ترجمات عبرية

تسفي برئيل – يجب محاسبة الهيئة المتعفنة التي أدارت الدولة

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 26/12/2018

لقد اصبح ممكنا رسم لوحة اليأس. فقد بقي لهذا الفاسد 104 يوما، وكل يوم يمر لا يعود. لا حزيران ولا تشرين الثاني، لا نهاية للفترة ولا يوجد اوروفزيون، يوم الثلاثاء 9 نيسان، عشرة ايام قبل عيد الفصح وشهر قبل عيد الاستقلال، ستجري القرعة الكبرى. في هذا المنزلق الخطر في المنحدر الشديد، فان الانتخابات هي الغصن الاخير الذي يمكن الامساك به قبل التحطم، وهو لا يضمن تلبية الغرض. الأمل الذي تخلقه يمكن أن يتضح بأنه مثل وهم من يملك ورقة يانصيب في جيبه. هو يحسب جيدا كيف سيستثمر الملايين التي تنتظره تماما خلف الزاوية. كم من المال سيعطي كل ولد، وأي شقة سيشتريها بدل الشقة المتهالكة. مشاعره السليمة تقول له وبحق إنه في هذه المرة ستقول له الآلة: لم تفز. والبائع سيقول له “ربما في المرة القادمة” وسيغريه بشراء ورقة يانصيب جديدة، لكن لا يمكن التخلي عن القشعريرة اللطيفة التي تمر جسمه. مع كل ذلك، هل سيحدث هذا في هذه المرة؟ ألا يستحق القليل من الحظ؟ معجزة صغيرة؟.

الحقيقة هي أنه لا حاجة الى معجزة أو حظ. الانتخابات هي لعبة استراتيجية، لذلك فان الاشهر الثلاثة والنصف القادمة يجب تكريسها لأمر واحد هو محاسبة دقيقة للنفس، وبالاساس علنية، مع الهيئة المتعفنة التي ادارت الدولة لزمن اطول من اللازم.

هذه كانت حكومة صورية، ليس فيها أي جزء حقيقي. اذا كان هناك ثلاثة وزارات ثقيلة مثل وزارة الخارجية ووزارة الصحة ووزارة الدفاع يمكن ادارتها من قبل شخص واحد، مهما كان عبقريا، ربما لا توجد حاجة لهذه الوزارات. اذا كان وزير المواصلات فشل في تخطيط واقامة سكة قطار، ولم ينجح في اصلاح المواصلات العامة فلماذا نعطيه فرصة اخرى كوزير للصحة أو كوزير للدفاع؟ اذا كان وزير الامن الداخلي قد سقط في كل مرة حاول فيها تعيين مفتش عام للشرطة ومعظم جهوده استثمرها في منع الدخول الى البلاد لمن ينتقدون سياسة الحكومة، فلماذا سيشغل وظيفة في الحكومة القادمة؟ مثل الرحلة في قطار الشياطين، في أي مكان لم نذهب اليه انتظرنا في الزاوية وزراء تم الاستخفاف بهم مثل ايوب قره أو اوفير ايكونيس، وزراء مشبوهون مثل آريه درعي واسرائيل كاتس، وزراء يشكلون عبوات ناسفة تمشي مثل ميري ريغف ونفتالي بينيت واييلت شكيد – أو مثل وزراء يمثلون كل هذه الصفات في شخص واحد.

هذه حكومة ألبست العنصرية ملابس يهودية، واليهودية تحولت الى فأس سياسية. لقد انفصلت عن يهود العالم واستخدمت التمييز ضد اليهود في اسرائيل، من هو يمين ومن هو يسار، من هو صهيوني ومن هو خائن. والعرب الذين يشكلون 20 في المئة من السكان، هم بشكل عام ارهابيون محتملون.

محظور نسيان، وبالتأكيد يجب عدم غفران أي جريمة نفذتها الحكومة ضد المواطنين. ليس هناك أي قطاع تملص من ضررها، لا سكان غلاف غزة ولا البدو في النقب ولا سكان كريات شمونة الذين تجرأوا على طلب غرف طواريء، لا طلاب المدارس الذين طلب منهم الفصل بين البنين والبنات، ولا النساء المضروبات أو النساء بشكل عام. هذه حكومة استخدمت كدمية خيوط في أيدي الجنود في عوفرا وعمونة، والتي القوانين التي صادقت عليها صيغت من قبل زعران التلال وحاخامات العنصرية.

عندما يكون نتنياهو مشبوها مع توصيات بتقديمه للمحاكمة، ويعلن أنه يعتبر الائتلاف الحالي نواة للحكومة القادمة، فانه يصف التهديد الوجودي الذي يحوم فوق أسس الدولة، قيمها ومواطنيها. وهو يقول ما كان هو ما سيكون، وهو يغرس في قلوب مواطني اسرائيل وعي عدم وجود خيار لأنه لا يوجد بديل. بالنسبة له القطيع يحتاج راع، والاغنام لا يمكنها اختيار راعيها. هذا ما اعتقده حسني مبارك، وهذا ما فعله رجب طيب اردوغان بأن “الشعب” يحب القائد القوي حتى لو كان أزعر ومخالف للقانون. من المحظور السماح لنتنياهو باثبات هذه الاطروحة ولو فقط بسبب الاهانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى