ترجمة خاصة عن موقع واللا ه العبري – حرب بدلًا من المصالحة : انتقام الجهاد سيقف في طريق حماس
ترجمة خاصة عن موقع واللا ه العبري الاخباري – بقلم آفي يسسخروف – 31/10/2017
كان من المفترض أن يكون هذا الأسبوع الأهدأ والأكثر احتفالية في قطاع غزة، غدًا الأربعاء يُفترض أن تنقل حماس – على الأقل نظريًا – السيطرة على المعابر الحدودية للسلطة الفلسطينية، كجزء من اتفاق المصالحة. فعليًا، إنها الخطوة الأولى للمصالحة التي من السابق للأوان معرفة إن كان لها تداعيات مستقبلية، لكن إن كان الحديث فقط عن خطوة رمزية، فهي إشارة إلى حد معين لاحتمالية عهد جديد في غزة. ومع ذلك، ما قامت به اسرائيل من تفجير للنفق في منطقة “كيسوفيم” غيّر فجأة خطاب سكان غزة، بدلًا من التحدث عن الوحدة، المصالحة، عودة السلطة وتحسن الوضع الاقتصادي؛ أصبحوا يتحدثون عن شهداء، تصعيد وأنفاق.
التصرف الإسرائيلي هو من المبررات التي تمت في الفترة الأخيرة، ومن هنا جاءت الصعوبة بالنسبة للجهاد الاسلامي للرد عليه، فمهاجمة النفق تمت في منطقة إسرائيلية، أي أن الحديث عن تصرف عدواني واضح من قبل الجهاد الإسلامي، بالتسلل للسيادة الإسرائيلية بهدف تنفيذ عمليات في يوم من الأيام. من الصعب التفكير بحجة مبررة أكثر لهذا التصرف الإسرائيلي، لكن النتيجة (8 شهداء و11 جريح) رفعت من جديد احتمال أن ترد حركة الجهاد الاسلامي وتطلق صواريخ نحو إسرائيل.
الرد الإسرائيلي على إطلاق كهذا لن يتأخر، وبعد ذلك سيأتي رد حماس. بالطبع، حركة الجهاد لديها كل الأسباب للبحث عن طريقة للانتقام او الرد على المساس بعناصرها، الحديث عن عدد خسائر الأعلى في صفوف الفلسطينيين منذ انتهاء عملية “الجرف الصامد”، لكن للحركة أيضًا أسباب لكظم غيظها، خصوصًا في ظل الضغط المتوقع ممارسته عليها من حركة حماس، التنظيم الذي يسيطر على غزة لا يريد تصعيدًا في الوقت الحالي، بل مصالحة. من أجل ذلك يُتوقع ان يصل للقطاع في الأيام المقبلة وفد لمسؤولين مصريين. في المقابل يُفترض ان يتم نقل معبري ايرز وكرم أبو سالم لمسؤولية السلطة الفلسطينية، هذا الانتقال غير دراماتيكي، حيث يتواجد في كلا المعبرين أفراد للسلطة وليس أفراد حماس.
مسؤول حماس في القطاع يحيى السنوار وزملاؤه لا يخفون رغبتهم بتحقيق ثلاثة أهداف في الفترة المقبلة: هدوء، هدوء وهدوء. يجب أن نتذكر أنه دون دعم من طرف حماس وسبب حقيقي للحرب فمن المشكوك فيه ان تسارع الجهاد لتأخذ 2 مليون شخص للحرب، في نهاية المطاف، سكان القطاع مثل رؤساء الجهاد الإسلامي أيضًا يدركون أن التنظيم ليس لديه سبب حقيقي للرد، فالهجوم تم في مناطق إسرائيل وهدفه إحباط عمليات، في نهاية المطاف، التنظيم يأكل الآن ما قام هو فعليًا بطبخه.
حقيقة أن النفق لم يكن تابعًا لحماس أعطت فرصة للكثير في إسرائيل وغزة من تنفس الصعداء. حماس – صاحبة السيطرة في غزة – لا تشعر بضرورة الرد ولا تخضع لضغوطات المجتمع الغزي. من ناحية أخرى، الفلسطينيون في القطاع يرغبون بالهدوء، بتحسن الظروف الاقتصادية والوحدة. رد الجهاد في فترة كهذه لن يخدم أهدافهم، حتى لو ذكرنا ان اثنين من بين الشهداء في النفق هم من أفراد القوة البحرية التابعة لحماس.
الآن بقيت هناك علامات استفهام كثيرة بحاجة لإجابة: ما هو التطور التكنولوجي الذي سمح لاسرائيل باكتشاف النفق؟ وهل هناك أنفاق هجومية لحماس اليوم وإسرائيل على علم بها؟ هل كانت إسرائيل تعلم بأن هناك نشطاء داخل النفق وأن مسؤول المنطقة الوسطى للجهاد داخل النفق؟ يبدو أنها لم تكن تعلم، على الأقل حسب تصريح المتحدث باسم الجيش، هل كان هناك محاولة لنقل رسالة للجانب الفلسطيني وحماس حول استخدام الأنفاق؟ وما مصير من يحاولون التسلل لاسرائيل من خلال الأنفاق؟ هل من المحتمل أن يكون هنا تخطيط لهجوم تم إحباطه؟ في هذه المرحلة يبدو أن المساس بالقادة كان محض مصادفة.
في يونيو 2006 هاجم سلاح الجو معسكرًا تدريبيًا للجان المعارضة الشعبية في القطاع، حينها كان جمال أبو سمهدانة هو مسؤول التنظيم. بالصدفة، خلال نفس الليلة كان أبو سمهدانة في المعسكر وتم اغتياله دون ان تخطط اسرائيل لذلك. هذا الحدث وقع في ذاك الوقت في ظل نقاشات حول وحدة فلسطينية حسب وثيقة الأسرى. بعد عدة أيام حدثت العملية التي أدت لاعتقال جلعاد شاليط، الوحدة توقفت حينها. هل هذه المرة أيضًا ستلاقي المصالحة مصيرًا مشابهًا أم ان الجهاد سيبتلع الضربة رغمًا عنه ويصمت؟ يبدو أننا سنرى الإجابة على ذلك خلال الأيام المقبلة.
أطلس للدراسات