بن – درور يميني / اقتراح لحماس – لنملأ بطاريات الشرعية
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 21/6/2018
“الجيش الاسرائيلي جاهز”، قال أمس رئيس الوزراء وأوضح بان القبضة الفولاذية للجيش الاسرائيلي تضرب وستضرب حماس. غير ان حماس لا تتأثر. لان الجيش الاسرائيلي جاهز، ولكن اسرائيل غير جاهزة. ميدان المعركة يتشكل من ساحتين. العسكرية والسياسية. وفي الثانية، كما ينبغي الاعتراف، اسرائيل غير مستعدة. كتائب الدعم لحماس تنتظر. في لندن، في باريس، في استوكهولم، وفي بوستون تعد اليافطات. وما تنجح اسرائيل في تحقيقه في ميدان المعركة، يسلبونه منها في المعركة السياسية.
التصعيد يثير الاعصاب. الطائرات الورقية مخيبة. ينبغي وضع حد للصواريخ. ورغم ذلك، فان الشيء الاخير الذي تحتاجه اسرائيل الان هو مواجهة اخرى. واذا لم يكن مع ذلك مفر من المواجهة، فليس الان. في الظروف القائمة مواجهة اخرى في الجنوب لن تحل أي مشكلة. الضغط الدولي لوقف النار سيأتي، وفي نهاية المطاف سيحسم. هذا لا يعني انه لا يمكن القضاء على حماس. يمكن. هذا حصل في الموصل، مع داعش. ولكن ما فعله العراق، ايران وقوات التحالف، في قصف عديم الرحمة وكثير القتلى، لا يمكن لاسرائيل ان تفعله في قطاع غزة. لهم مسموح. لاسرائيل محظور.
بالفعل، حكم حماس في القطاع، الذي يصر على اداء فرائض الايديولوجيا الجهادية أو تنفيذ الاوامر من طهران، وليس على تحسين الوضع الانساني، من شأنه ان يجر الجنوب الى مواجهة اخرى. الموضوع هو أن نتائج مواجهة بلا شرعية دولية معروفة مسبقا. مشاهد الدمار من القطاع ستجبر اسرائيل على التوقف قبل أن يتحقق أي هدف. لقد سبق أن كنا في هذا الفيلم، ولا حاجة لان نكون فيه مرة اخرى.
واذا كان مع ذلك يجب الخروج الى مواجهة اخرى، فيجب ان نعد ليس فقط الجيش بل وايضا المجال الذي تهزم فيه اسرائيل المرة تلو الاخرى. الشرعية. يخطيء من يعتقد أن كل العالم ضدنا. ولكن الكثيرين في العالم يجدون صعوبة في أن يفهموا بان حماس هي جزء من الجهاد العالمي الذي يريد امبراطوية اسلامية ظلامية ووحشية. وكي يكون هذا واضحا أكثر فان على اسرائيل، قبل كل مواجهة ورغم البالونات، الصواريخ والطائرات الورقية، ان نقترح على سكان القطاع وحتى على حماس، اقتراحا من الصعب رفعه: رفع الاغلاق والازدهار مقابل التجريد. هذا لن يكون اقتراحا عابثا، رغم أن جواب حماس معروف مسبقا. وهذا بالضبط هو الموضوع. لان اقتراحا علنيا من اسرائيل وردا علنيا من حماس، سيملأ بطاريات الشرعية التي تحتاجها اسرائيل جدا وسيفرغ ايضا مخازن الدعاية لدى حماس. لا، هذا لن يغير رأي كارهي اسرائيل الدائمين. ولكن هذا بالتأكيد سيؤثر على كثيرين آخرين، بما في ذلك مصممو الرأي العام، السياسيون. ان عدالة طريق اسرائيل ستكون اكبر بكثير.
ان هزيمة حماس لن تكون مهامة بسيطة، ولكن من أجل ان يحصل هذا، فان اسرائيل ملزمة بان تدخلها الى فخ سياسي قبل المواجهة العسكرية. وكلما كان الاقتراح الاسرائيلي اكثر سخاء، فان الفخ سيكون اكثر فتكا. اذا لم يحصل هذا، فان الجولة القادمة ستنتهي بالضبط مثل الجولتين السابقين – مواجهة محدودة وزائدة لن تغير شيئا.