ترجمات عبرية

بن – درور يميني : معضلة الجيران غير المرغوب فيهم – العنصرية المتنورة

يديعوت – بقلم  بن – درور يميني – 18/6/2018

في الاسبوع الماضي جرى في كيبوتس بيت هعيمق تصويت حول استيعاب ثلاث طالبات لجوء أمهات معيلات وحيدات واطفالهم. باغلبية 92 ضد 87 اتخذ قرار ضد الاستيعاب. لا يدور الحديث عن كيبوتس آخر: يدور الحديث عن كيبوتس مع نسبة اعلى من التأييد لميرتس مقارنة بالمتوسط في كيبوتسات الحركة الكيبوتسية. في جنوب تل أبيب لم يجر أي تصويت. فمن هم حتى يسألوهم؟ من هم حتى يكون لهم الحق في أن يكونوا اسيادا لمصيرهم؟ في العفولة ايضا حيث جرت الاسبوع الماضي مظاهرة ضد بيع شقة لعائلة عربية، احد لم يسأل احدا.

في باقي الكيبوتسات صوتوا في صالح قبول طالبي لجوء افراد. ماذا كان يحصل لو كان التصويت على استيعاب مئة عائلة؟ النتائج معروفة مسبق. اكثر من 40 الف شخص يعيشون في العفولة، 150 تظاهروا، ولكن في الكتاب ضد سكان العفولة جاء في الصحيفة للناس الذين يعتقدون انهم متنورون: “المياه العادمة التي تتدق عندنا، وفقا لروح العصر، مكشوفة ونتنة”. لم يكن ذكر للتصويت في الكيبوتس، بالتوازي مع المظاهرة في العفولة. هناك، لم يكن الحديث يدور عن 150 من أصل 40 الف، بل عن اغلبية 92 من اصل 179. ولكن العنصرية يجب أن تلصق باولئك الذين “ليسوا منا”.

يمكن الافتراض بانه لدى معظم كتاب المقالات ضد العنصرية فان العرب وطالبي اللجوء ليسوا هم الجيران في الباب المقابل. وماذا يحصل عندما يأتون؟ في مدن عديدة في الغرب توجد ظواهر “الهروب الابيض”. فالاجانب يأتون، والقدامى يهربون. “هذا ليس سياسيا”، قالت نوريت بركاي من بيت هعيمق، “بل الخوف من المختلف، الغريب، غير المعروف”. في العفولة ايضا يخافون، وكذا في سلوان وفي الشيخ جراح لا يريدون يهودا. لان الغرباء، احيانا، وفقط احيانا، ليسوا ضيوفا مرغوبا فيهم.

ان الاعتراض على الانسان فقط بسبب أصله هو عنصرية. عندما يأتي اليهودي للسكن في ميونخ، فهو لا يريد أن يستغل. وهو لا يعارض وجود المانيا. لا يعنى باعمال الشغب، مثلما حصل في الاسابيع الاخيرة في جنوب تل أبيب. ومن لم يرغب فيه ذات مرة، في الايام الظلامية، ومن لم يرغب فيه اليوم – هو عنصري حقا. ولكن ليس كل اعتراض هو عنصرية. في الاتفاق الذي بادر اليه الاتحاد الاوروبي والامين العام السابق للامم المتحدة، كوفي عنان، بالنسبة لقبرص، يظهر قيد هام على نسبة اليونانيين الذين يسمح لهم بالسكن في كل قرية في الطرف التركي من الجزيرة، رغم أنه حقا منذ زمن غير بعيد، في 1974، طردوا من هناك. فهذه لم تكن عنصرية، بل طريقة لمنع الاحتكاكات والمشاكل. هذا اعتراف بحق تقرير المصير، ليس فقط على الصعيد الوطني بل والمحلي ايضا.

على ذات الخلفية، حين يصل الى حي فلسطيني احد ما يريد أن يستغل الفلسطينيين – فانه هو المشكلة، وليس اولئك الذين لا يريدونه. وعندما يأتي الى حل يهودي أحد مؤيدي رائد صلاح او حنين الزعبي – فهو المشكلة، وليس اولئك الذين لا يريدونه. لان التتمة معروفة، وهي غير لطيفة، فما الذي يفترض مثلا ان يشعر به لوطي بريطاني امام جار مسلم، حين يكون معظم المسلمين في بريطانيا يؤيدون اعدام اللوطيين خارج القانون؟ الجواب بسيط: اذا كان في اللحظة التي يصبح فيها الغريب أغلبية فانه سيطردك من الحي، فلا يوجد أي واجب لجعله جارا.

وفقا لكل اختبار عادل، فان العنصرية، اذا كان الحديث بالفعل يدور عن العنصرية، فهو اكثر لمن يرفض قبول ثلاث عائلات صغيرة من الامهات المعيلات الوحيدات مما هم سكان العفولة او جنوب تل ابيب. ولكن يا لنا من رائعين، تقول لنفسها المتنورة التي كتبت عن النتنين من العفولة. وكاتبة اخرى في ذات الصحيفة وفي ذات السياق احتجت على أفول “المساهمة المميزة لبصيص النور التل أبيبي الى ظلامية الزمن الاسرائيلي”. فالمرء يقرأ ويفرك عينيه. فالادعاء بالتنور يبلغ ذرى جديدة. جماعة لاهفا المتطرفون ما كانوا ليقولون هذا بشكل افضل. شعب مختار. تفوق حيال الظلامية. هي وهم واحد هما. معظم العفوليين ليسوا عنصريين. ولكن احيانا اولئك الذين يكتبون عنهم، يكشفون عنصريتهم أنفسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى