ترجمات عبرية

تقرير مترجم عن المونيتور – 5 أسباب لمراقبة زيارة روحاني لروسيا

المونيتور – ترجمات – 29/3/2017

يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة رسمية لموسكو تستغرق يومين، للاجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وذلك لمناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية. وتأتي هذه الرحلة خلال واحدة من أهم مراحل العلاقات الإيرانية الروسية، حيث أصبحت الأزمة السورية عرضا للشراكة المتنامية بين البلدين. وبوضع العلاقة الودية جانبا، يمكن فهم المعنى الحقيقي لزيارة روحاني على أفضل وجه من خلال فهم خمس نقاط رئيسية.

أولا وقبل كل شيء، تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تعد أول زيارة رسمية يقوم بها روحاني لموسكو، وبشكل تقني هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها الزعيمان في إطار ثنائي محض. وعلى الرغم من أنها المرة التاسعة التي يجتمع فيها بوتين وروحاني وجها لوجه، إلا أن اجتماعاتهم السابقة كانت قد عقدت على هامش فاعليات دولية، مثل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو في سياق المبادرات المتعددة الاطراف. وكانت آخر مرة التقى فيها الزعيمان في يوم 8 أغسطس من عام 2016 عندما انضما إلى نظيرهم الأذربيجني إلهام علييف، وذلك لحضور قمة ثلاثية في باكو. وكانت زيارة بوتين الوحيدة لطهرن خلال السنوات العشر الماضية جرت في يوم 23 نوفمبر من عام 2015، وذلك لحضور قمة منتدى الدول المصدرة للغاز.

ثانيا، تأتي الزيارة في الوقت الذي دخلت فيه الشراكة الإقليمية بين البلدين والتركيز على سوريا مرحلة جديدة بعد أن تم دعوة إيران رسميا لتكون جنبا إلى جنب مع روسيا وتركيا كأحد الضامنين لوقف إطلاق النار بسوريا. وبعد الجولة الأخيرة من

المحادثات السورية في كازاخستان في يوم 15 مارس، قال مبعوث روسيا إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف إن إيران قد وقعت وثيقة تتعلق بهذا الشأن. وبعد أربعة أيام من ذلك التاريخ، أرسلت إيران مذكرة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي تطلب فيه الاعتراف بوضعها كأحد الضامنين الثلاثة لوقف إطلاق النار. وبينما كانت هناك شكوك حول إيران فيما يتعلق بخطط روسيا طويلة الأمد في سوريا، جاءت هذه الخطوة في مرحلة جديدة أكثر صلابة بالشراكة الإيرانية الروسية، ومن هذا المنطلق يمكن أن تساعد زيارة روحاني البلدين على وضع خارطة طريق لخطواتهم المستقبلية في سوريا.

ثالثا، يمكن لرحلة روحاني أن تعيد تنشيط الحلف الثلاثي الإيراني الروسي التركي في سوريا وزيادة أهميته. وعلى الرغم من أن بعض المسؤولين الأتراك رفيعي المستوى تبنوا مؤخرا مواقف مناهضة لإيران تسببت في الإساءة للعلاقات الإيرانية التركية، إلا أن الصدع الذي لم يسبق له مثيل والمتنامي بين أنقرة وبعض الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي قد طغى على الصراع في تحدي أكثر إلحاحا لتركيا من منافستها الإقليمية مع إيران. وبما أن أنقرة تتطلع مرة أخرى للشرق من أجل تحقيق التوازن في علاقاتها المنتكسة مع الغرب، فمن الممكن أن تعمل موسكو على محاولة اغتنام الفرصة لإجبار إيران وتركيا على الالتقاء معا، ومع موسكو باعتبارها نقطة التمركز التي ستؤدي إلى بذل جهود متناسقة أكثر من قبل الدول الثلاث لحل الأزمة السورية.

رابعا، من خلال زيارته لموسكو، يمكن لروحاني أن يستند إلى موروث الولايات المتحدة المتطور في معادلات السياسة الخارجية الروسية للتأثير على وجهات النظر الروسية لإيران. يذكر أنه منذ انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وكانت هناك

مخاوف بالأوساط الإيرانية من أن تقوم موسكو، في ظل رغبة ترامب المعلنة في تحسين العلاقات مع روسيا، ببيع إيران والبدأ في تنسيق خططها بالشرق الأوسط مع الأمريكيين. ومع ذلك، أصبح من الواضح أنه حتى وإن كان ترامب جادا في مسألة التقارب مع روسيا، فأنه سيواجه معارضة قوية بالداخل، وذلك كما ظهر بالمواقف القاسية لإدارة ترامب فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم وكذلك الاستقالة القسرية لمستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بسبب صلاته المزعومة مع الروس. وبالتالي، فمن المستبعد أن تحدث انفراجة في العلاقة بين موسكو وواشنطن. وبالأحرى، بل ومن المحتمل أن تواصل روسيا استراتيجيتها المتمثلة في إقامة أو تمكين الشراكات في جميع أنحاء العالم وتهيئتها لموازنة الغرب. وعلى هذا النحو، ستظل إيران في الشرق الأوسط ركيزة أساسية لخطط الشراكة الروسية.

خامسا، ولكن ليس آخرا، تأتي زيارة روحاني قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 19 مايو من هذا العام. وخلال الأشهر الماضية وخاصة بعد التصويت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي اتهمت فيه روسيا بالتدخل في عملية التصويت، أثارت بعض وسائل الإعلام الإيرانية تكهنات تشير إلى أن موسكو ستحاول التدخل في الانتخابات الإيرانية أيضا. والحجة هي أن روسيا غير راضية عن الانفتاح الدبلوماسي لروحاني على الغرب، وأنها تفضل رئيسا لإيران متحفظا ومناهضا أكثر للغرب. وقد دفعت تلك التكهنات السفير الروسي لدى إيران، ليفان جاجاريان لرفض تلك الإدعاءات رسميا. ومع تبقي أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية الإيرانية، يمكن لاجتماع بوتين مع روحاني أن يساعد موسكو على إنهاء أو على الأقل خفض حدة الشكوك الإيرانية بشأن وجهة نظر روسيا في الانتخابات الإيرانية.

إجمالا: على الرغم من أن العلاقة الوثيقة بين إيران وروسيا لا تتوقف على إدارات معينة بالسلطة في أي من البلدين، وأنها لازالت حتى الآن تتخذ مسارا مستقرا إلى حد ما، فالوضع الحالي في البلدين يعطي درجة أعلى من الأهمية لزيارة روحاني لموسكو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى