ترجمات عبرية

ترجمة خاصة عن موقع واللا العبري – الحفاظ على الوضع الراهن أو تغيير قواعد اللعبة

ترجمة خاصة عن موقع واللا العبري الاخباري – بقلم أمير بوخبوط – 13/12/2017
حماس تُثير أعصاب الجيش الإسرائيلي، الذي عليه في نهاية المطاف أن يعطي توصيات للقيادة السياسية حول كيفية العمل ضد إطلاق الصواريخ التي تهدد سكان النقب الغربي، حيث اجتازت سبعة صواريخ الحدود الإسرائيلية منذ الخميس الماضي.
قبل أن نتقدم خطوة أخرى في التحليلات، من المهم أن نكتب باسم سكان النقب الغربي الذين يرون بأنه ليس هناك صفارات إنذار تدوي بالخطأ، فعليًا لا يهمهم إن كانت الصفارات قد عملت بالخطأ، لا يهمهم إن كان الصاروخ سقط في منطقة فلسطينية أو في منطقة مفتوحة في إسرائيل؛ إنهم يتعاملون مع كل الصفارات على أنها حقيقية، يهرعون للساحات المحمية وينتظرون التعليمات. بعد تصريحات المتحدث باسم الجيش التي تُهدئ من روع المواطنين، يبقون تحت التوتر والخوف، لذلك يجب على الجيش أن يعطي أهمية في معادلة الرد.
بشكل عام، لا شيء يحدث في قطاع غزة دون علم وموافقة مسؤولي حماس. وفي حالة استثنائية، حين قررت مجموعة “متمردين” في السابق إطلاق صواريخ تمت سرقتها من مخازن الجهاد الاسلامي؛ علمت أجهزة الأمن التابعة لحماس بالأمر بعد وقت قصير، ونفذت حملة اعتقالات وتحقيقات قاسية من أجل الوصول للحقيقة ومنع إطلاق صواريخ مجددًا، كل شيء يتم حسب المصالح الداخلية لحماس.
السلفيون هم أفضل مثال على ذلك، فهم يتحدون حماس في السنوات الماضية وفي الأشهر الأخيرة تحديدًا. الجماعة المتطرفة التابعة لـ “داعش” فرع سيناء وأفكار الجهاد العالمي هدأت قليلة بعد أن شعرت جيدًا بقوة حركة حماس؛ لذلك لا يجب علينا أن نُصدق بأن إطلاق الصواريخ يحدث دون علم وموافقة مسؤولي حماس، هذا هو النهج! في حال كانوا غير معنيين بتشكيل خطر على أنفسهم بصورة مباشرة يرسلون من ينوب عنهم. وعلى الجانب الإسرائيلي أن يُذكرهم بصورة لاذعة مقابل ذلك.
يوم الخميس قررت حماس ان إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، ردًا على خطاب ترامب بشأن القدس. كنوع من تنفيس الضغط، وربما أيضًا لتلقي تعاطف في الشارع الفلسطيني، وكذلك للتعبير عن غضبهم من خطاب الرئيس أبو مازن لإظهار أنهم أكثر عملية. يوم الجمعة كان قصة أخرى، وابل من الصواريخ تجاوز أحدها منظومة “القبة الحديدية” وسقط في “سديروت”، وقرر الجيش الرد بقصف ستة أهداف لحماس في نفس الليلة، الهجوم الأكبر منذ عملية “الجرف الصامد”، إسرائيل أرادت أن تنقل رسالة حادة اللغة. بعد يومين، بدا أن ذلك لم يردع حماس وباقي التنظيمات، ومجددًا شهدنا إطلاق صواريخ.
منسق أنشطة الحكومة في المناطق اللواء يؤاف مردخاي نقل رسالة تهديد بالعربية لقطاع غزة بألا يلعبوا بالنار وألا يختبروا صبر إسرائيل، وذكّر يحيى السنوار، الذي يهمه الشأن المدني منذ اللحظة التي استلم فيها منصبه، أن عملية في الشتاء لن تكون في صالحه، وسيكون صعبًا عليهم تجاوز شتاء كهذا. هم فعليًا لم يعودوا بعد لـ 8 ساعات كهرباء، وحالة موارد حكومة حماس ما زالت لا تسر.
بالرغم من ذلك، مهمٌ التأكيد على أن التهديد المركزي في هذه المرحلة على النقب الغربي هو عودة لفترة تنقيط الصواريخ وفقدان الردع الذي تحقق في عملية “الجرف الصامد”. ثمة سؤال يطرح نفسه الآن، وهو إن كان رئيس الأركان غادي ايزنكوت مستعد لتغيير قواعد اللعبة. هناك فرق من ناحية الجيش إذا كانت الصواريخ أطلقت نحو مناطق مفتوحة أو سقطت في مناطق فلسطينية، أو إذا كانت سقطت في تجمعات في النقب الغربي، “سديروت” أو مدينة مثل عسقلان. الآن حماس تعمل بحذر شديد، من أجل كسب أصوات الجمهور والاستجابة للمطالب داخل التنظيم، وربما أيضًا لخلق معادلة جديدة في إطارها تقول لإسرائيل أو لمصر “احتووني”.
ولذلك يمكن التقدير بأنه في حال استمر إطلاق الصواريخ، فإن الجيش سيحتاج لأن يشدد الرد. مجال العمل يتمثل في عدد الأهداف التي يمكن للجيش أن يستهدفها أو العودة للاغتيالات المستهدفة. قلق قيادة حماس، التي تتحرك بحرية منذ عملية “الجرف الصامد”، مقابل الهدوء، لو كان هناك شيء يردعهم بشكل كبير فهو الاغتيالات، مثال على ذلك عندما نشر الفلسطينيون حول عملية اغتيال أودت بحياة ناشطيْن من الجهاد الإسلامي شمال قطاع غزة، المتحدث باسم الجيش سارع ونفى الأمر بشكل قاطع، لأنه فهم أن الرسالة هي كسر القواعد والذهاب لتصعيد، الجيش غير معنيّ به. إطلاق صواريخ نحو عسقلان يفرض معادلة أمام رئيس الأركان: كيف عليه أن يتصرف؟ ليس هناك شك بأن هذه مهمة تحتاج لتفكير، وفترة قابلة للانفجار.
في الوقت نفسه، في الجيش الإسرائيلي يحاولون استخدام أنظمة متنوعة للكشف عن مطلقي الصواريخ في الوقت المناسب. الفلسطينيون ذوو الخبرة يعلمون جيدًا كيفية زرع الصاروخ في حفرة إطلاق وتحديد إطلاقه بمؤقت، كي لا يكون أمر كشفهم وضرب خلية نشطائهم ممكنًا. الليلة، الشمعة الأولى لـ “عيد الحانوكا” سوف تكون متوترة بالنسبة لقائدة منظومة الدفاع الجوية وقيادة الجيش، الذين سيحتاجون لأخذ قرار بشأن عمليات إطلاق أخرى حيث هم ذاهبون: تصعيد أو رد محدد لاحتواء الوضع، تغيير قواعد اللعبة أو الحفاظ على الوضع الراهن.
اطلس للدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى