تقرير خاص: هل ثمة علاقة بين الحرب على قطاع غزة والمواجهة العسكرية بين السودان ودولة الجنوب؟
مركز الناطور للدراسات والابحاث
قبل اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وجيش دولة الجنوب الذي كان يتستر وراء ما يسمى بالجهة الثورية والحركة الشعبية في منطقة الرقيبات ثم الكشف عن مخطط لإحداث اضطرابات داخلية وتفجيرات كانت هناك مؤشرات على أن دولة الجنوب تستعد لتصعيد المواجهة مع السودان:
المؤشر الأول: أن دولة الجنوب ومن خلال قيادات أمنية وعسكرية أثنت على الهجوم الإسرائيلي على مجمع اليرموك واعتبرته عملا يصب في نهاية المطاف في تعزيز مكانة دولة الجنوب في الصراع مع الشمال.
وكان المعبر الأفصح والأبلغ عن هذه الإشادة رئيس الاستخبارات العسكرية في دولة الجنوب الجنرال جون لات زكريا.
المؤشر الثاني: أن أجهزة دولة الجنوب الأمنية وخاصة الاستخبارات العسكرية زادت من وتيرة ضخ المعلومات إلى إسرائيل والولايات المتحدة في نطاق حملة الاستعداء من بين هذه المعلومات كما يكشف الخبير في شؤون العلاقات الإسرائيلية ودولة الجنوب الدكتور فؤاد خضر:
- أن الوجود الإيراني العسكري والأمني والاقتصادي يتعزز في السودان وأن السودان أصبح الدولة رقم “1” من حيث حجم التموضع الإيراني وأنه أكثر تأثيرا وقوة من حجم التواجد الإيراني سواء في لبنان أو دول أخرى في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
- أن الرئيس السوداني سمح لمنظمات فلسطينية وخاصة حركة حماس والجهاد الإسلامي بفتح مكاتب لها والنشاط وإدارة عملية تهريب السلاح إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية.
- أن السودان عزز من علاقاته وتعاونه العسكري مع إيران بعد ضرب مجمع اليرموك وأن خبراء إيرانيين في مجال تطوير الأسلحة وخاصة الصواريخ والحوامات تدفقوا على السودان، وحتى أثناء شن إسرائيل لهجومها العسكري على قطاع غزة والذي أطلق عليه اسم “عمود السحاب” وخلال الأيام الأولى انطلقت من إيران شحنات من الصواريخ باتجاه قطاع غزة قادمة من إيران ومن ليبيا.
السلطات في دولة الجنوب استفسرت من القيادة الإسرائيلية عن استعدادها لدعم دولة الجنوب وتأمين دعم أمريكي وضوء أخضر أمريكي لإجراءات عسكرية تعتزم اتخاذها ضد السودان في المناطق المتنازع عليها وخاصة في منطقة كردفان وآبيي والمناطق المتاخمة لدارفور.
إسرائيل من جانبها لم تتفاعل فقط مع العرض الجنوبي وإنما شجعت عليه، وأكدت لقيادة دولة الجنوب أن الوقت مناسب وأن حسم النزاع مع دولة الجنوب فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها في آبيي وفي كردفان ومناطق أخرى لا يحسم بالمفاوضات، وإنما يحسم بالاستيلاء على هذه المناطق وفرض أمر واقع كما فعلت إسرائيل في صراعها مع الدول العربية.
وعلى ضوء هذه المؤشرات والدلائل فإنه كان متوقعا أن تتحرك دولة الجنوب باتجاه شن عمليات عسكرية ضد الجيش السوداني في أكثر من منطقة وإدخال عناصر جديدة في هذا الصراع من بينها استخدام الطائرات لمهاجمة الجيش السوداني بعد أن تسلمت دولة الجنوب من إسرائيل دفعة من طائرات الميج 21 المحسنة بالإضافة إلى منظومات الدفاع الجوي.
ولقد سبق أن أشرنا في تقارير سابقة إلى أن دولة الجنوب كشفت للقيادة الإسرائيلية عن مخطط لتصدير الفوضى إلى السودان وذلك من خلال توظيف بضعة آلاف من السودانيين الذين أعيدوا من إسرائيل بعضهم من سكان دارفور وجبال النوبة، من أجل إثارة القلاقل بل وتنفيذ التفجيرات في المدن السودانية الرئيسية.
المركز العــربي للدراسات والتـوثيق المعلوماتي – 22/11/2012