ترجمات عبرية

تسفي برئيل : كيف يقوم وزير الرياضة السعودي بضعضعة مصر ؟

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 12/6/2018

الفيلم القصير الذي نشره في الاسبوع الماضي وزير الرياضة السعودي تركي الشيخ أثار عاصفة في مصر. والذي يظهر فيه الوزير والمذيع المصري المشهور عمرو أديب حيث يقوم الوزير بالتفاخر بالصفقة التي من خلالها تم نقل أديب الى قناة “ام.بي.سي” السعودية. “هذا هو المذيع الاغلى في الشرق الاوسط – لاري كينغ الغربي. استهزأ الشيخ بالفيلم القصير.

وهكذا، مقابل 3 ملايين دولار في السنة، اضافة لاى 500 ألف دولار تقريبا من الاعلانات، فقد حطم اديب رقم قياسي تاريخي. إلا أنه في نفس الوقت دمر علاقته مع مشجعيه، الذين لا يغفرون له الخيانة. “احد رعايا السعودية، أو اذا شئتم، كيس أرز، يتفاخر بامواله ويعطي رعايته للعبد الذي اشتراه. مصر لا تستحق هذا”، كتب اسامة غاويش، مشجع كرة قدم مصري في تغريدة نشرها في تويتر.

“كيس أرز” هو التعبير الذي وصف فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي المساعدة السعودية التي تلقاها عند توليه الحكم في 2013، بعد أن عزل محمد مرسي، رجل الاخوان المسلمين. منذ ذلك الحين تحول التعبير المهين الى عبارة دارجة موجهة لكل من يريد شراء “اصول وطنية” مصرية مقابل المال. عمرو اديب هو حقا من الاصول الوطنية، مكانته كمذيع ومحلل في قناة “أون.إي” التي بملكية الملياردير المصري نجيب ساوارس، حظي بملايين المشجعين. تحليله السياسي والرياضي حوله الى محط انظار مشاهدي التلفاز في ارجاء العالم العربي، وسوية مع اخيه الصحفي الكبير عماد الدين اديب، الذي يملك قناة تلفزيونية شعبية، تسيطر العائلة على جزء كبير من جمهور المشاهدين.

الاخوان اديب كانا من رعايا الرئيس مبارك قبل ثورة الربيع العربي، والكثيرون يذكرون لعمرو اديب تصريحاته الشديدة ضد المتظاهرين في ميدان التحرير ومقولته أنه في مصر لا توجد رقابة وأن لا أحد يضع قيود على حرية التعبير. بعد الثورة غير موقفه تماما وكتب أنه في عهد مبارك “جميعنا كنا مهانين، ليس هناك اهانة تشبه التي عرفناها… لقد عشنا في عهد ظلامي”. خلال فترة قصيرة تحول الى محبوب السلطة الجديدة. والآن تبين لمشجعيه أنه مقابل المال هو مستعد “لخيانة الوطنية المصرية” والعمل لصالح “العدو”.

هذا العدو يصعب احتماله، لأن وزير الرياضة السعودي كان ايضا الرئيس الفخري للنادي الرياضي المصري الاهلي، والرجل الذي مول الحملة الانتخابية لمحمود الخطيب لرئاسة النادي. الشيخ كشف ايضا أنه استثمر في النادي مئات ملايين الجنيهات المصرية وبهذا تحول الى الشخص الذي يعين المدربين واللاعبين في المنتخب الوطني أو يقيلهم كما يريد. عندما انفجر الانتقاد العام ضده كتب في صفحته في الفيس بوك “نحن نمد لهم ايدينا (مصر) ونفتح لهم قلوبنا، لكن في نظرهم نحن لسنا سوى اكياس أرز، هم ينظرون الينا من خلال اموالهم وليس من خلال عقولهم”.

هذا الاعلان يعبر بصورة جيدة عن شبكة العلاقات المتبادلة بين مصر والسعودية لأنه يظهر أنه حتى في قدس الاقداس، الرياضة، فان المملكة السعودية متورطة حتى قمة رأسها. “ما حدث بين الشيخ، ممثل دولة اكياس الأرز، وبين الخطيب، ممثل النادي الاهلي، هو مثال مصغر لما سيحدث قريبا بين محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)، ممثل دول الخليج، وبين السيسي ممثل أم الدنيا (مصر). هذه هي فضيحة القرن”، هكذا غرد متصفح مصري، عبر بهذه الاقوال عن الغضب العام على السيطرة والرعاية السعودية.

الآن نفس ذاك الشيخ، في مصر يدعون بأنه تمنى اصابة نجم كرة القدم المصري محمد صلاح حتى لا يستطيع المشاركة في المونديال. “غرس خنجره الذهبي” في عمود من اعمدة الاعلام المصري، هذه ليست صفقة مقبولة بين شبكة تلفزيون خاصة وبين مذيع مشهور، هذه سيطرة سعودية. حتى وقت متأخر كانت الشبكة بملكية رجل الاعمال السعودي وليد ابراهيم إبن شقيقة الملك فهد المتوفى. ابراهيم كان بين عشرات ارباب المال الذين اعتقلوا في تشرين الثاني بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان. الامير اقترح على ابراهيم اقتراح لا يمكن رفضه وهو التنازل عن ملكية الشبكة مقابل اطلاق سراحه. ابراهيم في البداية رفض العرض، وأخيرا اضطر الى التوصل الى اتفاق مع السلطات بحسبه يواصل رئاسة الشبكة لكنه يتنازل عن 60 في المئة من اسهمه فيها ويحولها الى النظام، أي الى محمد بن سلمان.

ابراهيم كان ينوي قبل الصفقة اغلاق قناة الرياضة المهنية للشبكة، لكن الآن وهي بملكية المملكة تحول وزير الرياضة الشيخ الى شخص مهيمن في كل ما يتعلق بنشاطها، بما في ذلك شراء المذيعين. “تاجر الاغنام السعودي هبط في سوق الجمال في امبابه (حي فقير في القاهرة يعقد فيه سوق الاغنام والجمال)، وهو يقوم بشراء كل ما يتاح له”، وصف الصحفي المصري سليم عزوز سلوك ولي العهد السعودي في مصر.

بخصوص هذا التدخل فان الروح المصرية لا تغفر ذلك. الغضب الذي تثيره يشبه بدرجة كبيرة الغضب الذي اثاره قرار مصر نقل جزر سنافير وتيران في البحر الاحمر للسعودية. عن الاصول الوطنية لا يتنازلون سواء كان الامر يتعلق بجزر أو بمذيع رياضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى