ب. ميخائيلي يكتب – الآن، المعسكر الصهيوني، الآن
هآرتس – بقلم ب. ميخائيلي – 19/11/2018
الآن، اصدقائي الاعزاء في المعسكر الصهيوني. الآن حان الوقت للخروج من العلبة الحزبية والتحرر من الثبات الفكري والتغلب على الانعكاس البافلوفي. هذا هو الوقت المناسب للتمتع بالقليل من المسؤولية والقليل من المكر والقليل من الحكمة. الآن يجب ابتلاع البصق واغلاق الأنف وتقديم دعامات للأوزة العرجاء: قدموا لنتنياهو دعم برلماني خاضع كي يواصل حكمه حتى موعد الانتخابات، سواء كان الامر يتعلق ببضعة اشهر أو بالسنة التي بقيت حتى الموعد المحدد في القانون. فقط هدف واحد سيكون لهذا الدعم وهو انقاذ رئيس الحكومة من الامساك الابتزازي لشكيد – بينيت. هكذا، وهو متحرر من نير البيت اليهودي، يستطيع نتنياهو تجاهل انذار بينيت، ورؤيته وهو ينسحب من الحكومة لأنه لم يعين كقائد عام، وأن يواصل حكمه المعتاد المؤقت، دون أن يكون واقعا تحت رحمة الاصبع المجنونة لاورين حزان أو غيره.
لا شك أن بضعة اشهر اخرى لنتنياهو افضل الف مرة من يوم واحد لبينيت في وزارة الدفاع. هذا الرجل وحزبه الصليبي هم الخطر الاكبر الذي يهدد وجودنا وحتى حق اسرائيل في الوجود، اكثر من ايران ومن حماس وحتى اكثر من البالونات. إن اعطاء جزء آخر من السلطة الى أيد منفلتة العقال هو ببساطة عملية انتحارية.
اضافة الى ذلك، ذهاب بينيت وشكيد ايضا سيعطي وزارة العدل ووزارة التعليم وقفة حيوية لالتقاط الانفاس. صحيح أن هناك جزء لا بأس به من الدمار الذي قاما بزرعه هناك، لا يمكن اصلاحه ببضعة اشهر، ولكن من يعملون في هاتين الوزارتين المعذبتين يمكنهم تنفس الصعداء وتنفس القليل من الهواء النقي الذي لا توجد فيه ديكتاتورية الخوف وتصفية الحسابات.
من الناحية السياسية الخالصة ايضا هناك منطق في الاقتراح السابق. انتخابات الآن لن تفيد المعسكر الصهيوني، فهو سيدخلها بحجمه الحالي وسيخرج منها مثل دمية مصغرة. احتمالاته للحفاظ على قوته تبلغ الصفر، لكن بضعة اشهر من دعم السلطة وارسال عصابة البيت اليهودي الى بيته ربما تضيف له وجبة متواضعة من الصورة الجدية والمسؤولة. هكذا ربما سينجح في عدم خسارة الكثير من قوته. وعلى كل الاحوال، من الافضل أن يكون مربية مستعملة الآن على أن يكون دمية مصغرة بعد انتخابات تاريخية ستتركز حول سؤال من سيتعهد بقتل العرب أكثر.
فقط كلمة تحذير واحدة: هذه الخطوة السياسية يجب القيام بها بحذر، بتواضع وتفكير مسبق. محظور وضع شروط، محظور المبالغة في التحدث، محظور طلب مقابل. لا وزارات، لا تعهدات ولا وظائف. من اجل أن يعرف الجميع أن كل ذلك تم لصالح الدولة وابعاد من يريدون الاضرار بها من الداخل. يجب فقط اسماع تصريحات بهذه الصيغة: في وقت الازمة هذا، ازاء جبن ليبرمان الذي هرب من المسؤولية لاعتبارات سياسية، تهكم بينيت الذي يرقص على الدماء ويستغل معاناة سكان الجنوب من اجل اشباع شهوته للسلطة، قرر المعسكر الصهيوني دعم حكومة اسرائيل الحالية بدون البيت اليهودي من خلال الرغبة في اعادة الاستقرار والأمن لكل مواطني اسرائيل (لا شك لدي أنه يمكن ايجاد صيغ افضل لهذه الرسالة، وأنا أصغر من أن أتنافس مع قدرات التشويه لمحترفي الحملات الاسرائيلية).
في الختام، اليكم تأكيد خطي على اقتراحي: شعر نتنياهو القصير والمجعد (كما هو معتاد على تسميته بالانجليزية المؤدبة) هو مثل شعر شمشون. من يمسك به قوته كبيرة جدا، ومن يتخلى عنه – قوته تذهب مرة واحدة. اذا تصرف المعسكر الصهيوني بحكمة، هكذا يمكن ايضا هذه المرة.