ترجمات عبرية

تسفي برئيل / هكذا تستعد الجزيرة المنعزلة قطر للمونديال القادم

هآرتس / ذي ماركر – بقلم  تسفي برئيل  – 12/7/2018

مباريات كأس العالم في كرة القدس تقترب من نهايتها، وتبدأ الاستعدادات لمونديال 2022 التي ستجرى في قطر. ولكن قطر- التي فازت في 2013 في المنافسة على استضافة مباريات كأس العالم بشكل يثير الخلاف وبعد شبهات شديدة بالفساد– تدخل بتعثر شديد الى المصاف الاخير لبناء البنى التحتية الهائلة. فأكثر من 100 خبير من مجالات مختلفة بعثت بهم قطر الى المونديال في روسيا كي يتعلموا ويستخلصوا العبر في كيفية الادارة – ليس فقط المناسبات الرياضية نفسها، بل وايضا، وربما بالاساس، كيفية استضافة عشرات الاف المؤيدين، السياح، الطواقم التلفزيونية والضيوف المحترمين الذين سيصلون الى الدوحة، عاصمة الدولة.

لم تقرر قطر والفيفا نهائيا بعد اذا كانت المباريات في 2022 ستضم 48 مباراة، مثلما اتفق بالنسبة لـ 2026 ام 32 مباراة كما كان حتى الان. وسيكون لهذا القرار اثر هام على عدد الفنادق التي يفترض أن توفرها المدينة، طرق الوصول، الاكتظاظ في العاصمة وشبكات المياه والكهرباء. تبني قطر أربعة استادات، وحسب تقارير وفود الرقابة من الفيفا، فان التقدم في بناء الشبكة ملتزم بالجدول الزمني. والرقابة على شروط العمل الصعبة للعمال الاجانب الذين تم استيرادهم خصيصا لغرض المشروع خفت، ومشكلة الحرارة الشديدة حلت من خلال نقل مواعيد المباريات من الصيف الى تشرين الثاني – كانون الاول.

قطر، التي خصصت في البداية قرابة 20 مليار دولار للاعداد للمونديال، وان كانت قلصت في السنة الماضية  الميزانية الى قرابة النصف، ولكن لن يكون في ذلك ما يمس بالاستعدادات، وذلك لانه حسب كبار رجالات الحكومة القطرية، فان التقدير المالي الاولي كان أعلى بكثير مما يلزم عمليا.

ما تبقى مثابة مجهول هو العدد المتوقع للزوار في فترة المباريات. فالدوحة ليست موسكو، لا من حيث الحجم ، وبالتأكيد لا من حيث الترفيه الذي يمكنها أن توفره. فاحتساء الكحول محظور، باستثناء الفنادق المخصصة لذلك، البارات والنوادي الليلية غير موجودة، ليس رسميا على الاقل، المطاعم المحلية والدولية وان كانت موجودة في الدولة الا انه مشكوك أن تتمكن من استيعاب واطعام الاف الزوار.

مقارنة بروسيا عموما، وموسكو وسوتشي خصوصا، فان قطر ليست حقا دولة سياحية.والادق هو القول ان هذه دولة مملة جدا، بحيث أن من يخطط للطيران الى المونديال لا يمكنه أن يتوقع رزما سياحية مشوقة مثلما قدمت موسكو. مشكلة قطر هي أن من يريد أن يضيف ايضا دبي او السعودية كجزء من رحلة الحج الى المونديال، سيتبين أنه علق في حقل الغام سياسي.

مرت سنة منذ فرضت السعودية، البحرين، دولة اتحاد الامارات ومصر المقاطعة الاقتصادية الخانقة على قطر. فالاتصال البري والجوي بين قطر وهذه الدول قطع على نحو شبه تام. واضطرت شركة الطيران القطرية الى الغاء عشرات الرحلات الجوية اليومية الى هذه الدول وتقيص عدد المقاصد بشكل دراماتيكي. مخاسرها هائلة، ولكن كونها شركة حكومية يمكنها أن تتوقع تمويلا ينقذها من الازمة ويبقيها على قيد الحياة.

كما ان المواصلات البحرية تلقت ضربة قاسية والاستيراد يتم الان عبر ايران او تركيا – أو في حملة بحرية طويلة عبر الخليج الفارسي.كما أدى الوضع الى ارتفاع في كلفة بناء البنى التحتية للمونديال. فقد استهدف هذا الحصار اجبار قطر على تغيير سياستها، التوقف عن تحالفها مع ايران، وقف دعمها للاخوان المسلمين وكم فاه شبكة “الجزيرة” التي اصبحت مع السنين سوط يجلب الانظمة العربية بقوة ناجعة جدا. اذا لم يرفع – فمن شأن طرق الوصول الجوي والبحري لمؤيدي كرة القدم ان تعاني – مما سيشوش توقعات حجم الوافدين.

وان كانت قطر توجهت الى المحكمة الدولية ملتمسة ضد السعودية ودولة اتحاد الامارات، اللتين برأيها تخرقان القانون الدولي، وهي تحاول ان تجند الفيفا ايضا كي تضغط على السعودية للكف عن وصف قطر كدولة ارهاب، الا ان السعودية ليس فقط لا تتأثر بل امتشقت مؤخرا مبادرة جديدة اذا ما تحققت فانها ستجعل قطر جزيرة منعزلة عن كل اتصال بري.

الخطة هي حفر قناة بطول 60 كيلو متر بعرض 200 متر وبعمق 20 متر لتحل محل الحدود البرية بين قطر والسعودية. وستكون القناة كلها في الاراضي السعودية كي لا تتمكن قطر من الادعاء بالمس بسيادتها، ولكن الجانب الشرقي من القناة سيمتلىء بالقواعد العسكرية – بينما على شاطئها الغربيت ستقيم السعودية مواقع استجمام ستنزع من قطر القليل من السياحة التي تصل اليها. السعودية، التي لم تنجح حتى الان في حل الازمات والنزاعات في الشرق الاوسط بالطرق الدبلوماسية، تتوجه هنا ايضا الى الرافعة الاساس التي لديها، وباستثمار نحو 750 مليون دولار تسعى الى استكمال عزل قطر. العطاءات لحفر القناة نشرت في حزيران، وهذا الشهر ستعلن السعودية من ستكون الشركة او الشركات التي ستفوز بهذا المشروع الضخم.

يوجد منذ الان من يسعى الى تبني هذا الحل لقطاع غزة ايضا. فقبل بضع سنوات عرض في المتحف البلدي في بيتح تكفا معرض مشوق، عرض فيه قطاع غزة كجزيرة في البحر منقطعة عن اسرائيل. وبين امور اخرى وصفت غزة كمنطقة استجمام وصناعة مزدهرة تعمل فيها مواقع للتزلج البحري، الابحار بالاشرعة والفنادق. حلم حقيقي. حتى وزير المواصلات اسرائيل كاتس تبنى الفكرة حين اقترح ان يقام ميناء غزي على جزيرة بقرب غزة. مشكوك أن تحقق السعودية او اسرائيل هذا الحلم، ولكن السابقة التاريخية التي تبدأ بالتحقق في الخليج الفارسي كفيلة بان تصدر الى منطقتنا أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى