ترجمات عبرية

بن درور يميني يكتب – من يوميات صوت طائش تصارعوا على صوتي

يديعوت – مقال – 24/1/2019

بقلم: بن درور يميني

نتنياهو أحيانا يسحرني واحيانا يخيفني. يئير لبيد نجح، جزئيا على الأقل، في الانقطاع عن الانقسام القطبي بين يسار ويمين – وهذا انجاز بحد ذاته، ولكن مذهبه السياسي لا يزال غامضا. آفي غباي بالذات بدأ على نحو جيد، ولكن هنا وهناك يغرق في تأثير الجناح الميرتسي في حزبه. ورغم ذلك، فالحديث يدور عن حزب صهيوني ماضيه العظيم يؤثر على حاضره أيضا. بني غانتس خرج من الخندق مع بث دعائي يروي عن مقتل 1.364 مخربا. وقد تعرض لهجوم واسع من اليسار، وكانت هذه مناورة ممتازة لان هذا بالضبط ما كان يحتاجه كي يستقر في الوسط. اليمين يقول انه يسار، والان اليسار يقول انه اليمين. ولكن في هذه الاثناء هذه مجرد دعاية. ينبغي أن ننتظر حتى ظهوره العلني الأول – وهناك فانه سيزن كل كلمة.

هذا لا يعني ان ليس للمترددين مواقف. فهم لديهم مواقف بالتأكيد. في المواضيع الجوهرية، مثل توسيع مشروع المستوطنات اليمين يخيفني. فهل هذا يجعلني يساريا؟ لليمين، المعتدل على الأقل، توجد ادعاءات جدية جدا. في مواضيع مبدئية، مثل الفاعلية القضائية، كنت ضدها حتى قبل أن اعرف من هو دانييل فريدمان. فهل هذا يجعلني يمينيا؟ باختصار – مثل مترددين آخرين، مع مواقف مختلفة عن مواقفي – نحن بعيدون عن التقسيم المضني بين يسار ويمين.

كم مقعدا يساوي الصوت الطائش؟ بقدر ما أنجح في تحليل استطلاعات الرأي العميقة، فالحديث يدور عن الكثير من المقاعد. ربما ثلث الجمهور. عدد كبير من المحللين والمفكرين يضحكون علينا. “أناس بلا عمود فقري”. لا يوجد هراء أكبر من هذا. المترددون هم أولئك الذين يفكرون، ينظرون، يفحصون الادعاءات بعمق، وليس بشكل شخصي. المصممون هم الأشخاص العالقون – في كل موضوع معين موقفهم معروف مسبقا. هم منغلقون. هم لا ينصتون. لا يوجد أي احتمال لان يتعاطوا بجدية مع ادعاء احد ما من المعسكر المضاد. اما المترددون بالمقابل فهم الوحيدون المستعدون لان يعيدوا النظر في المسار. موقفي الأسبوع الماضي ليس بالضرورة موقفي هذا الأسبوع. الحقائق قبل كل شيء، وبعد ذلك الهراء. لان الحقائق الجديدة يفترض ان تغير الآراء القديمة.

ولما كنت عينت نفسي ممثلا للاصوات الطائشة (تعيين مؤقت، فانا أتعهد بان اعتزل في اقرب وقت ممكن)، وبالتالي فليسمح لي أن أقول اننا ننصت. ووجدنا، وانظر العجب، ان هناك أيضا يمينيون ويساريون يحملون ادعاءات جدية. الحقيقة المطلقة ليست في جيب احد. وهذا بالتأكيد يستوجب التفكر. حياة المصممين سهلة وبسيطة. حياة المترددين اصعب بكثير. ولكنها مشوقة اكثر بكثير.

إذن لمن سأصوت؟ صحيح حتى هذه اللحظة ليس عندي أي فكرة. بالتأكيد ليس لواحد من الأحزاب المتطرفة. وفي كل الأحوال، لا يوجد حزب يمثل ارائي في كل المواضيع المركزية. هكذا بحيث انه حتى الانتخابات سيظهر بين الحين والآخر هذا المقال، “يوميات صوت طائش” ستكون فيه بالأساس ترددات، مواقف من الانتخابات التمهيدية في الأحزاب، من الدعاية الانتخابية، من تصريحات قادة الأحزاب ومن المرشحين للكنيست، وغيرها وغيرها. في نهاية المطاف – لن اصوت للحزب الأفضل، لانه لا يوجد كهذا، بل للحزب الأقل سوءا. هكذا بحيث انه مع انطلاق عمود الرأي هذا، عندي رجاء من السياسيين الذين يتحدثون المرة تلو الأخرى عن “القاعدة”: كفى. يكفي. “القاعدة” في جيبكم. نحن فقط، المترددين، سنقرر نتائج الانتخابات. إذن رجاء، خذونا على محمل اكبر من الجدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى