تقرير مترجم عن فورين بوليسي إن فوكس – كيف جاءت لنا حرب العراق بترامب؟
فورين بوليسي إن فوكس – ترجمات – 31/3/2017
إن كنت تريد أن تعرف من أين جاء الرئيس دونالد ترامب، وإن كنت ترغب في تتبع الطريق المتعرج الطويل (أو المصعد) الذي جلبه إلى المكتب البيضاوي، لا تنظر إلى الواقع الذي ينقله التلفزيون أو تويتر أو حتى اليمين البديل. أنظروا إلى مكان أخر أكثر واقعية، وهو العراق.
يذكر أن ترامب ربما ولد في مدينة نيويورك. وقد يكون شب وسط حروب العقارات بمسقط رأسه. وقد لا يكون ذهب إلى أبعد من أتلانتيك سيتي، نيو جيرسي، لمقامرة العالم وخلق تلك الحروف الذهبية السحرية التي من شأنها أن تصبح خلاصة بصمته. وربما قد قام بوثبة أكثر سحرية إلى التلفزيون دون مغادرة المنزل، وقام بتحويل عبارة “أنت مطرود!” إلى عبارة مألوفة.
ورغم ذلك، لا تزال رئاسته مسألة أخرى تماما. لقد وصلت بشكل متطرف وتان أبدي، من العراق.
وعلى الرغم من إنكاره أنه كان مؤيد دائم لغزو البلاد في عام 2003، فترامب رئيس صنعته الحرب. إن صعوده إلى أعلى منصب على الكرة الأرضية أمر لا يمكن تخيله دون الغزو الذي بدأ بمجد وانتهى بعار. إنه رئيس البلاد التي صنعتها الحرب بطرق لم يستوعبها شعبها بعد.
ومن المسلّم به أنه تجنب الحرب تماما في حياته الشخصية. ورغم كل ذلك، لم يظهر فيما يتعلق بفيتنام. وكان التفكير به ليس كرئيس بلوهارد ولكن كرئيس بلوباك.
“انطلقوا واكتسحوا كل شيء“
ولفهم هذا، من الضروري العودة إلى الوراء حتى يوم 11 سبتمبر، اليوم الأكثر نحسا في تاريخ أمريكا الحديث.
وليس هناك طريقة أخرى لتذكر كيف بدأ كل شيء بمجد من وسط الانقاض. يمكنك إذا أردت ان تختار اللحظة التي جاءت بعد ثلاثة أيام من انهيار برجي مركز التجارة العالمي، عندما التقطت الرئيس جورك دبليو بوش بكومة من الأنقاض في وسط مانهاتن، ولف ذراعه حول رجل إطفاء، وصاح في مكبر للصوت قائلا، “يمكنني سماعكم! بقية العالم يسمعكم!.. ومن قاموا بضرب تلك المباني سيسمعون كل واحد منا قريبا”.
إذا كان لنا ان نختار أصل رئاسة ترامب، يعتقد البعض اننا سنختار لحظة سابقة، عندما كان البنتاجون بشكل جزئي في حالة خراب بفضل طائرة الخطوط الجوية الأمريكية 77 المختطفة. وبعد خمس ساعات فقط من الهجوم، ككان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يدرك بالفعل أن الدمار من حوله قد يكون المسؤول عنه بن لادن، وأمر مساعديه (وفقا لملاحظات أخذها أحدهم) بالبدء في التخطيط لضربة انتقامية ضد… نعم، صدام حسين بالعراق.
كانت كلماته بالضبط “انطلقوا.. اكتسحوا كل شيء.. وأشياء ذات صلة”.
يذكر أنها جرفت بشكل شبه فوري إلى داخل حاوية غبار عملاقة فيما يعتقد بأنها حرب عالمية على الإرهاب، وهو أمر لا علاقة له إطلاقا بـ11 سبتمبر (غير أن إدارة بوش لم تعترف بذلك على الإطلاق). بيد أن الأمر مرتبط ارتباطا وثيقا بأكبر
أحلام الرجال والنساء الذين راقبوا السياسة الخارجية خلال سنوات بوش، وتمثلت تلك الأحلام في القضاء على الحاكم الاستبدادي العراقي، صدام حسين.
نعم، كان هناك بن لادن يجب التعامل معه، وطالبان وأفغانستان أيضا، ولكن هذا كان تغييرا طفيفا، حيث تم التعامل معهم على الفور ببعض القوة الجوية وتسليم وكالة المخابرات المركزية دولارات لأمراء الحرب في أفغانستان وعدد بسيط من القوات الأمريكية. وفي غضون شهور، تم “تحرير” أفغانستان، وهرب بن لادن من البلاد، وسلمت حركة طالبان أسلحتها. (من في واشنطن حينها وتخيل أنه بعد 15 عاما ستتعامل إدارة جديدة مع طلب من القائد العسكري الأمريكي الثاني عشر في ذلك البلد للحصول على المزيد من القوات لدعم حرب فاشلة هناك؟)
وبعبارة أخرى، في غضون أشهر، كانت الأمور واضحة لمتابعة ما رآه جورج دبليو بوش وديك تشيني وشركاه على أنه مصيرهم ومفتاح المجد الإمبراطوري للمستقبل الأمريكي، ويتمثل ذلك في إسقاط الدكتاتور العراقي. وهذا ما كان يحلم به بعضهم منذ اللحظة، في حرب الخليج الأولى بعام 1990-1991، عندما أوقف بوش القوات عن مسيرتها نحو بغداد وترك حسين، الحليف السابق لأمريكا والانتقام الهتلري في وقت لاحق في السلطة.
جدير بالذكر أن الغزو الأمريكي في عام 2003 كان لحظة لا تنسى في التاريخ كقوة عالمية. وكان من المقرر أن يقوم الجيش الأمريكي الذي أطلق عليه جورج دبليو بوش “أكبر قوة للتحرر الإنساني لم يشهدها العالم من قبل” بتحرير العراق من خلال حملة خارقة وعالية التكنولوجيا لن ينساها العالم أبدا. وهذه المرة لم تكن كما كان عليه الحال في عام 1991، حيث ستدخل قواتها بغداد وسيقع صدام في النيران، وسيحدث ذلك كله دون مساعدة قوات الـ28 دولة الآخرين.
وسيكون ذلك عملا من الوحدة الإمبراطورية يليق بالقوة العظمى السابقة على كوكب الأرض. وبالطبع سيقوم العراقيون بتحيتنا على انهم محررين وسنقيم دولة حامية طويلة الأمد في قلب أراضي النفط بالشرق الأوسط. وفي الحقيقة، في الوقت الذي تم إطلاق الغزو فيه، كان البنتاجون بالفعل لديه خطط بشأن تصميمات بناء أربع قواعد ضخمة دائمة بالولايات المتحدة (سميت في البداية “معسكرات دائمة”) في العراق والتي يمكن أن يصارع عليها الآلاف من القوات الأمريكية من أجل الخلود.
وفي ذروة الاحتلال، كان هناك أكثر من 500 قاعدة، بدءا من البؤر الاستيطانية الصغيرة إلى تلك التي بحجم المدن الأمريكية الصغيرة، وتحول العديد منها بعد عام 2011 إلى مدن أشباح إلى أن أعيد احتلالها مؤخرا من قبل القوات الأمريكية في المعركة الدائرة ضد تنظيم الدولة. وفي أعقاب الاحتلال الودي للعراق الحالي الديمقراطي (والممتن)، قد تكون سوريا المعادية للأسد بطبيعة الحال بين مطرقة وسندان (الحماية الأمريكية للعراق وإسرائيل)، وذلك في حين أن النظام الإيراني الأصولي، بعد أكثر من عقدين من العداء المستميت ضد أمريكا، سيكون في مأزق. وسخر المحافظون الجدد في تلك اللحظة قائلين، “الجميع يريد الذهاب لبغداد. والرجال الحقيقيون يريدون الذهاب إلى طهران”.
وفي وقت قريب إلى حد كاف، كان من المحتم أن تسيطر واشنطن على الشرق الأوسط الكبير من باكستان حتى شمال أفريقيا بطريقة لم تمتلكها أي قوة عظمى. وقد تكون هذه بداية لحظة السلام الأمريكي على كوكب الأرض والذي من شأنه أن يمتد لأجيال قادمة.
كان هذا هو الحلم
وبطبيعة الحال، يجب تذكر الحقيقة التي أدت إلى نهب العاصمة، ومهاجمة جيش صدام للعاطلين عن العمل بالشوارع لكي ينضموا إلى الانتفاضة القادمة، وتمرد مجموعة من (السنة والشيعة). والحرب الأهلية (والتطهير العرقي المحلي)، وبرنامج إعادة إعمار على نطاق المجتمع يقوم بالإشراف عليه شركات المحارب الأمريكية المرتبطة بالبنتاجون والتي أسفرت عن مشاريع كبيرة قليلة النفع والتي حققت القليل ولم تعيد بناء أي شيء. وسجون من الجحيم (بما في ذلك أبو غريب) والذي ينتج عنه المزيد من المتمردين. وأخيرا، بعد سنوات، جاء تنظيم الدولة والنسخة الحالية من الحرب الأمريكية، التي تجري الآن في سوريا وكذلك العراق، والتي من المقرر أن تمتد أكثر في الأيام الأولى من عهد ترامب.
وفي الوقت نفسه، وكما ذكر الرئيس الجديد مؤخرا في خطاب ألقاه أمام الكونجرس، إن تريليونات الدولارات التي كان يمكن أن تنفق على الأمن الأمريكي الفعلي قد تبددت بسبب مشروع عسكري فاشل تسبب في ترك البنية التحتية لهذا البلد في حالة فوضى. وكان الإجمالي رقما قياسيا. وبالتفكير بطريقة معينة، ففي مقابل تدمير جزء من البنتاجون وقسم من وسط مدينة مانهاتن التي تحولت إلى أنقاض، دخلت الولايات المتحدة في سلسلة من الحروب والصراعات وحركات المتمردة والحركات الإرهابية المتطورة التي من شأنها أن تحول أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط الكبير إلى دول فاشلة، وترويع عدد من المدن والبلدان به وتحويلها إلى الكثير من الأنقاض.
وفي يوم من الأيام، بدا هذا كله أمرا بعيد المنال بالنسبة للأمريكيين في الحرب العالمية على الإرهاب والتي حث فيها الرئيس بوش المواطنين بشكل سريع على إظهار وطنيتهم ليس من بالتضحية أو الحشد أو حتى الانضمام إلى الجيش، ولكن
من خلال زيارة عالم ديزني وإعادة إنشاء نماذج الاستهلاك ما قبل 11 سبتمبر وكأن شيئا لم يحدث. (“انزلوا إلى عالم ديزني بولاية فلوريدا, اصطحبوا أسركم واستمتعوا بالحياة، هذه هي الطريقة التي نود أن نتمتع بها”). وبالفعل، قد ارتفع الاستهلاك الشخصي بشكل كبير في أكتوبر من عام 2001. وكان الجانب الآخر من المجد القادم في سنوات السلام الملحوظ تلك بالولايات المتحدة غير فعال بالنسبة للسكان المسرحين (باستثناء الشكر الدوري للجيش) بجانب أنه لا علاقة لها بالحروب البعيدة، والتي لابد أن تترك محاسن، حتى لو قاتلوا للفوز باسمهم.
بالطبع كان هذا هو الحلم. وقد تم إثبات أن الواقع مسألة أخرى تماما.
غزو أمريكا
يذكر أنه في النهاية، عادت الحرب الأقل انتصارا في الشرق الأوسط الكبير فعليا إلى الوطن. وكانت هناك جميع المعدات الجديدة الخاصة بالحرب، مثل المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام وطائرات بدون طيار، وغيرهم. وكان هناك عسكرة لقوات الشرطة الأمريكية، ناهيك عن صعود الأمن القومي للدولة إلى فرع رابع غير رسمي للحكومة.
يذكر أن المالك الفعلي لعقار وفندق وكازينو في نيويورك والذي كان ينعم بالراحة لفترة طويلة في وسط النخبة الليبرالية عندما كان في حاجة إلى ذلك، ولم يكن له علاقة بالمراكز الحيوية الأمريكية، سيكون غريبا على سكانها كما كان الجيش الأمريكي للعراقيين عندما قاموا بالغزو. ومع ذلك قام بالفعل بغزو خاص به لتلك المناطق بطائرته الخاصة ذات التجهيزات المطلية بالذهب، وجرف جميع المخاوف التي كانت ت قد تجمعت في البلاد منذ 11 سبتمبر (برعاية جميع السياسيين ومسؤولي الدولة والأمن القومي لمصالحهم الخاصة). وهذه المخاوف من شأنها أن
ترن جرس عالي الصوت في تلك المراكز الحيوية والتي قد تدفعه لدخول البيت الأبيض. وفي نوفمبر من عام 2016، تولى بغداد والولايات المتحدة بأسلوب رفيع.
وفي هذا السياق دعونا نفكر للحظة بشأن مدى غرابة غزو العراق، في بعض الانماط المختلطة لفجر جديد على أمريكا.
ومثل المحافظين الجدد في إدارة بوش، كان دونالد ترامب يحلم منذ فترة طويلة بلحظة تحقيق مجده الإمبراطوري. وكما هو الحل في أفغانستان في عام 2001 ومرة أخرى في العراق في عام 2003، عندما وصلت في 8 نوفمبر من عام 2016، لم يكن من الممكن أن تبدو أكثر جدا. إننا على علم بأحلامه لسبب واحد، وهو أنه بعد ستة أيام فقط من خسارة ميت روماني أمام باراك أوباما في الحملة الانتخابية لعام 2016، حاول دونالد ترامب في البداية الترويج للشعار القديم، “جعل أمريكا بلدا عظيمة مرة أخرى”.
ومثل جورج دبليو بوش وديك تشيني، كان ترامب عازما على غزو واحتلال مناطق النفط الحيوية على الأرض، وفي عام 2003، حدث ذلك بالفعل في العراق. ومع ذلك، وبحلول عامي 2015-2016، دخلت الولايات المتحدة في مراهنات على مناطق الطاقة الحيوية، وذلك بفضل التكسير وغيره من الطرق المتقدمة لاستخراج الوقود الأحفوري والذي يبدو أنه حول البلاد إلى “أمريكا السعودية”. وأضف إلى ذلك مواصلة خطط ترامب لزيادة الوقود الأحفوري كمنافس للشرق الأوسط. وبمعنى آخر، إن شئت فقل، التكيف مع وصفه لما كان يفضل القيام به في العراق، وهو أن دونالد ترامب يريد “الاحتفاظ” بما نملك من نفط.
وكما هو الحال مع الجيش الأمريكي في عام 2003، هو أيضا ظهر في المشهد مع خطط لتحويل بلاده إلى دولة حامية. وكانت الكلمات الأولى تقريبا التي خرجت من
فمه عند ركوب هذا المصعد في سباق الرئاسة في يونيو من عام 2015 والتي انطوت على وعود بحماية الأمريكيين من “المغتصبين” المكسيكيين ببناء “سور عظيم” منيع على الحدود الجنوبية للبلاد. وبداية من ذلك، لم يتغير أبدا حتى عندما اتضحك، فيما يتعلق بأمور التمويل، أنه من خفر السواحل حتى أمن المطار ووكالة إدارة الطوارئ الاتحادية، قام كرئيس بخفض التدابير الأمنية لكي يقوم ببناء “جداره الكبير الضخم”.
ومع ذلك، فمن الواضح أن رغبته في إنشاء دولة حامية تتجاوز المعنى الحرفي للجدار. وشملت تعزيز الجيش الأمريكي إلى آفاق غير مسبوقة، فضلا عن تعزيز الشرطة النظامية، وقبل كل شيء شرطة الحدود. وخلف ذلك تكمن الرغبة في فصل الأمريكيين بجدار بكل السبل الممكنة. وينبغي النظر إلى سياساته المتعلقة بالهجرة والتي يتم الترويج لها بحماس (الأقل حداثة في الواقع مما تبدو عليه) كجزء من مشروع بناء نوع آخر من “الجدار الضخم”، وهو المفهوم الذي كانت رسالته لبقية العالم مذهلة، وهي أنكم غير مرحب بكم أو مرغوب فيكم هنا. لا تأتوا. ولا تقوموا بالزيارة.
يذكر أن هذا كله، أدى بدوره إلى دمج العديد من المخاوف الغير منطقية التي كانت تتجمع كالغيوم العاصفة لسنوات عديدة، وأن ترامب (وأصحابه من اليمين البديل) اجتاحوا بالفعل قلب المناطق الحيوية بالبلاد. وفي هذه العملية، قام بإطلاق نوعا من الكراهية (يشمل إطلاق النار وحرق المساجد ومجموعة من التهديدات بالقنابل وارتفاع عدد جماعات الكراهية، لا سيما المجموعات المناهضة للمسلمين) والتي كانت، من الناحية التاريخية، جميعا من الأمريكيين، ولكن مع ذلك كانت تضرب بقوتها في الوقت الحاضر.
وبجانب “حظر المسلمين” الذي أعلن عنه بقوة وأعمال الكراهية، سرعان ما ضرب جدار ترامب البلاد بشكل سريع. وكان الانخفاض في عدد الأجانب الذين يرغبون في زيارة هذا البلد كان واضحا جدا في الحال كإشارة تحذيرية على “الركود الذي تسبب فيه ترامب” في قطاع السياحة، وكان هناك خسارة في حجوزات السفر لرجال الاعمال بمقادر 185 مليون دولار، بجانب توقعات بأن صناعة السفر في المستقبل ستكون أسوأ.
ومن الواضح أن “أمريكا أولا” يعني في الحقيقة، بلد محاطة داخليا وتحيط بها الأسوار خارجيا. وبالتفكير في الطريق الذي تم التحرك من خلاله منذ عام 2003 وحتى عام 2017، فقد تحولت من كونها القوة العظمى العالمية الوحيدة إلى القوة العظمى المحتملة المنبوذة. وبالتفكير بطريقة أخرى، فدونالد ترامب يعطي معنى جديدا في الوطن للعزلة الإمبريالية الاستبدادية لغزو العراق.
ولا تنسوا “إعادة الإعمار”، كما سميت بعد غزو العراق في عام 2003. وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، فالأراضي الرثة حاليا، قد تهالكت البنية التحتية بها مؤخرا درجة D على “بطاقة التقرير” الصادر عن الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين، ووعد دونالد ترامب بتخصيص ما يبلغ قيمته تريليون دولار لإعادة بناء الطرق السريعة والأنفاق والجسور والمطارات وما شبه ذلك في أمريكا. وإذا كان هذا هو الواقع، فسيعتمد الأمر على شيء واحد، وهو أنه سيتم تسليم ذلك إلى بعض شركات المحارب نفسها التي أعادت بناء العراق (وغيرها من الكيانات المماثلة)، وضمان بشكل وظيفي نسخة أمريكية من الأعمال التافهة التي تستنزف الميزانية التي كانت في العراق.
وكما هو الحال في غزو ربيع عام 2003، ففي عام 2017 لا زلنا في الأيام “المشمسة” نسبيا من عهد ترامب. ولكن كما هو الحال في العراق، وبعد 14 عاما، تظهر بالفعل الشقوق الأولى، حيث ينمو هذا البلاد بتمزق بشكل متزايد. (فكر السنة مقابل الشيعة).
جدير بالذكر أن هناك شيئا آخر عند التفكير في المستقبل، وهو أن حروب رد الفعل التي جاءت بدونالد ترامب وتسببت في حالة الخوف التي خيمت على أمريكا لن تنتهي أبدا. والحقيقة، يبدو الأمر تماما كما هو الحال مع الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، وحتى تحت إدارة أوباما، يبدو أنها لن تنتهي. وتقوم إدارة أوباما بالفعل بتجديد القوة العسكرية الأمريكية في اليمن وسوريا وربما في أفغانستان. ولذلك مهما كان رد الفعل، فأنت لم ترى سوى البداية فقط. ومن المفترض أن يستمر ذلك لسنوات قادمة.
وهناك عبارة واحدة فقط يمكن أن تكفي لوصف كل هذا، وهي تم إنجاز المهمة!
التقرير