تقارير استخباراتية جديدة عدد المتمردين في سوريا 30 ألف فقط وليست هناك فرصة للتغلب على الأسد
المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الأحد 14/10/2012.
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 15/10/2012.
حصريا على مصادرنا الاستخباراتية نشير إلى حالة من الذهول تنتاب العواصم الغربية بما في ذلك واشنطن والعواصم الغربية بعد أن وردت في الأيام الأخيرة تقارير استخباراتية إلى أجهزة الاستخبارات الغربية تظهر أن تقدير عدد المقاتلين المتمردين في سوريا في الوقت الحاضر قد تم تضخيمه ضعفين أو أكثر وأنه لا وجود لسبعين ألف متمرد وهو عدد المتمردين الذي قرر الرئيس أوباما بمقتضاه وعلى ضوئه سياسته في سوريا.
العدد الحقيقي للمتمردين السوريين يصل بصعوبة إلى 30 ألف فقط حيث أن حوالي 10% منهم أي حوالي 3000 متمرد هم مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة.
مصادرنا في واشنطن وباريس تشير إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والفرنسية وهما المصدر الحقيقي لهذه التقييمات الجديدة تشير إلى أن الرئيس باراك أوباما والمسؤولين في إدارته يحاولون خفض وتيرة المعلومات الجديدة لأن ذلك يتناقض مع الفرضية الرئيسية في سياسته الشرق أوسطية بأن الرئيس الأسد لن يبقى أكثر من ستة أشهر في السلطة قبل أن ينتصر المتمردون عسكريا ويطيحوا به من السلطة.
خبراء عسكريون أمريكان على استعداد لأن يقولوا الآن في أحاديث ليست للنشر أنه في ظل قيام المستشارين العسكريين الإيرانيين من كتائب القدس بتدريب الميليشيا العلوية حرس الثورة السورية أو الجيش الشعبي السوري الذي سيبلغ عدد أفراده 70 ألف وأجزاء كبيرة من الجيش السوري مازالت موالية للأسد وتقاتل من أجله فإن فرص بقائه في السلطة آخذة في التحسن.
هذه المصادر تقول أن الوضع الجديد الذي يتشكل في سوريا لا يزحزح في هذه الأثناء الرئيس أوباما عن موقفه بعدم السماح بتدخل عسكري غربي عربي في سوريا وأنه خلال الأيام الأخيرة فقط استخدم الضغط على رئيس حكومة تركيا أردوغان بوقف التدهور نحو صدام تركي سوري على طول الحدود بين الدولتين، وأنه في مقابل ذلك استخدم الضغط على السعوديين والقطريين بعدم تزويد المتمردين بالسلاح مثل السلاح المضاد للدروع والمضاد للطائرات حتى يتمكن المتمردون من مواجهة قوات الأسد.
لكن هذه المصادر تشير أنه في هذه الأيام وعشية المواجهة بين المرشحين للرئاسة باراك أوباما وميت رومني في يوم الثلاثاء 16 أكتوبر فإن مسألة السياسة الخارجية والأمنية الرئيسية والهجوم على القنصلية الأمريكية ومقتل السفير الأمريكي في ليبيا في 11 سبتمبر فإنه خلال الأسابيع التي بقيت لحين إجراء الانتخابات الرئاسية في 6 نوفمبر فإن الوضع السوري يمكن أن يتطور بسرعة على غرار ما حدث في ليبيا سيكون على رأس المواضيع الخارجية في الحملة الانتخابية الأمريكية.
مصادرنا في باريس تشير إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تلقى في الفترة الأخيرة تقارير استخباراتية تؤكد الأعداد الجديدة والأعداد الأقل للمتمردين السوريين وهو يعمل خلافا للرئيس أوباما على تسريع وتصعيد التدخل العسكري الغربي والعربي في سوريا على شكل تطبيق مناطق آمنة وإعلان المجال الجوي السوري منطقة حظر جوي وتقديم إمدادات أسلحة ثقيلة للمتمردين من أجل منح ما يتبدى له هزيمة قريبة للمتمردين في ساحة المعركة.
مصادرنا في باريس تشير إلى أن هولاند يعمل طبقا للمعلومات الاستخباراتية التي يحصل عليها من الميدان والشعور بأنه إذا ما واجه المتمردون هزيمة عسكرية فإن سوريا ستشهد حالة من التعادل العسكري بين الأسد ومعارضيه وهو وضع سيكون في غير صالح المتمردين والمعارضة السورية حيث ستتضاءل قوتهم أمام الدعم العسكري الذي يحصل عليه الأسد من إيران وروسيا وحزب الله.
كما أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية وافقت حتى الآن على التقدير الاستخباراتي الأمريكي المضلل بالنسبة لقوة المتمردين، وهذا هو السبب لماذا يواصل كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز وطوال الوقت القول بأن أيام الرئيس السوري في السلطة باتت معدودة.
في مقابل ذلك رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخفي بدأ يتحفظ من هذا التقييم منذ بداية هذا الشهر إذ أثناء زيارة قام بها في الثالث من أكتوبر مع قيادات من شعبة الاستخبارات العسكرية لهضبة الجولان كان حذرا في تكرار ما ظل يتردد بأن الأسد على وشك السقوط في القريب العاجل وتحدث فقط عن تآكل سيطرة النظام السوري.