ترجمات عبرية

بن درور يميني يكتب – الجبهة الايرانية : المقاطعة العربية الجديدة

يديعوت – بقلم  بن درور يميني – 28/1/2019

كان يفترض أن يعقد الاسبوع الماضي مؤتمر اقتصادي عديد المشاركين. لم يكن صخب دولي. لم تكن مظاهرات في الجامعات. الـ بي دي اس لم تدخل الى حيز العمل. ورغم ذلك، فشل المؤتمر. هذا لم يكن مؤتمرا كان يفترض أن يكون في تل ابيب أو في القدس. كان هذا هو المؤتمر الاقتصادي الرابع للعالم العربي الذي يعقد في بيروت، في ظل المقاطعة من جانب زعماء الدول العربية، باستثناء حكام قطر وموريتانيا.

هل يقاطع العالم العربي لبنان؟ رسميا – لا. عمليا – نعم. مثل أمور كثيرة اخرى في الشرق الاوسط، هذه المرة ايضا كان السبب هو ايران. لبنان، كتب عبدالرحمن الراشد، المحرر السابق لصحيفة “الشرق الاوسط” ومدير عام قناة “العربية” كان يمكن ان يكون الدولة الاكثر ازدهارا في العالم العربي. ولكن هذا لم يحصل. لان ايران هي المسيطرة في لبنان، من خلال حزب الله.

يسير الراشد خطوة الى الامام ويوضح: “تتحكم بالمنطقة سلسلة أزمات القاسم المشترك بين معظمها هو الصلة بايران. لشدة الاسف، لن يكون لبنان مستقرا، الفلسطينيون لن يحققوا دولة ولا حياة مدنية، وليس لليمن، للعراق، لسوريا وللبحرين أمل بمستقبل افضل طالما تواصلت السياسة الايرانية لاحلال الفوضى فيها”. وحيال مدرسة رئيس الولايات المتحدة الاسبق، جيمي كارتر ووزيرة الخارجية السويدية، مارغوت ولستروم، اللذين يطوران نظرية ان “كل شيء بسبب قمع اسرائيل للفلسطينيين” تقف محافل شجاعة في العالم العربي، مثل الراشد، وتوجه اصبع الاتهام نحو ايران.

ايران، دون صلة بالمؤتمر الذي فشل في بيروت، غارقة في المشاكل. وحتى تحقيق الاتفاق النووي أدت العقوبات ضد ايران الى الهبوط في الناتج القومي الخام للفرد من 7.832 دولار في 2012 الى 4.862 دولار في العام 2015. وأدى الاتفاق النووي الى الارتفاع الى 5.593 دولار في العام 2017. ولكن منذ قررت الولايات المتحدة استئناف العقوبات أخذ وضع ايران بالتدهور. منذ سنين والدولة تعاني من الجفاف، ومنطقة طهران نفسها توجد في افول من شأنه أن يلحق مصيبة بيئية بحجم لم نشهده من قبل. والجارة الوحيدة التي توجد لها قدرة على مواجهة مصائب الجفاف هي اسرائيل. بل ان نتنياهو عرض المساعدة. فهذا يمكنه أن يكون رائعا لو أنه بدلا من الخصام على تطوير السلاح النووي وتمويل التآمر في كل زاوية ممكنة في العالم العربي – كانت ايران مستعدة للتعاون الاقليمي. ولكن ايران تفضل استثمار المليارات في صناعة الموت، وليس في حل المشاكل العسيرة التي تغرق فيها. ينبغي الاعتراف بان هذه هي مشكلة الاسلام المتطرف، السُني والشيعي في كل مكان يبدأ بالازدهار فيه. فهو يفضل الدمار والخراب على التنمية والازدهار.

هنا تدخل الى الصورة احدى الخدع العالمية للعصر الحالي والذي تقف الـ بي دي اس في مركزه. الـ بي دي اس بالفعل تلحق ضررا بالوعي لاسرائيل. اما الخدعة الاكبر فهي انها تنجح في قلب الامور رأسا على عقب. بدلا من أن تعترف النخب المثققة في الغرب بحقيقة أن المشكلة المركزية للعالم الاسلامي هي التطرف الديني والجهاد، تعنى تلك النخب بتطوير فرية أن اسرائيل هي المشكلة. هذه النخب لا تساعد المسلمين على الاطلاق والفلسطينيين بالخصوص. بل العكس. تشكل ذراعا دعائيا لايران، وفي حزب الله وحماس. هذا طريق ممتاز لتخليد المشكلة. هذا ليس الطريق للتغيير.

من الزاوية العربية بالذات – تبدو الامر مختلفة. فكلمة “لاجئين” ذكرت بالفعل في المؤتمر المرة تلو الاخرى. ولكن بخلاف الماضي، يدور الحديث عن لاجئين من سوريا. اما الفلسطينيون فلم يذكروا. فقد اصبحوا نوعا من المرض العضال. لا يوجد توقع حقيقي في أن تحل المشكلة. ولكن كي لا يصبح اللاجئون هم ايضا لاجئين الى الابد، فان الاحاديث عن العودة الى سوريا، طوعا أو بغير طواعية، تنال الزخم.

مهما يكن من أمر، لقد أجاد الراشد في وصف ايران بانها المشكلة المركزية للمنطقة. هذا وصف مقبول من معظم زعماء الدول العربية، الذين يشبه موقفهم موقف اسرائيل. خسارة فقط أن ما يفهمونه اكثر فأكثر في الدول العربية يفهمونه أقل فأقل في اوساط دوائر التقدم في الغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى