ترجمات عبرية

بن كاسبيت : احتجاجات حيفا تؤكد أن هناك شيء سيء يمر على الدولة

معاريف – بقلم  بن كاسبيت – 21/5/2018

هل تعرض حقًا جعفر فرح، مدير مركز “مساواة”، للضرب على يد أفراد الشرطة؟ هل كُسرت ركبته فعلًا خلال عنف الشرطة بعد اعتقاله؟ حتى هذه اللحظة لا إجابة موثوقة لهذا السؤال. على شرطة اسرائيل، مفوض الشرطة الذي يترأسها والوزير المسؤول أن يردوا على هذا السؤال في أقرب وقت، وعلى قسم تحقيق الشرطة أن يحقق في هذه القضية بدقة.

هذا غير مرتبط بالمظاهرة نفسها، هذا مرتبط بالدوافع والشعارات التي سمعت بها “بالروح، بالدم نفديك يا غزة”، هذا مرتبط بحقيقة أنه في دولة ديمقراطية يُسمح بالتظاهر حتى في الأمور المثيرة للجدل، وحقيقة أنه يسمح للشرطة أحيانًا باستخدام القوة من أجل فرض النظام؛ لكن غير مسموح للشرطة أن تنهال بالضرب المبرح على المعتقلين بعيدًا عن الكاميرات. عرب، يهود، اثيوبيين، حاريديم، اشكناز، وسفارديم، لا أحد منا يريد أن يعيش في دولة شرطة، حدث هذا مع نشطاء اليمين، حدث هذا مع نشطاء يسار، ويحدث طوال الوقت مع الاثيوبيين، حتى الحريديم شهدوا ذلك؛ عنف شرطة سيء ومؤذٍ للجميع.

بعد أن قلنا ذلك، يجب ان نطرح عدة أسئلة لا تقل حدتها بالنسبة لباقي المشاركين في ملحمة الأيام الأخيرة. فلنبدأ بالمتظاهرين العرب ونشطاء اليسار، متى كانت آخر مرة أدنتم فيها الإرهاب الذي تمارسه حماس؟ متى كانت آخر مرة تظاهرتم فيها ضد حقيقة أن حماس تواصل الاعلان أنها لن تضع سلاحها حتى القضاء على إسرائيل؟ متى كانت آخر مرة توجهتم لسكان غزة وطلبتم منهم تقرير مصيرهم وأن يحققوا لأنفسهم حكمًا إنسانيًا وأكثر منطقية؟ متى كانت آخر مرة احتجيتم بها على استمرار حفر الأنفاق وإهدار الموارد العامة للغزيين على جهود لا جدوى منها؟ متى كانت آخر مرة قام بها شخصية عامة عربية (وليس أيوب قرا) وقال الحقيقة لجمهوره؟

هذه هي الحقيقة: اسرائيل خرجت من قطاع غزة حتى آخر سنتيمتر، لقد أخلت 21 مستوطنة مزدهرة، اجتثت حقول وحدائق واستقرت على الخط الأخضر، الخط الذي ترغبون أن ترونه كحدودٍ بيننا. بدلًا من التطرق لهذه الخطوة لدليل لما قد يحصل في الضفة أيضًا، استغلها الفلسطينيون لتحويل غزة لعش صواريخ وأنفاق. لو كان استغل الفلسطينيون الانسحاب الاسرائيلي ببناء حياتهم وبيوتهم والبدء بطريق جديد، لما حدث الحصار، ولا الإغلاق، ولا الحاجة، لكانت حياتهم ستكون مزدهرة ومنتعشة وحياة جديدة أكثر جمالًا.

هذه هي الحقيقة، أصدقائي، أنتم تعرفونها لكنكم تفضلون أن تغلقوا أعينكم وتستمروا في صراخ شعاراتكم الفارغة، حقًا، هل تريدون أن “تفدوا غزة بالروح والدم”؟ مسموح أن نسألكم “دم وروح من”؟ انظروا حولكم، انظروا ماذا فعلت هذه الشعارات بإخوانكم في أنحاء الشرق الأوسط، لهناك أنتم تريدون أن تصلوا؟ عليكم أن تفدوا غزة بطريقة مختلفة تمامًا. اسرائيل قامت بالخطوة الأولى، الصعبة والضرورية في طريق الفداء هذا، خسارة أنه لم يكن لديها شريك.

آخرين في حملة الاحتجاج هم متظاهرو اليمين، لكن في الغالب قادتهم: نتنياهو، الذي صمت طوال العطلة لكنه غير معروف كمن اعتاد على إطفاء حرائق من هذا النوع. ليبرمان، الذي يركب على ظهر أيمن عودة وزملائه بسعادة، وجلعاد أردان الذي يحاول الاستفادة من هذه القصة ببعض الأرباح السياسية. في دولة منظمة ذات قيادة مسؤولة، لا أحد يجرؤ على تحويل حوالي 20% من السكان لأعداء من الداخل، أولًا: هذا ليس صحيحًا، ثانيًا: هذا ليس من الحكمة: ثالثًا: لأن هذا تحريض.

كل من يعيش هنا يعلم أن الغالبية العظمى لمواطني إسرائيل العرب موالون للدولة، يقدرون كونهم مشاركين فيها ويصلون ثماني مرات يوميًا من أجل قوتها ونجاحها، خشية أن يضطروا للعيش مثل باقي عرب الشرق الأوسط. في أحداث كهذه، على القادة ان يتصرفوا بصورة معاكسة تمامًا لما يفعله قادتنا: خفض حدة اللهب، تبريد المشاعر، دعوة الجميع للنظام. لكن حين يفكر كل واحد، من اليمن واليسار، من الجانب اليهودي والعربي، فقط بصناديق الاقتراع والشبكات الاجتماعية، ستكون النتيجة هي ما حصلنا عليه، وهذا سيء للغاية.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى