ترجمات أجنبية

بوليتيكو- مايكل نايتس- إيران قد تهاجم مصالح أمريكية في الساعات الأخيرة لترامب أو الأولى لبايدن

موقع «بوليتيكو» الأمريكي –  بقلم  مايكل نايتس -3/1/2021

تحيي القيادة الإيرانية، في 3 يناير/كانون الثاني، الذكرى السنوية الأولى للغارة الجوية الأمريكية التي قتلت قائد فيلق القدس الجنرال “قاسم سليماني”، والقائد البارز بقوات الحشد الشعبي “أبو مهدي المهندس”، في وقت يبدو فيه العالم منشغلا باحتمال نشوب صراع مسلح وشيك في الشرق الأوسط.

وفي هذه الأثناء، تكثف الميليشيات العراقية التي ترعاها إيران الهجمات الصاروخية على المواقع الأمريكية وتفجر القوافل على جانب الطريق، وترسل الولايات المتحدة قاذفات من طراز “B-“52 وتنشر القوات البحرية الأشد قدرة على تنفيذ هجمات في الخليج.

وتكهن عدد من المراقبين بأن المواجهة العسكرية مع إيران ستكون آخر إجراءات الرئيس “دونالد ترامب” وأكثرها زعزعة للاستقرار قبل رحيله عن منصبه، لكن هناك احتمالات قوية بأن الانتقام لـ”سليماني” و”المهندس” قد يكون الأزمة الأولى لإدارة “بايدن” بدلاً من ذلك.

أدلة الانتقام الإيراني

هناك أدلة تتراكم منذ بضعة أسابيع لصالح فرضية حدوث مواجهة بعد انتقال السلطة في 20 يناير/كانون الثاني، حيث حذر المرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي” في 16 ديسمبر/كانون الأول، من أن انتقام إيران سيأتي “في موعده”، وبالتالي لن يكون بالضرورة تحت حكم “ترامب”، الذي تعهد بالرد بقوة إذا تعرض الأمريكيون للأذى.

أما داخل العراق، فقد حذرت “كتائب حزب الله” المدعومة إيرانيا، من الهجمات الانتقامية حتى رحيل “ترامب”. ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن “محمد الهاشمي”، مبعوث الحكومة العراقية الذي تم إرساله إلى إيران، قوله إنه كان يرجو من طهران أن تحافظ على الهدوء حتى تتولى إدارة “بايدن” الرئاسة من “ترامب”.

قد تكبح إيران شركاءها من الميليشيات حتى نهاية إدارة “ترامب”، ولكن ربما ليس بعد ذلك بكثير. وفي الدوائر الأمريكية التي يتم تقييم التهديدات فيها، يُنظر إلى انتقال 20 يناير/كانون الثاني على أنه قد يتزامن مع احتمال تصعيد خطير.

وهكذا، قد تكون إحدى واجبات “بايدن” الأولى هي الرد على هجوم مميت استهدف الأمريكيين في العراق أو سوريا أو منطقة الخليج. فقد اعتاد العراق على تقديم تحديات مبكرة للرؤساء الأمريكيين الجدد.

اختبار معدن الرئيس الجديد

يمكن أن تكون الأزمة العسكرية الأولى لرئيس جديد لحظة تأسيسية، لا سيما عندما يتخذ المنافسون من القوى العظمى و”الدول المارقة” إجراءات لاختبار معدن القائد الجديد. وسيحتاج “بايدن” حينذاك إلى تقييم عواقب الفعل أو الامتناع عن الفعل، وسيرغب جزء من قاعدته السياسية في تمييز الإدارة الجديدة عن الإدارة القديمة، ومد يد مفتوحة لإيران، في حين سيؤكد التقليديون في السياسة الخارجية على الحاجة إلى إظهار الحزم، خاصة إذا قتل أمريكي.

وتعتبر أفضل نتيجة للجميع؛ هي أن تدرك إيران ووكلاؤها أن ضرب المصالح الأمريكية في عهد “بايدن” ليس أكثر أمانًا ولا أقل مخاطرة من مثل هذه الخطوة في عهد “ترامب” بأي حال من الأحوال. وقد يعلن الرئيس المنتخب بوضوح قبل 20 يناير/كانون الثاني، أنه سيكون جاهزًا، من أول دقيقة وأول يوم، للرد بحزم على أي تهديد للأمريكيين.

وفي 20 يناير/كانون الثاني، يجب على الإدارة الجديدة أيضًا أن تشير بهدوء إلى إيران بأن يدها ممدودة، وأن تشير في الوقت ذاته إلى أن الانتقام من “ترامب” لا يزال انتقامًا من أمريكا، وسيضع عقبات إضافية أمام تخفيف العقوبات.

ويواجه فريق “بايدن” مشاكل في الوصول إلى المعلومات التي يتم توفيرها عادةً أثناء المرحلة الانتقالية، ويجب أن تكون الأولوية الأولى مراجعة الخيارات العسكرية التي تم إعدادها، من أجل تعريف الفريق بالوضع والسماح لهم بسرعة طلب الإضافات وإجراء عمليات الحذف.

ويعرف فريق الأمن القومي المتمرس التابع لـ”بايدن”، ولا سيما المرشح لوزارة الدفاع “لويد أوستن”، القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أن اللحظات المشحونة بعد الهجوم ليس الوقت المناسب للحاق بالركب أو لاكتشاف عدم وجود خيارات عسكرية على مستوى الحدث.

وإذا هاجمت إيران أوالميليشيات التي تدعمها في العراق المصالح الأمريكية في مرحلة متأخرة جدًا؛ لئلا يرد عليها “ترامب”، أو في وقت مبكر من رئاسة “بايدن”، فسيكون هناك تردد شديد بين تحقيق الردع السريع وإثبات مصداقية الولايات المتحدة، في مقابل الموازنة الدقيقة للحقائق والخيارات.

وإذا كان الهجوم قوياً بما يكفي لقتل الأمريكيين – الذين يتمتعون عادة بحماية جيدة – فربما تكون المليشيات تلقت إشارة البدء من إيران، ولكن يمكن للإدارة القادمة أن تنتظر للتأكد من هذا الارتباط، مع العلم بأن الرئيس الأمريكي الأسبق “بيل كلينتون” انتظر 72 يوما حتى ضرب جهاز المخابرات العراقي؛ نظرًا لدوره في محاولة اغتيال سلفه “بوش الأب” عام 1993.

وإذا ظهر دليل على دور إيراني، فإن إدارة “بايدن” يجب ألا تتوانى عن ردع الهجمات المستقبلية على الأمريكيين؛ لأن إيران لن تتردد في ضرب الأمريكيين، إذا اعتقدت أن هذا هو الحال. وما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله على الفور هو الإشارة إلى تكلفة أي هجوم على الأمريكيين، والرد على شبكة إيران الموسعة والاحتفاظ بخيار شن المزيد من الضربات الموسعة.

تهرب من المسؤولية

كلما وقعت هجمات صاروخية وتفجيرات ضد القوات الأمريكية في العراق هذا العام، اتضحت الشبكة المسؤولة عن الهجمات تمامًا للمخابرات الأمريكية في غضون ساعات أو أيام. وعادة ما تكون مزيجا من المجموعات الطليعية الثلاث للشبكات العراقية، “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق” و”حركة حزب الله النجباء”، وهذه المجموعات عرضة للضربات.

يعمل شركاء الميليشيات الإيرانية بجد كل يوم لإخفاء مسؤولية الهجمات على أهداف أمريكية في العراق؛ مما يؤدي إلى ظهور عدد مذهل من الأسماء الجديدة للكتائب؛ مثل “أهل الكهف”، و”سرية قاصم الجبارين”.

وفي 13 مارس/آذار، نجحت هذه التكتيكات في منع بريطانيا من الانضمام إلى ضربة أمريكية في العراق؛ للانتقام لقتل أمريكيين وبريطاني على أيدي هذه المليشيات. ووقفت الطائرات البريطانية مملوءة بالوقود ومسلحة على المدرج، فيما يتجادل محامو الحكومة حول على من يقع اللوم بالفعل ومن يجب استهدافه، وفي النهاية، لم تستطع إدارة “ترامب” إقناع البريطانيين بأن “كتائب حزب الله” كانت الهدف الصحيح، ورفض المسؤولون البريطانيون السماح لطائراتهم بالإقلاع، وستعمل إدارة “بايدن” على تقوية الردع إذا لم تسمح للمهاجمين المحتملين بلعب هذه اللعبة.

وبالرغم أن التنصيب في 20 يناير/كانون الثاني سيكون لحظة مبهجة لـ”بايدن” وفريقه، إلا أنها أيضًا لحظة يمكن فيها اختبار قوته. ووفق ما أظهره التاريخ، فإن إيران تختبر عزيمة الإدارات الأمريكية، ويمكنها أن تتحدى رئيسًا أمريكيًا وتجلس في الوقت ذاته إلى طاولة المفاوضات.

تكافح إيران لكبح جماح وكلائها عن السعي للانتقام، لكنها قد ترى أن تولي إدارة “بايدن” هو أول لحظة آمنة للقيام بذلك، وسوف تراقب الدول الأخرى ذات الميول العدوانية الوضع عن كثب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى