بن درور يميني : لنؤدي التحية لرئيس الاركان
بقلم: بن درور يميني ، يديعوت – مقال افتتاحي – 17/7/2018
ذات يوم من شأن هذا أن يأتي. ثمة من يريدون تسريع هذا اليوم. هذا مشروع حياتهم. فهم يرون بجنود وضباط الجيش الاسرائيلي مجرمين، يحاولون ارسالهم الى كل محكمة في دولة اجنبية أو الى المحكمة الدولية في لاهاي. هنا وهناك توجد لهم نجاحات صغيرة. اما ضباط الجيش الاسرائيلي وغيرهم من المسؤولين فقد اضطروا منذ الان الى تفادي المدعين العامين من دائرة كارهي اسرائيل. بعد اسبوع او اسبوعين، وربما بعد سنة، ستكون مواجهة اخرى مع غزة. ولعلها في بدايتها منذ الان. وعندها سيضغط المدعون العامون على دواسة الوقود. وسيستأنفون مساعيهم.
هناك احتمال جدي في أن تفشل مساعيهم، وهذا سيحصل ايضا لانه بين قادة دولة اسرائيل يوجد في هذه الايام أيضا رئيس الاركان، غادي آيزنكوت. في اليوم الذي يأمر فيه الجنود بفتح النار على الفتيان، فانه في واقع الامر سيتركهم لمصيرهم. ولكنه يقف بالمرصاد، وهو لا يتحمس. يعرف ان ضبط النفس يكون أحيانا قوة، حتى لو كان يغيظ ويثير الاعصاب. صحيح أن صاخبي الشبكات الاجتماعية غاضبون، ولكنه سبق أن صمد قبل الان في اوضاع اصعب.
وبشكل عام، هناك لحظات في حياة الامة يتعين فيها على المواطنين ايضا، وليس فقط على الجنود ان يؤدوا التحية لرئيس الاركان. هذا الاسبوع كانت لنا مثل هذه اللحظة. ليس واضحا اذا كان التسريب الذي نشر من جلسة الكابنت أول أمس دقيقا، وهذا ايضا اقل اهمية. الاهم هو أن غادي آيزنكوت يبرز كمنارة الحكمة. فهو لا ينتمي لشرطة الاداب. كما انه ليس سياسيا وليس مرشدا سياسيا في الجيش. ولكنه اذا كان قادرا على ان يسمع موقفا قيميا واخلاقيا – فهو بالتأكيد جدير بالتحية والاكبار، لان الموقف الاخلاقي والقيمي يجعل اسرائيل اقوى وليس اضعف.
لقد نسي بعض من وزراء حكومة اسرائيل بان الجيش الاسرائيلي يواجه جبهتين. في احدى الجبهتين يعمل ضد تسلل ايران الى سوريا، ضد حماس وضد كل من يوجه تهديدا حقيقيا لحياة سكان دولة اسرائيل. في الجبهة الثانية تتصدى اسرائيل في حملة اعلامية تحاول جعل جنود الجيش الاسرائيلي مجرمين. ورئيس الاركان يقف على رأس الذراع التنفيذي للدفاع عن اسرائيل. والدفاع عن اسرائيل يتضمن ايضا دفاعا عن جنود الجيش الاسرائيلي في وجه اولئك الذين يريدون رفع لوائح اتهام دولية ضدهم. اذا لم يفعل هذا – فانه سيتهم باهمال اجرامي لضباطه وجنوده، وعن حق
يعرف رئيس الاركان، مثلما نعرف جميعنا بانه يمكن هزيمة حماس. صحيح أن مصر لا تنجح في عمل هذا لرجال انصار المقدس، وصحيح أن كل القوة الروسية لم تنجح في هزيمة المجاهدين ولا الثوار من الشيشان، رغم الدمار والخراب. ولكن اسرائيل يمكنها، واسرائيل يمكنها ايضا أن تمحوا من على وجه الارض مطلقي البالونات. هذه لن تكون الحملة الاصعب في تاريخها.
ولا يزال ينبغي السؤال: هل كل ما يمكن لاسرائيل أن تفعله هو ايضا ما ينبغي أن تفعله؟ فبعد لحظة من تصفية سبعة أو عشرة فتيان من خلايا البالونات ستكون اسرائيل عرضة لهجمة دولية. اولئك الذين يصرخون بان جنود الجيش الاسرائيلي مجرمون – سيرفعون مستوى الصمت. وسيجندون المزيد والمزيد من الصارخين. في الحملتين السابقتين، الرصاص المصبوب والجرف الصامد، نجحت كتائب الصارخين في المس بقدرة اسرائيل القتالية. فهل يعتقد أحد ما بجدية بانه يمكن المس بالفتيان، حتى لو كانوا متماثلين مع حماس، وان هذا سيمر بلا رد فعل؟
اسرائيل لا تتخذ نهج “القصف المتواصل” لاسباب اخلاقية. وهي لا تمس بمطلقي الطائرات الورقية والبالونات ليس لانها لا تستطيع، بل لاسباب اخلاقية. وهي لا تقصف مناطق سكنية، لاسباب اخلاقية. صحيح ان الجيش البريطاني فعل هذا في برزدن، والجيش الامريكي في طوكيو، وهذا حصل مرة اخرى، تماما منذ وقت غير بعيد، في الموصل. ولكن ليس كل ما يفعله الاخرون ينبغي لاسرائيل أن تفعله. فعلى أي حال سيناكف كارهو اسرائيل الف مرة ومرة على أن الجيش الاسرائيلي هو جيش اخلاقي. هذا لا يجعله جيشا اضعف بل بالعكس. هذا يجعله جيشا أقوى. وهذا يحصل ايضا بفضل رئيس اركان يعرف كيف يضع خطوطا حمراء. صحيح ان هذا يثير الاعصاب احيانا، ولكن كل بديل آخر، لضربة واحدة وانتهينا، سيضر أكثر.
هكذا بحيث أنه لا توجد أي حاجة للتأثر بالانتقاد الذي اطلق في الايام الاخيرة على رئيس الاركان. كل من له عينان في رأسه، كل من يحرص على جنود الجيش الاسرائيلي، يجب أن يتوقف للحظة وان يؤدي التحية لرئيس الاركان.