ترجمات عبرية

ترجمة خاصة عن موقع واللاه العبري – بوتين وروحاني انتصرا في سوريا، وإسرائيل تواجه الواقع الجديد

ترجمة خاصة عن موقع واللاه العبري الاخباري – بقلم أورن نهاري – 25/11/2017
اللقاءات التي أجريت الأسبوع الماضي، والمكالمات الهاتفية أيضًا، أثبتت بشكل نهائي أن الكرملين يعلم – بل كل شخص في العالم – أن الحرب في سوريا قد حُسمت.
بقي فقط بعض عمليات الكنس، أعمال تنظيف وتجميل، لكن المعارك الحقيقية تتلاشى. وخلافًا للتصريحات التي قيلت ان سوريا ليس لديها حل عسكري؛ اتضح أن هناك حل بالتأكيد، وتم التوصل إليه بالفعل. من بين جميع الأطراف التي كانت، وجزء منها ما زال – متورطة بالقتال الوحشي ثمة خاسرون كُثر، وجهة واحدة هي التي انتصرت (مثلث دمشق، طهران وموسكو).
الحديث هنا ليس عن مثلث متساوي الأضلاع، وليس عن تحالف أخوة يرى أي تحرك وقت الحرب الأهلية، وبالتأكيد بعدها، بوضوح؛ بل تحالف ذو أخطاء فظيعة واخفاقات من قبل الطرف الثاني أدت للنصر. والآن، نعم، حان وقت توزيع الغنائم.
أيّ غنائم؟ سوريا غارقة بالخراب، أكثر من نصف سكانها لاجئون ومهجرون، اقتصادها مدمر؛ كل هذا صحيح، لكن الموقع حساس. ومن أجل التأكد من أن جهات مناسبة، بالنسبة لكل طرف، ستبقى على الحدود، اجتمع الأسبوع الماضي في موسكو الرئيس الروسي بوتين، روحاني وأردوغان لمناقشة الترتيبات.
اليوم نحن لسنا في القرن الـ 19 لنتحدث بوضوح عن تقسيم شعوب ودول أو حتى بالقرن الـ 20 لنتحدث عن مناطق تأثير. اليوم اللغة نظيفة، نتحدث عن “مراعاة المصالح” لكل دولة أو كل دولة ذات صلة.
وصل الأسد الأسبوع الماضي سوتشي للاجتماع ببوتين، الأسد يعلم جيدًا من الذي جعله المنتصر حتى خط النهاية، والثمن أيضًا واضح. واليوم، بعد أيام من صور الأسد وهو يشكر بوتين، وبوتين يشكر الأسد، وكلاهما يعلنان عن انتصارهما في الحرب على الإرهاب؛ يصل أردوغان وروحاني. على مر التاريخ، هذه الدول الثلاث حاربت بعضها البعض عشرات المرات، إحداهما ضد الأخرى، لكن اليوم علينا أن نتحدث.
على أردوغان أن يبتلع الكبسولة المُرّة، فهو أول من خرج ضد الأسد، والآن يرى انتصاره، لكن تركيا دولة مهمة، ولها أهمية بالنسبة لموسكو، فموقعها يجعل منها لاعبًا مهمًا في سوريا حتى في الأيام المقبلة؛ لذلك ستحصل تركيا على قطاع أمني وقدرة على استخدام حق الفيتو بشأن مصير الأكراد في سوريا، بالإضافة لتدخلها بالقضية الكردية في العراق.
إيران ستكون القوة الرائدة في سوريا باليوم الذي يلي الحرب، إيران وحزب الله سيكونون الجيش في الميدان، القوة البرية الرائدة. بناءً على توجيهاتهم سيبقى الأسد نفسه، وليس فقط هو، بل أيضًا نظامه. الرئيس السوري بإمكانه التحكم بشكل قليل في الدولة التي يسيطر عليها، على ما يبدو.
يُشكل السنة في سوريا أغلبية السكان، وكذلك الأكراد، الدروز، المسيحيين، ليسوا جميعًا سعداء ببقاء الحكم العلوي. الأسد نفسه وشركاؤه غير معنيين باندلاع العنف مجددًا؛ لذلك فإن المطالب بحل سياسي تعني تحديدًا إصدار أوامر من قبل الائتلاف الحاكم لعدد من جهات المعارضة التي ما زالت قائمة، وذلك بعد هزيمة “داعش” والقاعدة التي كانت القوة المحاربة الأخيرة تقريبًا ضد الأسد وحلفائه.
وباعتباره شخصًا مهذبًا، ومتعقلًا، يُطلع بوتين عدة جهات أساسية: سلمان السعودي، نتنياهو الإسرائيلي، ترامب الامريكي، آل ثاني القطري، والرئيس الفرنسي ماكرون على آخر التطورات، ويتحدث مع روحاني ونتنياهو.
الآن إسرائيل تتحدث مع روسيا، وتتلقى وعودًا متعلقة بالاستماع لمخاوفها، وبالفعل يستمعون، وإلى حد ما، بوتين يريد إرضاء اسرائيل، مع اعتبار بارد: صراع جوي، دون الحديث عن صراع بري بين قوات إيرانية وإسرائيلية، دون الحديث عن روس وإسرائيليين، غير جيد بالنسبة لموسكو. وبالتأكيد ليس في الساحة التي لدى إسرائيل فيها مصلحة واضحة: تدهور الأوضاع لمواجهة في هذا الوقت قد يضع عصا في دائرة التسوية المصاغة؛ لذلك يحاولون إرضاء إسرائيل.
لكن – وهذه “لكن” الكبيرة – إسرائيل لا تمتلك أي حق في النقض على ما يحدث قرب حدودها، مثلما لدى تركيا، ليس لديها أي أوراق تأثير على إيران، ليس لديها حليف مثل الولايات المتحدة قرب طاولة النقاشات التي يتم بها اتخاذ القرارات. الولايات المتحدة برئاسة ترامب وسلفه أوباما خرجت من سوريا ومن العراق دون النظر للخلف. المشكلة هي مشكلة إسرائيل.
الآن، التحالف الذي تقوده إيران هو المنتصر الأكبر، وكذلك حليفتها روسيا، ولكن هذا ليس تحالفًا مُحكمًا، فهو غير مرتبط بشراكة مصيرية أو ايديولوجية مشتركة، إنها شراكة مصالح، وتحالف مؤقت، وهم يعرفون ذلك، فقد تعاونوا من أجل بقاء نظام الأسد، والآن كل واحد منهم لديه هدفه الخاص، وطريقة مختلفة لتحقيقه. روسيا مكتفية بقاعدة استراتيجية آمنة في سوريا، وحصلت عليها، إيران تواصل توسيع تأثيرها وبنجاح. لقاء القمة في موسكو هو صورة غير بسيطة بالنسبة لدول كثيرة في المنطقة، لأغلب مواطني سوريا، ومصدر قلق متزايد لإسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى