تقرير مترجم عن إندبندنت – هل سنرى دونالد ترامب جديد في بريطانيا؟
إندبندنت – ترجمات – 2/3/2017
“وقت المعارك التافهة انتهى”.. كانت أكثر عبارة قوية ومفاجئة قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه للكونجرس، وكانت دعوته للأمريكيين للعمل معاً تعد في تناقض مع الانقسام الذي أحدثه في حفل تنصيبه في يناير الماضي.
واعتبر محللون أن العالم سوف يرى حساب رئيسه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لتتبع مدى عمله بهذا الوعد، وهل حقاً سيتحرك للجماهير العريضة ويدرك أن نهجه العدواني والقبلي ليس له فائده؟ ولكن تشكك البعض في استمراره في ذلك، وكذلك وجود محبه بينه وبين الإعلام الليبرالي الذي اتهمه بنشر الأخبار المزيفة عندما كان ينشر حقيقة ما يحدث في إدارته، أو يوجه أسئلة لها علاقه بعلاقه إدارته بروسيا.
معضلة ترامب الآن تواجه حزب الاستقلال البريطاني الذي يشن هجمات عبر تويتر. وقال رئيس الحزب نايجل فاريج لراديو بي بي سي الأربعاء إن “هناك البعض في حزب الاستقلال يريد تحويلنا إلى حزب سياسي رئيسي يرسل رسائل لطيفة ولكنى أريد أن أقول أن حزب الاستقلال هو راديكالي”، ويعتقد البعض أنه يريد ان يحذو حذو ترامب بشأن أزمة المهاجرين ليكون القضية الجديدة لحزب الاستقلال بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يضعه في موقف محرج مع دوغلاس كارسويل النائب الوحيد للحزب.
وفاز حزب الاستقلال في انتخابات الاتحاد الأوروبي حيث دخلوا في الصراع الانتخابي في ظل نظام التمثيل النسبي وصوت لهم حوالي 4 مليون في الانتخابات العامة 2015.
وأظهر الخروج من الاتحاد الأوروبي أن أي شىء يمكن أن يحدث في بريطانيا وكذلك في أي دولة عبر المحيط الأطلنطي.
ما يحتاجه حزب الاستقلال الآن هو أن تفشل تريزا ماي في تحقيق وعود الخروج من الاتحاد الأوروبي ولكن من المتوقع أن تخيب آمالهم، حيث تعلم “ماي” أنه إذا لم تترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي قبل انتخابات الاتحاد العامة في 2020، فكان من المتوقع أن تواجه نفس الانتفاضة التى رآها العالم في استفتاء العام الماضي، أما عن السيناريو التالي للحزب هو أن تتفاوض ماي بشأن وعود أخف بعد الخروج وهو ما لا يفعل الكثير بشأن قضية تقليل عدد المهاجرين، ومن غير المرجح أن تضع رئيسة الوزراء قضية المهاجرين في الأولوية قبل شؤون التجارة.
على الرغم من اختلاف النظام السياسي الأمريكي عن البريطاني، فإن الذين توقعوا عدم تكرار سيناريو ترامب في بريطانيا يجب أن يتذكروا أنها غالبا ما تتبع أمريكا، حيث أصبحت سياسات بريطانيا رئاسية بشكل أكبر، بعد أن أصبح لدى المملكة المتحدة الآن صناعة الضغط والمحكمة العليا.
وينقل حزب العمل أساليب حملة وإعلام الحزب الديمقراطي، والطبقة السياسية الآن من المستشارين الشباب وكثير منهم من النواب يبجلوا الجناح الغربي، ويتبع ديفيد كاميرون نفس أساليب حزب العمل الجديد، وكانت النتيجة هي حكومة تمكنت ماي من إنهاؤها .
بعد فوز حزب المحافظين المثير في كوبلاند، فإن لدى ماي الفرصة في الفوز بالشعبية، مع تهميش حزب الاستقلال، فإن أفضل فرصة لرؤية شخص مثل ترامب وبذات الشعبوية يمكن أن يظهر في أي وقت في بريطانيا من اليسار.
ويتمثل ترامب في بريطانيا في جيرمي كوربين الذي استطاع مثل ترامب في إقناع حزب التيار السائد في انتخابه وهو ما جاء عكس التوقعات، ويأمل مستشاري كوربين أنه قد يصبح ضد المؤسسات، وكرههم لحزب العمال جعلهم عدائيين ضد التواصل من خلال وسائل الإعلام والتى يلوموها على أداء حزب العمال السىء؛ وإذا توقعنا للحظة أن جيرمي كوربين رئيس وزراء فمن السهل رؤيته يعكس ترامب ويكتب عبر حسابه على تويتر عن الأخبار المزيفة.
بالعودة للعالم الواقعي فإن حزب العمل قدم وعود متأخرة بسياسات جديدة ورسالة متماسكة، ويمكن أن تكون فرصة كوربين الأخير لإقناع حزبه لمساندته حتى بداية الإنتخابات العامة ولكن ربما يكون الوقت متاخراً.
إذا كنا سنرى نسخة من ترامب في اليسار في موقع مسؤولية في بريطاتيا فلن يكون كوربين، ويحلم الوسطيون من حزب العمل أن يظهر بطلاُ جديداُ لقيادة الحزب والدولة مثل ايمانويل ماركون، والذي ظهر فجأة ليصبح منافس خطير في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، ولا يستبعد البعض الإنفصال على غرار الحزب الديموقراطي الاجتماعي بعد الإنتخابات المقبلة، ولكن “عصابة الأربعة والتى انشقت عن العمال في 1981 فشلت في كسر القالب السياسي ، وتكمن المشكلة الآن في عدم وجود قائد قوي في المشهد.
التقرير