تسفي برئيل / الاسد نقل رسائل حول استعداده – لسحب حزب الله والمليشيات من الحدود
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 29/5/2018
سوريا نقلت مؤخرا بواسطة وسطاء رسائل لـ “دول جارة” بحسبها هي مستعدة لضمان انسحاب قوات حزب الله والمليشيات الايرانية الى بعد 25 كم عن الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان – هذا ما جاء في الصحيفة السعودية “الشرق الاوسط” هذا الاسبوع، استنادا الى مصادر دبلوماسية. اضافة الى ذلك، سوريا معنية في البحث في احياء اتفاق فصل القوات الذي وقع بينها وبين اسرائيل في العام 1974.
مصدر دبلوماسي غربي أبلغ الصحيفة في الاسبوع الماضي بأن بوتين ضغط على الاسد من اجل خفض النشاط العسكري لايران في سوريا لمنع مواجهة عسكرية واسعة بينها وبين اسرائيل، وقد أكد هذا المصدر للصحيفة أن روسيا نقلت رسائل لاسرائيل من الاسد بشأن انسحاب القوات الايرانية من هضبة الجولان. وحسب اقواله فان تبادل الرسائل هذا ليس الاول من نوعه وهو يجري منذ اسابيع. اتفاق فصل القوات بين اسرائيل وسوريا يحدد أنه ستقام منطقة عازلة ومنزوعة السلاح باشراف الامم المتحدة بين الدولتين، وأنه على جانبي المنطقة منزوعة السلاح يكون قطاعين فيهما قوات قليلة، بعرض 10 كم، ويحظر فيهما نصب صواريخ ارض – جو على بعد 25 كم من خط الفصل.
نقل الرسائل الاخيرة بقدر دقة التقارير عنه، هو جزء لا يتجزأ من نية النظام السوري بالسيطرة على جنوب سوريا، لا سيما على محافظة درعا وعلى مدينة درعا التي تسيطر على معظمها مليشيات متمردين منهم فصائل من الجيش السوري الحر. حسب تقارير قوات المتمردين فان جيش سوريا بدأ الاستعداد العسكري قبيل مواجهة عسكرية، حتى أنه أمر المليشيات الايرانية بالانسحاب من محيط مدينة درعا حتى لا تصاب في الهجوم.
التقارير تورد بالتفصيل بأن قوافل من القوات المؤيدة لايران ايضا شوهدت وهي تعيد تمركزها على بعد بضعة كيلومترات في شمال وشرق المدينة وجزء منها توجه نحو دمشق. ليس واضحا مع ذلك، هل الحديث يدور عن عملية أوسع لانسحاب القوات المؤيدة لايران من حدود سوريا الجنوبية، أو استعداد مؤقت الى حين السيطرة العسكرية السورية على المحافظة الجنوبية.
قبيل المعركة في جنوب سوريا جرت مؤخرا مباحثات مكثفة بين الاردن وسوريا والولايات المتحدة طالب فيها الاردن ضمانات امريكية وروسية على أن لا تقترب القوات الايرانية من حدوده وأن لا يصل لاجئون من سوريا الى الاردن في اعقاب النشاط السوري، وأن يدير جيش الاسد وحده المعركة، والمنطقة التي سيحررها من المتمردين. الاردن سيكون في حينه مستعد لفتح المعبر الحدودي (نصيب) بينه وبين سوريا من اجل تجديد حركة التجارة بين الدولتين. اعلان روسيا الذي يقول إنه في جنوب سوريا يجب أن يكون هناك فقط قوات للجيش السوري تدل على قبول الشرط الاردني، لهذا سيكون لذلك ايضا تداعيات على انتشار القوات في الحدود مع اسرائيل.
منطقة درعا ومحيطها مشمولة في المناطق ذات التصعيد المنخفض، حسب الاتفاق الاتفاق الذي وقع بين الولايات المتحدة وروسيا والاردن في تشرين الثاني الماضي (الاتفاق الذي شارك في النقاشات بشأنه مندوبين اسرائيليين). الولايات المتحدة تتهم روسيا بعدم تنفيذ الاتفاق، واقترحت في الاسبوع الماضي صيغة تقول إن كل المليشيات السورية والاجنبية عليها الابتعاد الى مسافة 20 – 25 كم عن الحدود مع الاردن، في حين صيغة الاتفاق تتحدث فقط عن سحب مليشيات غير سورية. اضافة الى ذلك، قوات شرطية روسية ستقوم باعمال الدورية على بعد 18 كم من الحدود مع الاردن، اجهزة النظام ستعود للعمل في درعا ومليشيات المتمردين ستسلم السلاح الثقيل الذي بحوزتها للنظام. وكذلك سيتم انشاء نظام روسي – امريكي للاشراف على تنفيذ الاتفاق اذا تم التوقيع عليه.
مشروع الاتفاق الذي تمت صياغته من قبل نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي، ديفيد سترفيلد، يواجه الآن بمعارضة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبايو ومستشار الامن القومي جون بولتن، الاثنان يتخذان خطا متصلبا يشمل تحذير شديد يقول إن الولايات المتحدة ستقوم بخطوات قاسية اذا خرق الجيش السوري اتفاق المناطق قليلة التصعيد، وبدأ بمعركة عسكرية في جنوب سوريا.
روسيا، التي توجه اليها الاردن من اجل الحصول على الضمانات التي يطلبها، لم ترد بعد على اقتراح المشروع الجديد. مع ذلك، حسب المصدر الغربي، هي ترى بنفس المنظار القلق الاردني، ويبدو أن صيغة سترفيلد من شأنها أن تكون مقبولة عليه ليس فقط بالنسبة لجنوب سوريا، بل ايضا كحل مؤقت محتمل لمسألة الانتشار العسكري في حدود اسرائيل في هضبة الجولان.
حسب التقارير في صحيفة “الشرق الاوسط” فقد ارسلت السفارة الامريكية في الاردن رسالة الى قيادة المتمردين في جنوب سوريا، التي فيها تم تحذير المليشيات من عدم البدء بخطوات عسكرية ضد القوات السورية، مثل تلك التي يمكن أن تستخدم كذريعة في أيدي جيش النظام للسيطرة عليها، وأن ينفذ في درعا ما قام به في الغوطة. “اذا تصرفتم بصورة تخرق نظام المناطق الآمنة، لن نستطيع الدفاع عنكم، واذا كان النظام هو الذي بادر الى العملية التي تخرق الاتفاق فسنعمل بكل قوتنا من اجل وقف الخرق لضمان سلامة الاتفاق” كما جاء في الرسالة.
ليس من الواضح الى أي درجة تؤثر التحذيرات الامريكية على سلوك المتمردين في الجنوب، لكنها موجهة في المقام الاول الى الآذان الروسية، وبشكل خاص الآذان الايرانية التي تدفع النظام السوري لتنفيذ الاستراتيجية العنيفة التي اتبعها في الغوطة الشرقية، ايضا في جنوب سوريا. التحذيرات الامريكية تدل على أن واشنطن لا تتمسك فقط باتفاق المناطق الآمنة بل ترى فيه “بوليصة تأمين” لمنع انتشار ايران في المنطقة.
محلل اردني مقرب من متخذي القرارات في الاردن قال للصحيفة إنه تجري بين اسرائيل والاردن محادثات تقريبا يومية لتنسيق المواقف امام روسيا والولايات المتحدة. وأنهما تريان بصورة مشابهة التهديد الايراني في سوريا. “يبدو أن هناك علاقة متبادلة بين الاتفاقات التي يحققها الاردن في موضوع الانسحاب الايراني عن حدودها وبين التطلع الاسرائيلي. اذا تمت الاستجابة للطلب الاردني انسحاب المليشيات السورية المؤيدة لايران الى بعد 20 – 25 كم عن الحدود فالامر سيكون كذلك على الحدود مع اسرائيل وبالعكس”.
ايران التي تنفي بشكل علني أن قوات ايرانية منتشرة في جنوب سوريا (لكن لا تنفي أن مليشيات مؤيدة لايران تعمل في المنطقة) لم تتطرق علنا لتقارير واقتراحات اعادة انتشار القوات في جنوب سوريا. اذا كانت التقارير صحيحة والتي تقول إن سوريا طلبت من ايران سحب قواتها من مطارات سورية من اجل منع قصفها من قبل اسرائيل، يبدو أنه في الوقت القريب ستشاهد تحركات ايرانية ستوضح الى أي درجة ايران تستجيب للضغط السوري والتهديد الاسرائيلي.