 شخص وتم منع 22 من هجمات داعش.
ومن العوامل الأخرى التي أسهمت في قطع رأس الشبكات المرتبطة بالدولة الإسلامية في تركيا، أن قبضة أنقرة الصارمة على أمن الحدود وتحييد السيطرة على الدولة الإسلامية على الحدود التركية السورية، وذلك بفضل عملية درع الفرات (آب / أغسطس 2016 إلى آذار / مارس 2017) في شمال سوريا . وزعمت مصادر أمنية لا تريد الكشف عن هويتها أن “عناصر الاستخبارات التركية أصبحت أكثر تدمرا في سوريا ، وخاصة في الباب وإدلب، فقد جمعوا معلومات استخبارية أكثر قابلية للتنفيذ حول الخلايا النائمة مرة واحدة مرتبطة بالفصيل الإسلامي جبهات آل النصرة.
وهناك سبب آخر لموقف أنقرة العدواني الواضح ضد الشبكات السلفية الجهادية في عام 2017، وكان نقاشا متوترا، أثاره هجوم اسطنبول ملهى ليلي، على قضايا حساسة مثل نمط الحياة والدين والحياة الخاصة والعلمانية وإهمال تلك الشبكات في البلاد. وهذه قضايا صعبة بالنسبة لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكمة وغير المدركة تماما من أجل إدراكها وإدارتها بشكل كامل. وعلاوة على ذلك، أدى تزايد الضغط الدولي على الحكومة، ولا سيما تعصب روسيا لأنشطة الشبكات السلفية الجهادية العنيفة في تركيا بعد اغتيال السفير الروسي أندري كارلوف في ديسمبر / كانون الأول 2016، إلى تكثيف الجهود الأمنية. وقد بدأت بالفعل حملة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئاسة التنفيذية (الانتخابات في تشرين الثاني / نوفمبر 2019). وكان اردوغان وحزب العدالة والتنمية مدركين جدا لتأثير صدمة هجوم اسطنبول على ملهى ليلى، الامر الذى اثار انتقادا شديدا للذكاء والعيوب الامنية. المزيد من العنف السلفية الجهادية في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية سوف تخيف الجمهور وربما تعزز المعركة ضد حزب العدالة والتنمية والمضادة للاردوغان في الجمهور.
ما الذي يمكن أن نتوقعه في عام 2018؟ وتواجه الشبكات السلفية الجهادية العنيفة في تركيا قيودا مالية متزايدة في العراق وسوريا، ومن المرجح أن تلجأ هذا العام إلى التمويل الذاتي من خلال سرقة الصرافين والمخازن، والاختطاف من أجل الحصول على فدية، والابتزاز، والابتزاز والابتزاز. ومن المرجح أيضا أن يلجأوا إلى هجمات إرهاب المرتزقة من أجل الربح.
وعلى الرغم من أن معركة أنقرة ضد الشبكات السلفية الجهادية العنيفة في عام 2017 تستحق الثناء، علينا أن نعترف بأن الجهد جاء متأخرا، بالنظر إلى عمق وحجم انتشار السلفية الجهادية في المجتمع التركي.
والجهد ليس قويا كما يمكن أن يكون. وتعطي أنقرة الأولوية لحزب العمال الكردستاني (حزب العمال الكردستاني) باعتباره رقمه 1 العدو ويعتبر رقم (2) لتكون شبكة غولن، التي تلومها لانقلاب عسكري فاشل في عام 2016. وعلى المستوى المجتمعي، لا يزال الجمهور يفتقر إلى الوعي حول حجم المشكلة، على الرغم من أنه كان واضحا في تركيا لأكثر من ثلاث سنوات. إن االلتحاق بالشبكات الجهادية السلفية هو ملحوظ بشكل خاص في القطاعات المحافظة في المجتمع، التي تعتبر شبكات مكافحة الجماعات الكردية في شمال سوريا تعتبرها تركيا إرهابيين.
وعالوة على ذلك، ليس لدى وسائل اإلعالم التقليدية أي وعي واضح بتهديد الشبكات السلفية الجهادية والتطرف السلفي العنيف، وأن هذه الفجوة تساهم في الرضا عن الرأي العام.
ولسوء الطالع فإن أسوأ خطأ أنقرة يجعلها تكافح ضد الراديكالية السلفية الجهادية لا تزال تدرك تلك الشبكات على أنها مسألة أمنية بحتة وتفكر في إمكانية معالجتها بتدابير عسكرية وأمنية فقط بدلا من تطوير استراتيجية مضادة متكاملة وشاملة. ولا توجد حتى الآن نماذج للتخريب أو إعادة التأهيل.
الأهم من ذلك، لا يزال الشباب التركي يتطرفون لأن الشبكات السلفية الجهادية العنيفة لا تزال تخسر أراضيها في سوريا. وقد أثرت الأنشطة التعليمية للمسلحين على العديد من الأطفال، وربما إلهام جيل كامل.
وبعيدا عن وجودهم المادي، فإن وجود الشبكات على الإنترنت في وسائل التواصل الاجتماعي التركية آخذ في الازدياد لأن أنقرة لا تزال لا تملك عقلية شاملة في مجال الأمن السيبراني. في الواقع، أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعية منصة تجنيد أعلى لشبكات الراديكالية وغيرها من الجماعات المتطرفة الدهاء التكنولوجيا .
* ميتن غوركان كاتبة عمود ل “نبض تركيا” ل “المونيتور”. خدم في أفغانستان وكازاخستان وقيرغيزستان والعراق كمستشار عسكري تركي من 2002 إلى 2008. بعد استقالته من الجيش، أصبح محللا أمنيا مستقلا في اسطنبول.