ترجمات عبرية

بن درور يميني – تشاد ليست الجانب الصحيح من الخريطة

يديعوت – مقال افتتاحي – 22/1/2019

بقلم – بن درور يميني

يمكن لرئيس الوزراء أن يسجل لنفسه هذا الاسبوع انجازا سياسيا آخر: استئناف العلاقات مع تشاد. وينطوي هذا الانجاز الى سلسلة لا بأس بها من النجاحات السياسية – من تحسين العلاقات مع الهند عبر دول افريقية تحتاج اسرائيل وحتى سلسلة من الدول في وسط – شرق اوروبا التي تدع اسرائيل.

ولكن حيال هذه الانجازات يبرز الفشل الاكبر لنتنياهو – الولايات المتحدة. صحيح، العلاقات مع ترامب ممتازة، والسفارة الامريكية في عملية نقل الى القدس. ولكن ترامب، اغلب الظن، هو مظهر قصير  المدى. اسرائيل تضعف في الولايات المتحدة. النخب فقدناها منذ زمن بعيد. بعد ذلك اغلبية اليهود الامريكيين. والان تتسلل الروح الشريرة الى داخل الحزب الديمقراطي، الذي أدخل الى الكونغرس مؤيدي حركة البي.دي.اس. اليمين يستخف بالمعسكر الليبرالي في الولايات المتحدة. وهو يواصل الحماسة من استطلاعات الرأي العام التي تشير الى استمرار الدعم لاسرائيل. غير أن هذا وهم. لانه أولا، ذات مرة كان الدعم من الحزبين. هذا لم يعد. الدعم لاسرائيل في اوساط مقترعي الديمقراطيين آخذ بالانخفاض. ثانيا، كلما نزلنا في العمر، الدعم لاسرائيل يضعف. وثالثا، في اوساط اليهود، الذين يتماثلون في معظمهم مع الحزب الديمقراطي – الدعم اضعف بكثير.

ليس لمعظم هذه الامور تأثير فوري. ولكن في المدى البعيد – هذه عملية مضادة زاحفة. يهود الولايات المتحدة والدعم من الحزبين كانا سند قوة استراتيجية في الولايات المتحدة. هذا السند آخذ في التآكل. بعد خمس سنوات سيكون هذا اسوأ بكثير. وبعد عشر سنوات – لا ندري. في الاسبوع الماضي فقط نشر في الصحيفة الهامة في الولايات المتحدة، “النيويورك تايمز” مقال آخر يطلب من اسرائيل تحقيق “حق العودة”، اي تصفية اسرائيل ويدعو الى اعادة النظر في الالتزام الامريكي بمساعدة 38 مليار دولار. ما يظهر في المعركة الاولى كطلب من الصحيفة الهامة في الولايات المتحدة يظهر في المعركة الثانية كمبادرة في الكونغرس.

هذا يحصل لان نتنياهو قرر بان من الاهم له الاستسلام للمخاوف في امور مثل صيغة المبكى والتهويد، اكثر من تعزيز العلاقات مع يهود الولايات المتحدة. وهذا يحصل لانه كان هاما له اكثر ان يضيف اعلانات زائدة عن الاف وحدات السكن الاخرى في المناطق كي يرضي اليمين المتطرف  من تعزيز التأييد من الحزبين الذي تمتعت به اسرائيل في الولايات المتحدة. وهكذا، بين المصلحة السياسية قصيرة المدى والمصلحة الوطنية بعيدة المدى – نتنياهو فضل الاولى.

هذا ليس ضائعا. يمكن ترميم العلاقات مع اغلبية كبار رجالات الحزب الديمقراطي وبالتأكيد مع يهود الولايات المتحدة. هذا ليس موضوعا لليسار او اليمين. سياسة حكيمة، ليس فيها انهزامية كانت ستمنع الضرر الكبير. في اجزاء من الرأي العام الامريكي الوضع ضائع. العداء لاسرائيل موضوع نفسي أكثر مما يتعلق بالحقائق. ولكن في اوساط يهود الولايات المتحدة وفي الحزب الديمقراطي هناك كثيرون سيعودون الى التأييد التقليدي لاسرائيل. ولكن يجب أن نفهم بانه مع كل الاحترام لتشاد، الولايات المتحدة، في المدى البعيد، اكثر اهمية بكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى