تقرير مترجم عن معهد دراسات الحرب – أمريكا خضعت للمخطط الروسي في سوريا
معهد دراسات الحرب – بقلم كريستوفر كوزاك – 11/11/2017
قسم الترجمة – 15/11/2017
كتب المحلل في “معهد دراسات الحرب”، كريستوفر كوزاك، أن الولايات المتحدة تتخلى عن دورها القيادي في سوريا لمصلحة روسيا. ورأى أن أمريكا تمكَن، في نهاية المطاف، للعملية السياسية التي تقودها روسيا، والتي لا تضمن تحقيق أهداف واشنطن الإستراتيجية في سوريا، وتشمل تركيز إدارة ترامب على “تحييد” نفوذ إيران و”الحدَ من عدوانها” وكذلك هزيمة “السلفية الجهادية”، مثل داعش والقاعدة.
وقد التقى الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في اجتماع غير رسمي على هامش قمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام في 11 نوفمبر. وأصدر الزعيمان فيما بعد بيانا مشتركا أكدا فيه ظاهريا التزامهما بالاتفاقات السابقة بشأن الحرب في سوريا، بما في ذلك منع الصدام العسكري الثنائي، ومناطق تخفيف التصعيد، وتسوية تفاوضية من خلال عملية جنيف للأمم المتحدة. ومع ذلك، وفقا لتقديرات الكاتب، فإن هذا البيان يعزز عددا من المغالطات المستمرة فيما يتعلق بمصالح روسيا في سوريا:
المغالطة الأولى:
“تعتزم روسيا القيام بحملة جدية ضد داعش”، وأشادت الولايات المتحدة وروسيا بـ “الجهود الناجحة لتعزيز منع التصادم”، التي “عجلت بشكل كبير” هزيمة داعش في شرق سوريا. وأشار الرئيس ترامب أيضا إلى أن “التنفيذ الناجح” للاتفاق سوف “ينقذ آلاف الأرواح” في الحرب السورية. يعكس هذا البيان سوء فهم أساسي للأساليب التي تستخدمها موسكو في سوريا. إذ شنت روسيا حملة جوية همجية ووعشوائية ضد البنية التحتية المدنية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا وكذلك المناطق التي يحكمها داعش في شرق سوريا.
ويعتزم التحالف الروسي الإيراني إعادة توجيه هذه الحملة الوحشية ضد محافظة إدلب في شمال سوريا. وتخاطر الولايات المتحدة بإضفاء الشرعية على الجرائم الحالية والمستقبلية ضد الإنسانية التي ترتكبها روسيا وإيران نيابة عن بشار الأسد.
المغالطة الثانية:
“تعتزم روسيا مواجهة إيران في سوريا”، إذ أكدت الولايات المتحدة وروسيا من جديد دعمهما لاتفاق “مناطق خفض التصعيد” المعمول به في محافظتي درعا والقنيطرة جنوب سوريا. وأشار البيان إلى مزيد من التقدم ضمن مذكرة وقعت عليها أمريكا وروسيا والأردن في الثامن من نوفمبر، والتي دعت إلى “الحد والإبعاد النهائي للقوات الاجنبية”، وخصوصا ايران وحزب الله اللبناني من جنوب سوريا.
ومع ذلك، وفقا لما يراه المحلل في “معهد دراسات الحرب”، فإنه من غير المحتمل أن تنفذ روسيا أي اتفاق من هذا القبيل ضد إيران ونظام الأسد. وتشترك روسيا وإيران في المصالح الإستراتيجية الأساسية والدائمة، بدءا بالرغبة المتبادلة لطرد الولايات المتحدة من المنطقة، وقد ضمن اتفاق “مناطق خفض التصعيد” الحالي حرية حركة إيران وحزب الله على طول هضبة الجولان والحدود السورية الأردنية، ولم يقيدها كما أوحى به الاتفاق.
المغالطة الثالثة:
“تعتزم روسيا عرض تسوية سياسية ذات مغزى في سوريا”. وقد أكدت الولايات المتحدة وروسيا دعمهما للإصلاحات الدستورية والانتخابات المراقبة دوليا ضمن تسوية سياسية عن طريق عملية جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. ومع ذلك، وفقا للمحلل، اتخذت روسيا خطوات نشطة لتخريب واستضافة عملية جنيف من خلال محادثات “أستانا” المزاحمة التي رعتها روسيا وإيران وتركيا، فضلا عن خططها لعقد “المؤتمر السوري للحوار الوطني”.
ولا يزال من غير المرجح أن تتنازل روسيا ونظام الأسد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة أو إصلاحات تقيد بقوة سلطة النظام. لقد استغل الأسد الوسائل القانونية والاستبدادية للسيطرة على “انتخابات ديمقراطية” مماثلة في سوريا في عام 2014. وإن أي تسوية سياسية، وفقا لما كتبه المحلل، لا تعالج المظالم المشروعة التي أشعلت الثورة السورية لن تؤدي إلا إلى إدامة الظروف التي تغذي داعش والقاعدة في سوريا.
نشر هذا المقال تحت عنوان
http://iswresearch.blogspot.com/2017/11/us-ceding-syria-to-russian-designs.html