تركي بن فيصل آل سعود: بمناسبة دعوة دونالد ترامب الأخيرة لهجرة فلسطينيون من غزة

ذا ناشيونال 4-2-2025، تركي بن فيصل آل سعود: بمناسبة دعوة دونالد ترامب الأخيرة لهجرة فلسطينيون من غزة
عزيزي الرئيس ترامب،
الشعب الفلسطيني ليس مهاجرا غير شرعيا ليتم ترحيله إلي أراضي أخرى. الأراضي هي أراضيهم والمنازل التي إسرائيل دمرت منازلهم، وسوف يعيدون بنائها كما فعلوا ذلك بعد الهجمات الإسرائيلية السابقة عليهم.
معظم سكان غزة لاجئون، طردوا من ديارهم في “إسرائيل والضفة الغربية الآن” من قبل الإبادة الجماعية الإسرائيلية السابقة الهجوم عليهم في حربي 1948 و1967. إذا كانوا سينتقلوا من غزة، يجب السماح لهم بالعودة إلى ديارهم وإلى بساتين البرتقال والزيتون في حيفا ويافا ومدن أخرى والقرى التي هربوا منها أو طردوا قسرا منها من قبل الإسرائيليون.
سيدي الرئيس، العديد من عشرات الآلاف من المهاجرين الذين جاءوا إلى فلسطين من أوروبا وأماكن أخرى بعد الحرب العالمية الثانية سرقوا المنازل والأراضي الفلسطينية، وأرعبوا السكان وشاركوا في حملة التطهير العرقي. للأسف، أمريكا والمملكة المتحدة،
المنتصرون في الحرب وقفوا إلى جانبهم وحتى انهم سهلوا للقتلة إخلاء الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم. لم ترغب أمريكا والمملكة المتحدة في استقبال ضحايا محرقة هتلر، لذلك كانوا راضين عن إرسالهم إلى فلسطين. في كتاب ثمانية أيام في يالطا، المؤلفة ديانا بريستون تشير إلى محادثة بين الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت ونظيره الروسي جوزيف ستالين. تكتب بريستون:
“تحولت المحادثة إلى موضوع الأوطان اليهودية. روزفلت قال إنه صهيوني… عندما سأل ستالين روزفلت عن الهدية الذي يخطط لأعطائها ل[الملك السعودي] ابن سعود، أجاب بدوره فقط قد يكون التنازل الوحيد هو منحه ستة ملايين يهودي…”
لحسن الحظ، عندما التقى السيد روزفلت بالملك ابن سعود، رفض هذا العرض واقترح أن يكون لليهود عرض أفضل مثل اراضي في ألمانيا كتعويض عن المحرقة. للأسف، هاري ترومان، خليفة روزفلت، دعم بكل إخلاص الهجرة اليهودية إلى فلسطين و في النهاية أصبح اساسياً في إنشاء إسرائيل.
العنف وسفك الدماء الذي نشهده اليوم هو نتيجة لذلك العمل والتواطؤ البريطاني السابق مع الطموحات الصهيونية من
1917 حتى ذلك الحين.
سيدي الرئيس، عزمك المعلن على إحلال السلام في فلسطين قد تم التشييد به كثيرا في الجزء الخاص بنا من العالم. أقترح بكل احترام أن الطريق إلى القيام بذلك هو إعطاء الفلسطينيين حقهم بتقرير المصير والدولة وعاصمتها في القدس الشرقية، كما هو منصوص عليه في قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 و 194 و قرارا مجلس الأمن 242 و 338، ومبادرة السلام العربي.
جميع الدول العربية والإسلامية، وكذلك السلطة الفلسطينية ، تقبل بشروط مبادرة السلام العربية لإنهاء الأعمال العدائية وإقامة علاقات مع إسرائيل. مائة وتسع وأربعون دولة تعترف بالدولة الفلسطينية. من فضلك اجعل بلدك رقم 150. لن يتحقق أي سلام في الشرق الأوسط دون معالجة هذه القضية النبيلة بشكل عادل ومنصف.
اجعل ذكراك كصانع السلام.