ترجمة خاصة عن موقغ نيوز وان العبري – محاولة إنعاش الانتفاضة المتعثرة
ترجمة خاصة عن موقع نيوزوان العبري – بقلم يوني بن مناحيم – 10/1/2018
لم يتبنّ أي تنظيم فلسطيني حتى الآن مسؤولية عملية إطلاق النار قرب “حفات جلعاد” في الضفة الغربية، والتي قتل فيها حاخام جراء إطلاق النار عليه من سيارة فلسطينية التفت حول سيارته. جميع التنظيمات في قطاع غزة تشيد بالعملية.
من المعقول الافتراض بأن خلية تابعة لحماس أو للجهاد الاسلامي هي من نفذت العملية، جميع المحاولات التي تمت خلال الأسابيع الماضية لم تنجح، حماس دعت بعد إعلان ترامب إلى انتفاضة جديدة وبجميع الوسائل، بما فيها السلاح الناري، لكن دعواتها لم تلقَ استجابة بسبب إحباط ناجح من قبل جهاز “الشاباك” الإسرائيلي، الذي نجح بالكشف عن بنى تحتية في الضفة قبل تنفيذ العمليات.
أبو مازن أيضًا غير معني بانتفاضة مسلحة في مناطق الضفة، بل باحتجاج شعبي واسع النطاق يسمح له بالسيطرة على الغضب دون أن تتهمه اسرائيل والولايات المتحدة بتشجيع الإرهاب. التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مستمر حسب تعليمات من رئيس السلطة، أجهزة الأمن الفلسطينية تواصل عملها باعتقال يومي لنشطاء حماس والجهاد الإسلامي، كما تساعد بمنع العمليات، مصلحة أبي مازن بعدم السماح بالإرهاب من مناطق السلطة الفلسطينية، رغم غضبه الكبير على إعلان الرئيس ترامب.
قوات الأمن الاسرائيلية تحاول العثور على الخلية التي نفذت العملية، والمحتمل أن تكون قد خرجت من مدينة نابلس أو من أحد القرى المحيطة بها، حماس لديها في نابلس بنى واسعة من النشطاء التابعين للذراع العسكرية، ويبدو أنها خلية “نائمة” غير معروفة لـ “الشاباك”. ذراع حماس العسكرية باركت العملية، وفي بيان رسمي جاء أن هذا رد فعلي هدفه تذكير مسؤولي العدو أن ما هم قلقون منه قد تحقق، لكنهم في حماس والجهاد الإسلامي قد يكونون حذرين من إعلان مسؤوليتهم المباشرة عن العملية تحسبًا من رد عسكري إسرائيلي ضدهم في قطاع غزة.
مع ذلك، فهم يحاولون تشجيع العمليات وتشديد جهودهم منذ إعلان ترامب، وكذلك منذ تمير نفق الجهاد الإسلامي في “كيسوفيم”. لقد مر أكثر من شهر على إعلان ترامب والانتفاضة الفلسطينية متعثرة، وحسب مسؤولين في فتح، فإن أبا مازن حاول إيجاد تفسيرات من رؤساء أجهزة الأمن العام بشأن تلاشي الاحتجاجات الفلسطينية في الضفة، لكنه لم يتلق تفسيرات مقنعة؛ بناءً على هذه الخلفية يمكن النظر للعملية التي هدفها محاولة صب زيت على نار الاحتجاج الفلسطيني وتشجيع استخدام السلاح من أجل خلق صدى واسع للغضب الفلسطيني على إعلان ترامب.
بالإضافة لذلك، ثمة قلق كبير في المناطق من التقليص الأمريكي بميزانيات الأونروا، واحتمال أن توقف الإدارة المساعدات المالية للسلطة أيضًا، السلطة تشغل عشرات آلاف من الموظفين في الضفة، وأي مساس بهم سيضر الوضع الاقتصادي، لذلك هناك انخفاض كبير في عدد المتظاهرين المشاركين في “أيام الغضب” بالضفة، والغالب أنه خلال عدة اسابيع سيتوقف الدعم من طرف الدول العربية للاحتجاج الفلسطيني.
المحلل الفلسطيني ناصر اللحام، رئيس وكالة “معًا” الاخبارية والمقرب من الرئيس أبو مازن، كتب في الـ 9 من يناير مقالًا جاء فيه أن “الزعماء العرب غاضبون من محمود عباس، لأنه جرهم لموقف متطرف ضد الولايات المتحدة، وأنهم يحاولون الآن النزول عن الشجرة واعتبار إعلان ترامب حول القدس ليست كارثة كبيرة”. وأضاف أن “حركة حماس تدفع فتح لتصعيد وانتفاضة مسلحة في الضفة، في الوقت الذي غير معنية هي بحرب في قطاع غزة”.
هناك أهمية كبيرة للقبض على الخلية التي نفذت العملية بأسرع وقت، من أجل منع عمليات أخرى، وكذلك لوقف محاولة إشعال موجة عمليات في الضفة.
في الـ 14 من هذا الشهر، يُفترض أن يجتمع أبو مازن في رام الله بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير لمناقشة تداعيات إعلان ترامب ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وذلك وفقًا لمطالبة الكثير في صفوف فتح. رغم التقدير بأن أبا مازن لن يجازف ويتخذ خطوة كهذه؛ إلا أن على إسرائيل أن تصرح بشكل واضح بأن وقف التنسيق الأمني معها في الضفة هو “خط أحمر” سيكون له رد قاسٍ.
أطلس للدراسات