ترجمات عبرية

تسفي برئيل – الشابة التي هربت من السعودية أزالت قطعة اخرى : من الغطاء الذهبي الذي تغلف المملكة به نفسها

هآرتس – مقال – 14/1/2019

بقلم: تسفي برئيل

كم هو الجهد الذي يجب أن تجنده شابة سعودية (18 سنة)، إبنة حاكم مدينة، تقرر الهرب من بيتها لأنها لم تعد تستطيع مواصلة تحمل العذاب الجسدي والنفسي الذي عانت منه هناك؟ رهف القنون تمتعت بجرأة كبيرة وبقدر غير قليل من الشجاعة. بعد رحلة خطيرة الى بانكوك، مرورا بالكويت، نجحت في تجنيد صحافيين ونشطاء حقوق انسان في ارجاء العالم، وحظيت أخيرا باللجوء في كندا. بذلك هي أنقذت ليس فقط نفسها (هذا ما نأمله)، بل ايضا ازالت قطعة اخرى من الغطاء الذهبي الذي تغلف السعودية نفسها به.

صحيح أن رهف القنون ليست جمال الخاشقجي، لكنها ايضا لا تستطيع أن تكون آمنة، حتى في كندا، كي لا تتحول الى هدف آخر للتصفية للمملكة، التي تقاد من قبل حاكم يكبرها فقط بـ 15 سنة، الذي يتفاخر بأنه يفهم روح الجيل الشاب في المملكة. رهف تركت خلفها ثمانية اخوة واخوات وملايين النساء في السعودية اللواتي اردن كما يبدو السير في اعقابها. ولكن من اجل الخروج من المملكة هن بحاجة الى رجل مرافق أو وصي. من تبحث بنفسها عن ملجأ في دولة اخرى يجب عليها التخلي عن عائلتها. معظم النساء السعوديات سيضطررن ايضا لمواصلة نشر ضائقاتهن في الفيس بوك وتويتر، التي تحولت في السنة الاخيرة الى ساحة التمرد الهاديء في المملكة. ولكن ايضا في هذه الساحة هناك من يراقبهن ويشهر بهن أو يعتقلهن. هكذا ايضا كان مصير الصحافية السعودية ريم سليمان التي هربت من السعودية والآن تطلب اللجوء في هولندا. في مقابلة مع “ميدل ايست آي” قالت إنه في الصيف تم استدعاءها للتحقيق حسب أمر وقع عليه سعود القحطاني، المستشار الاكبر لولي العهد محمد بن سلمان، المتهم بالتخطيط لقتل الخاشقجي. “ذلك كان تحقيقا صعبا شمل الشتائم والتهديد، التي كانت تهدف الى استخدام الضغط النفسي عليها”، قالت سليمان. بعد التحقيق اقتحمت قوات الامن بيتها في الرياض.

ريم سليمان التي قررت التوقف عن الكتابة، ليس واضحا لها حتى الآن الذنب الذي ارتكبته. حسب تقديرها هي بالمجمل لم تخضع للقيود التي أملاها القحطاني على وسائل الاعلام في المملكة، لكنها لم تمس أو تهن أو تنتقد النظام. اليوم هي تدير حساب تويتر نشط من هولندا، يشمل 40 ألف متابع تقريبا.

“تويتر الملعون” خدم جيدا رهف، التي نشرت عبره فيلم قصير مدته 8 ثوان، وفيه يسمع رجل السفارة السعودية في بانكوك وهو يقول “كان من الافضل لو أنهم صادروا هاتفها المحمول بدل جواز سفرها”. هذا لم يكن فقط اثبات على أنهم صادروا جواز سفرها، خلافا لادعاء السلطات السعودية، بل ايضا شهادة على الرعب الذي تفرضه الشبكات الاجتماعية على النظام. مؤخرا نشر قانون يقضي بأن “انتاج او ارسال مادة تحتوي على السخرية أو الاستهانة أو التحريض التي يمكن أن تمس بالنظام العام بواسطة الشبكات الاجتماعية أو أي وسيلة تقنية اخرى، يعتبر مخالفة عقوبتها السجن لخمس سنوات ودفع غرامة بمبلغ 3 ملايين ريال (800 ألف دولار)”.

هذا القانون الفظيع لا يفسر ما الذي يعتبر مس بالنظام العام وما هي المعايير لخلق التحريض والاستفزاز. التفسير هو فقط للنظام بصورة حصرية.

ولكن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تكون سلاح ذو حدين. فهي تستطيع المساعدة في نشر الاحتجاج، لكن ايضا في نشر القمع. في مقابلة مع الموقع الكردي “روداو” قال عضو برلمان من العراق، محمد كريم عبد الحسن، بأن سلطات القانون في العراق كشفت أن الشبكات الاجتماعية تحولت الى ساحة للاتجار بالنساء. اذا كان حتى فترة غير بعيدة تجنيد النساء وتسويقهن في الشبكات ميز طريقة عمل داعش، الآن الحديث يدور عن عصابات منظمة تتاجر بالنساء عبر الفيس بوك وتويتر. عبد الحسن قال إنه في الشبكات الاجتماعية يمكن أن تجد حتى قوائم اسعار، شابات وطفلات يمكن شراءهن بسعر يتراوح بين 3 – 4 آلاف دولار.

ايضا داعش رغم هزيمته يواصل العمل بالاتجار بالنساء في سوريا وتركيا بواسطة الشبكات الاجتماعية، وحسب معطيات ادارة شؤون النساء اليزيديات في مدينة دهوك في المنطقة الكردية في العراق، فان داعش ما زال يحتفظ بأكثر من 3 آلاف امرأة اختطفت اثناء الحرب. صحيح أن جهود الشرطة العراقية لاعتقال تجار النساء تحقق نجاحا محليا – بعد أن تعلم رجال الشرطة كيفية التخفي على شكل شابات من اجل اعتقال التجار – ولكن الظاهرة كما يبدو فقط آخذة في الاتساع.

نساء من سوريا وجدن استخدام آخر للشبكات الاجتماعية، وهن ينشرن هناك من اجل تشجيع عمليات التجميل التي تحولت الى موضة. في فيس بوك وفي تويتر يمكن التأثر من العدد الكبير لمراكز التجميل وجراحي التجميل الذين يعرضون الخدمات بأسعار مريحة. حسب اقوال جراح التجميل السوري عمر شعبان، يوجد لهذه الظاهرة سببين: انخفاض عدد الرجال في اعقاب الحرب يدفع النساء الى المنافسة، والضرر الكبير الذي عانت منه النساء في فترة الحرب يدفعهن الى محاولة اعادة تجميل مظهرهن. سوريا، حسب قوله، تحولت الى دولة عظمى للجمال، سواء بسبب الخبرة التي راكمها الاطباء ورجال التجميل أو بسبب الاسعار المنخفضة. وزن اسهام الشبكات الاجتماعية بين السعودية والعراق وبين سوريا ومصر، تقوم به النساء انفسهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى