ترجمات عبرية

بن – درور يميني / أطلقوا لانفسهم النار على الساق

بن – درور يميني، يديعوت 12/8/2018

لم تكن مساء أمس مظاهرة واحدة، بل مظاهرتان. الاولى لاولئك الذين رفعوا أعلام فلسطين، وبالاساس كاستفزاز. فليس المساواة هي ما يطلبون ولا التعايش، بل شطب حق وجود اسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. أما المظاهرة الثانية فكانت لاولئك الذين يحتجون على التمييز ويكافحون في سبيل المساواة. وهم يعتقدون بان قانون القومية سيسيء وضعهم. الاوائل يريدون تعميق النزاع. الاخيرون يريدون التغيير من خلال الاحتجاج المشروع.

اغلبية ساحقة من عرب اسرائيل يصوتون للقائمة العربية المشتركة، والتي تقف على رأسها قيادة من افضل الاوائل. قيادة استفزازية. قيادة ترفض حق وجود اسرائيل. قيادة تؤدي اقوالها وافعالها الى هتافات الى نمط: “بالروح، بالدم نفديكِ يا فلسطين”. وامس، وكم هي خسارة، هذه الهتافات اسمعت في ميدان رابين.

من جهة اخرى فان كل  استطلاعات السنوات الاخيرة تشير الى أنه في السنوات الاخيرة فان 50 – 53 في المئة يؤيدون تعريف اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. فهم لا يؤيدون كل سخافة للقيادة، بالضبط مثلما لا يؤيد مصوتو الليكود كل اعلان عن بناء آخر للاغاظة خارج الكتل و/ أو خارج جدار الفصل. التصويت هو موضوع هوية وليس موضوع موافقة على كل تصريح.

لقد طلب منظمو المظاهرة عدم رفع اعلام فلسطين. فقد ارادوا الحديث الى الجمهور الاسرائيلي. وكان هذا قرارا مناسبا. لان من يرفع اعلام فلسطين، في هذه المظاهرة، فانه جاء كي يستفز اعلام اسرائيل. وهو مع القومية الفلسطينية. وضد القومية اليهودية. ولكن عندما سُئل احد المتحدثين، عاموس شوكن، عن رفع الاعلام كان بالذات اكثر تعاطفا. بدلا من الانضمام الى دعوة المنظمين وجد تفسيرات وتبريرات. يمكن الافتراض ان حتى الهتافات “بالروح، بالدم نفديك يا فلسطين” وجد بعض اليهود، ممن جاءوا امس، جملة من التبريرات.

رغم القيادة، رغم الهتافات، يجب الانصات لاصوات المعتدلين، ويوجد كهؤلاء. ينبغي السير نحو اولئك الذين يطالبون بالمساواة والاندماج بالضبط مثلما ينبغي وقف الميزانيات لاولئك الذين يمجدون ثقافة الشهداء والقتل باسم “حرية الفن والابداع”. عمليا، فان الحكومة الحالية بالذات، في مجال الميزانية، تفعل اكثر من كل الحكومات التي سبقتها. فالخطة الخماسية تعمل منذ الان. وهذه ليست مجرد استثمارات كبرى في البنى التحتية بل وفي التمييز التعديلي ايضا.

توجد نتائج. الكثير من عرب اسرائيل يجتازون أسرلة وليس فلسطنة. مزيد من العرب يدخلون مجالات التكنولوجيا العليا، الصيدلة والطب. هم مواطنون متساوون وموالون دون اي حاجة لقسم الولاء. لان الاندماج هو المستوى العملي للولاء. والسبيل الى المساواة الكاملة لا يزال طويلا. وهو لا يمر فقط بالميزانيات بل وبالمشاعر ايضا. عليهم ان يشعروا بان اسرائيل هي الوطن. وتغيير صغير في قانون القومية، بادخال مادة المساواة لن يمس بحق القومية اليهودية، ولكنه سيحسن الاجواء. الطريق الى المساواة، كما ينبغي لنا ان نذكر، تتضمن ايضا مساواة في الواجبات، وعلى رأسها – الخدمة الوطنية. لانه لن يكون  الاصوليون والعرب في اي مرة  متساوين دون أن يدخلوا الى الفكرة المشتركة التي تتضمن ليس فقط الاخذ بل والعطاء ايضا.

مساء أمس كان في ميدان رابين استفزازيون ومطالبو مساواة. الاوائل هم اعداء من الداخل. الاخيرون هم شركاء. ينبغي الانصات لهم. من أجلهم ومن اجلنا ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى