ترجمات أجنبية

تقرير مترجم عن الإندبندنت – لماذا لا يمكن هزيمة داعش بإلقاء القنابل عليها؟

الإندبندنت – ترجمات – 15/4/2017

لا يوجد شىء أسوأ من شخص يقود أقوى جيش في العالم ويعتقد أن العنف هو الحل الوحيد، وكان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلقاء أم القنابل – أكبر قنبلة غير نووية – على أفغانستان، أحد الحيل المكلفة، وسوف تؤدي خلال الفترة المقبلة لتحميس وسائل الإعلام، وخداع بعض الأمريكيين ليعتقدوا أن مثل هذه الأفعال سوف تهزم الإرهاب وهو ما سيؤدي لزيادة القبول الشعبي لترامب.

ولن تؤدي تفجيرات الكهوف في أفغانستان إلى قرب الانتصار على داعش، ويأتي ذلك لعدة أسباب، منها أن داعش لم يكن لديها انتصارات ضخمة هناك على الرغم من وجودها منذ سنوات، وتعتبر طالبان أقوى منها، وما فعلته طالبان هو الاختباء وسط المدنيين بدلًا من البقاء في الكهوف كما فعل بن لادن، ولكن لجأ ترامب لإلقاء هذه القنابل للحصول على الإشادة من النقاد في وسائل الإعلام، وهكذا يقاس النجاح في واشنطن.

ولكن ما الذي يجب فعله بدلاً من ذلك؟. ربما تستمر داعش في خسارة المناطق التي تسيطر عليها في سوريا والعراق، ولكنها لازال لديها تأثير قوى في العالم، ففي الشهر الماضي وحده رأينا إلهام داعش للعديد للقيام بهجمات في لندن، ستكهولم، دورتموند، إضافة لمصر وعدد من المناطق الأخرى في الشرق الأوسط، وحولت الجماعة تركيزها من بناء الخلافة إلى خلق إرهاب في العالم.

ولا يحتاج أحد للخوف ولكن ما يجب فعله هو محاولة إجراء نقاش عقلاني عن أفضل الطرق لهزيمة التعاطف مع تفكير داعش، وبالنسبة للغرب، فإن داعش لا

تشكل تهديد عسكري أكثر من تشكيلها تهديدا أيديولوجي. ولهزيمتها لا يجب أن نستمر في تفجيرها لأن ذلك سوف يؤدي لزيادة المتعاطفين معها، ولكن ماذا سنفعل؟.

أولًا: يجب أن نتقبل أن داعش لا يقودها رغبتها في الانتقام من السياسة الخارجية الغربية، ولكن لكرهها لكل من تراهم كافرين، وتقود داعش حملة على كل من لا يتفق معها على منهجها المتطرف، وتؤكد الهجمات على السويد وألمانيا وتركيا ومساجد اليمن هذه النقطة، وهي أن الجميع يقع ضمن نطاق هدفها.

وبالتأكيد فإن هناك بعض الظروف التي تسهل على داعش التجنيد، مثل إلقاء قنابل على المدنيين، ولكن لا يجب أن نخلط بين الأيديولوجية مع الدعاية الذاتية، ويؤدي الادعاء بأن داعش تنتقم لقتل المسلمين إلى تعزيز الصورة التي تحاول بناؤها لنفسها، على الرغم من اختلاف الواقع عن ذلك.

ثانيًا: لا يجب التعامل اللين مع متعاطفي داعش، وقيل أن مسؤولي السويد كانوا يضعون مهاجم ستوكهولم على قائمة المراقبة ولكنهم لم يرحلوه فورًا؛ ولذا على أوروبا اتخاذ موقف قوي تجاه الأشخاص الذين يعبرون عن تعاطفهم مع الجماعات الإرهابية.

ثالثًا: يجب أن نأخذ موقفا قويا ضد قوانين مكافحة مزدري الأديان حول العالم، لأنها يتم استخدامها لإقناع الشباب بالانضمام للجماعات الإرهابية، وخلال الأعوام القليلة السابقة سمحت بريطانيا بدخول عدد كبير من الباكستانيين الداعين لقتل مزدري الأديان، وشجعهم على ذلك إعدام ممتاز القدري قاتل السياسي الباكستاني سالمان تاثير، بعد أن كان حارسه الشخصي، ودعا سالمان إلى تغيير قانون ازدراء الأديان.

ونفس الشىء بدأ في الظهور في الهند، حيث إن المتطرفين الهندوس يستخدمون قوانين مكافحة مزدري الأديان لاستهداف الأصوات العلمانية، وتعتبر التحركات ضد مزدري الأديان نوعا من التطرف الذي يساعد داعش، ولكن تجاهلتها الحكومات.

ولا تعتبر داعش جماعة إرهابية فقط، حيث إنها تعد تهديدا أيديولوجيا. وتقوم عقيدتها على كراهية التعددية والعلمانية، ويمكننا هزيمة داعش إذا كانت هناك استراتيجية أذكى من إلقاء القنابل.

التقرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى