شؤون مكافحة الاٍرهاب

تصعيد في مالي باتجاه اندلاع مواجهة بين قوات غرب إفريقيا وتنظيم القاعدة


مركز الناطور للدراسات والابحاث

يجمع الخبراء في شؤون منطقة الساحل والصحراء على وجود مؤشرات قوية للتصعيد من قبل طرفين رئيسيين في منطقة الصحراء والساحل:

الطرف الأول دول غرب إفريقيا التي عمدت إلى اتخاذ قرار بتحريك قوات قوامها 3300 جندي إلى مالي من أجل استرداد إقليم أزواد وطرد الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة.

الطرف الثاني في المقابل الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة مثل حركة التوحيد والجهاد استنفرت قواتها استعدادا للمواجهة، وقد أقدمت على خطوات تصعيدية من أهمها أخذ رهينة فرنسية من منطقة غرب مالي وهو ما سيؤدي إلى تصعيد في الموقف الفرنسي الذي يميل لصالح التدخل العسكري لحسم الوضع في شمال مالي.

فرنسا هي اللاعب الرئيسي في المنطقة بحكم علاقاتها مع العديد من الدول الإفريقية ومنها مالي وموريتانيا والنيجر ولها فيها مصالح كبيرة.

وثمة خطوة أخرى اتخذها تنظيم القاعدة أو ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في نطاق الاستعداد للمواجهة هو تعيين يحي أبو الهمام لقيادة إمارة الساحل، يأتي بالتزامن مع تعيين قائد جديد للقيادة العسكرية الأمريكية الخاصة بإفريقيا الجنرال ديفيد رودريجيز.

من هو يحي أبو الهمام أمير إمارة الساحل في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟

في إطار استعدادات تنظيم القاعدة وتوابعها حركة التوحيد والجهاد في شمال مالي وأنصار الشرعية في ليبيا لمواجهة التدخل العسكري الإفريقي في شمال مالي أعلن عن تعيين يحي أبو الهمام أميرا لمنطقة الساحل في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يوم الأحد14 أكتوبر الحالي.

إمارة الساحل بحسب الخبير في الجماعات الإسلامية في منطقة المغرب العربي الدكتور خالد عبد الله يضم مالي والنيجر وموريتانيا وليبيا وتشاد وتسمى من قبل القاعدة بصحراء الإسلام الكبرى.

اختيار يحي أبو الهمام واسمه الحقيقي جمال عكاشة وهو من منطقة الرغاية شرقي الجزائر العاصمة تحدد بناء على اعتبارات بعضها تكمن في اعتبارات سابقة والأخرى باعتبارات آنية:

*       أن هذا الاختيار تفرضه اعتبارات عملياتية مستقبلية بالمعركة التي ستدور في منطقة الساحل انطلاقا من مالي.

فالرجل يتسلح بخيرات وتجارب قتالية ولوجيستية تدلل عليها المراتب التي تولاها.

المعلومات والبيانات المتوافرة عن ماضيه تقدم لنا الصورة التالية:

  1. كان عضوا في جبهة الإنقاذ في بداية تسعينات القرن الماضي واعتقل لمدة 18 شهرا ثم أفرج عنه بعدما برئت ساحته.

بعد الإفراج عنه انخرط في صفوف الجماعات المسلحة شرقي العاصمة وعلى الأخص الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي كان يقودها حسان حطاب.

  1. أسندت إليه قيادة منطقة الصحراء في الجماعة السلفية للدعوة والقتال المنطقة التاسعة من قبل مختار بلمختار المدعو خالد أبو العباس، وفي إطار هذا التكليف عمل على إرسال الأسلحة والمتفجرات إلى قيادة التنظيم في عدة مناطق في الجزائر ومنها بومرداس وقد اعتبر من أهم المصادر لتزويد التنظيم بالأسلحة والمتفجرات بحكم وجوده في الصحراء وعلاقاته مع جماعات تتاجر بالسلاح.
  2. عين يحي أبو الهمام أميرا لسرية الفرقان التابعة لكتيبة طارق بن زياد التي كان يتولى قيادتها عبد الحميد أبو زيد.

دوره في شن الهجمات على القوات الموريتانية

تحول يحي أبو الهمام من مسؤول عن الجانب اللوجيستي لتنظيم القاعدة في الجزائر إلى مسؤول عن الهجمات داخل موريتانيا وتحديدا ضد قوات الجيش الموريتاني.

ويفسر الدكتور فؤاد خضر الباحث في الشؤون الإفريقية وعلى الأخص منطقة الصحراء هذا التحول ويرجعه إلى قرار اتخذه تنظيم القاعدة باستهداف موريتانيا بعمليات هجومية لدورها في محاربة التنظيم واستعانتها بقوات فرنسية وبخبراء أمريكان.

تحت إدارة وقيادة يحي أبو الهمام شنت سلسلة من هذه الهجمات أهمها:

–      ضد مراكز الجيش الموريتاني وعلى الأخص موقع المغيطي في 28 تموز 2005 هذا الهجوم أسفر عن مقتل سبعة عشر جنديا موريتانيا.

–      هجوم تورين الذي قاده يحي أبو الهام بنفسه في أيلول 2008 ضد الجيش الموريتاني وأدى إلى مقتل 29 جندي.

–      عملية مقتل الأمريكي كريستوف ليكت في العاصمة نواكشوط في شهر تموز 2009.

–      شن عملية انتحارية ضد السفارة الفرنسية في نواكشوط في يوليو 2009.

–      شن عملية انتحارية ضد مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في منطقة النعمة شرقي موريتانيا شهر آب 2011.

–      نسبت إليه مسؤولية شن عدة عمليات اختطاف لغربيين في منطقة تندوف وفي النيجر ومناطق أخرى، ومنها قتل الرهينة الفرنسية ميشال جيرمانو.

وعلى خلفية هذا الدور الذي لعبه في عدة مجالات لوجيستية وعملياتية سطع نجمه في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

الدوائر الإقليمية الجزائر ومالي وموريتانيا ودوائر غربية ذكرت أن أبو الهمام يعد من أخطر قيادات تنظيم القاعدة وأكثرهم خبرة قتالية وأكفأهم في إدارة المعارك ضد الجيوش النظامية.

اختيار أبو الهمام بالتزامن مع الاستعدادات للتدخل في مالي

توقيت تعيين يحي أبو الهمام أميرا لإمارة الساحل لم يأت محض الصدفة وإنما هو مرتبط ارتباطا وثيقا بالاستعدادات سواء من قبل دول الميدان أو دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا للحرب في مالي وكذلك من قبل تنظيم القاعدة للمواجهة بل في نطاق استنفار تنظيم القاعدة لعناصره في الصحراء لمواجهة هذا التدخل.

وقد عبرت عدة أوساط غربية على تماس بملف الإرهاب في إفريقيا عن فحوى قرار تعيين أبو الهمام عن رأيها في أن يكون تنظيم القاعدة يتأهب لخوض عدة معارك بواسطة عناصره وعناصر موالية له لن تكون مقصورة على مالي بل ستمتد إلى موريتانيا والنيجر ودول أخرى.

وفي ضوء هذا كله يثار التساؤل هل يمكن للقوات الإفريقية التي ستتدخل في مالي أن تحسم المعركة ضد حركة التوحيد والجهاد وبالتالي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كما حسمت القوات الإفريقية المعركة في الصومال ضد حركة الشباب المجاهدين؟

يبدو أن ألإجابة على هذا السؤال صعبة نظرا لاختلاف المعطيات سواء كانت الجغرافية أو اللوجيستية والسياسية.

 

يحي أبو الهمام

المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى