تقرير خاص هل اقتربت ساعة اندلاع حرب مع سوريا وحزب الله؟
مركز الناطور للدراسات والابحاث
على ضوء مسلسل التصعيد في داخل سوريا وعلى حدودها مع إسرائيل وكذلك ارتفاع في حدة الخطاب الأمني الإسرائيلي ضد حزب الله ثم بالتالي ضد إيران بات ممكنا أن يتحول هذا التصعيد إلى مواجهة بوابتها مواجهة سورية إسرائيلية وامتداداتها مواجهة مع حزب الله وخواتيمها حرب ضد إيران.
واحد ممن يوصفون بأهم الأدمغة الإستراتيجية في إسرائيل الجنرال جيورا إيلاند الذي عمل مستشارا للأمن القومي وكبير الباحثين الإستراتيجيين في معهد أبحاث الأمن القومي يطرح تشخيصا لهذا الوضع.
يقول إيلاند: يكفي أن تسقط عدة قنابل أو صواريخ أو تخترق طائرة سورية أو حوامة الحدود في الجولان حتى تفرط السيطرة من بين يد الجميع.
وأضاف: ظهرت أولى إشارات هذا الخطر عندما اجتازت دبابات سورية المنطقة المعزولة واقتربت طائرات سورية من الحدود الفاصلة وسقطت عدة قنابل هاون على الجانب الإسرائيلي ثم توالت هذه الإشارات ممثلة في إرسال تعزيزات سورية إلى القنيطرة.
حديث الجنرال إيلاند جاء في نطاق محاضرة نظمها مركز أبحاث الأمن القومي يوم الأحد 4 نوفمبر وحضرتها قيادات أمنية وسياسية وطلبة الدراسات العليا المتخصصين في الشؤون العربية والشرق أوسطية.
الندوة نظمت تحت عنوان: “التمرد في سوريا وتداعياته الإقليمية في حالة حدوث تحولات داخلية راديكالية”.
في تقييمه لمدى ما تشكله هذه الإشارات أو الأحداث من خطر الانزلاق إلى مواجهة تتجاوز إطار المواجهة الداخلية في سوريا تطال إسرائيل قال إيلاند: نحن نجد أنفسنا في مواجهة أكثر من شكل من أشكال هذا الخطر:
-انزلاق الصراع إلى هضبة الجولان وبالتالي إلى داخل إسرائيل وعلى الأخص إلى منطقة الجليل المحاذية للبنان.
-انزلاق المواجهات المسلحة إلى الحدود المشتركة بين إسرائيل ولبنان وسوريا في منطقة العرقوب وجبل الشيخ.
-انزلاق المواجهات إلى منطقة جنوب الجولان انطلاقا من منطقة درعا.
-وقوع حوادث غير مسيطر عليها قد تشعل فتيل الحرب مع سوريا وحزب الله.
انتقل الجنرال إيلاند للحديث عن احتمالات فقدان القدرة على السيطرة واحتواء هذه الحوادث البسيطة وعبر عن محددات هذه الاحتمالات:
الأول: يجب عدم استبعاد أن يتغير سلوك القيادة الإسرائيلية بشطريها السياسي والأمني من سلوك يقوم على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء تأثير هذه الحوادث إلى سلوك يتسم بفقدان السيطرة وضبط النفس، مثل هذا الاحتمال وبحسب الجنرال إيلاند قائم على عدة اعتبارات:
*ضغوط الحملة الانتخابية في إسرائيل تتولد عن رغبة الأحزاب السياسية في الفوز ومحاولة طرح الملفات الأكثر جاذبية كالخطر الذي تتعرض له إسرائيل في الشمال أو الخطر النووي الإيراني.
المحدد الثاني: التحولات الدولية وعلى الأخص التي ستترتب على نتائج الانتخابات الأمريكية (المحاضرة جرت قبل إجراء الانتخابات الأمريكية)، إيلاند أشار إلى وجود دلائل ومؤشرات على فوز المرشح الجمهوري ميت رومني واعتبر مثل هذا الفوز بأنه سيمثل تحولا دوليا وليس أمريكيا وأن التداعيات الكبيرة والحاسمة ستغمر منطقة الشرق الأوسط.
لكنه تدارك ذلك عندما قال إن فرص فوز رومني يظل مشكوكا في أمرها.
ومن وجهة نظره حتى لو فاز باراك أوباما بولاية ثانية فإن السياسة الخارجية الأمريكية ستشهد تحولا ولن تبقى تلك السياسة محكومة بعامل الثبات وخاصة حيال منطقة الشرق الأوسط.
الموقف الأمريكي في ظل الاحتمالين بفوز المرشح الجمهوري ميت رومني والديمقراطي باراك أوباما الرئيس الحالي سيكون أكثر اقترابا ومواءمة مع الموقف الإسرائيلي حيال الملف السوري والإيراني وحزب الله.
وانتهى في حديثه عن هذه الاحتمالات إلى الاستشهاد بمحللين إستراتيجيين وسياسيين أمريكيين وهم يؤكدون أن الولايات المتحدة ستعود مرة أخرى إلى العمل وبكل الوسائل لتعزيز مكانة الولايات المتحدة كدولة كبرى، وهذا سيستدعي العودة إلى التدخل في كل المشكلات وفي مقدمتها مشكلات منطقة الشرق الأوسط.
المحدد الثالث: أن مستوى التدخل الأمريكي في الأزمة السورية وفي لبنان لمحاصرة حزب الله وإضعاف نفوذه وقوته في داخل لبنان ثم في الانتقال إلى خيارات أخرى عبر العقوبات ضد إيران سيتصاعد إلى مستوى التدخل المباشر، ودون الاعتماد على القوى الحليفة لأمريكا تركيا والسعودية وقطر.
في تقييمه لمختلف الاحتمالات على ضوء قراءته للمعطيات بحكم موقعه السابق والحالي يخلص إيلاند إلى أن الحرب إذا ما اندلعت بين إسرائيل وسوريا أو حزب الله ستمتد إلى المناطق الفلسطينية وإلى العراق والأردن ودول الخليج، ولم يستبعد أيضا امتداد رقعتها إلى دول شرقي إفريقيا.
وخلص إلى القول: الحقيقة الوحيدة الواضحة هي أننا سنشهد في أعقاب هذه الحرب الإقليمية تغييرات جوهرية أهم من ذلك التي شهدناها في بداية القرن الحادي والعشرين بعد هجمات سبتمبر 2001.
المـركز العـربي للدراسات والتـوثيق المعلوماتي – 09/11/2012