ترجمات أجنبية

بلومبرج : هناك مخاوف من نشوب صراعات جديدة في أحد حدودإسرائيل الأكثر هدوءاً ؟

وكالة  بلومبرج  الأمريكية – بواسطة  ديفيد وينر – 11/7/2018

في ظل مخاوف من أن تندلع حرب مباشرة بين القوات الإيرانية والإسرائيلية بالقرب من مرتفعات الجولان تم نشر تعزيزات عسكرية شملت دبابات ومدافع ثقيلة على طول الحدود الإسرائيلية مع سوريا، بينما يبدو أن الحرب الأهلية التي حولت توازن القوى في الشرق الأوسط تتجه نحو فصل آخر من فصول الصراع.

استدار القتال في سوريا دورة كاملة، مع استعادة قوات النظام السيطرة على محافظة درعا، إذ أثار رد فعل النظام الوحشي على الكتابات المناهضة للحكومة على جدران المدارس الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011.

وقال تقرير نشرته وكالة «بلومبرج» الأمريكية إن الهجوم على أحد آخر معقلين رئيسيين للمعارضة أوصل القوات السورية بالقرب من الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من مرتفعات الجولان، التي تم الاستيلاء عليها من سوريا في حرب عام 1967.

وبينما يتردد صدى القاذفات عبر ما كان على مدار عشرات السنين حدود إسرائيل الأكثر هدوءًا، ازدادت المخاوف من اندلاع صراعات جديدة.

لدى إيران، التي ساعدت قواتها جيش النظام على تحقيق انتصارات كبرى، وجود على عتبة إسرائيل، الخصم اللدود لطهران. ومع عدم انخراط الولايات المتحدة الكامل في الصراع، فإن روسيا هي الوحيدة القادرة على منع الجيش الإسرائيلي من التعمق فيما تبقى من حرب سوريا.

ونقل تقرير الوكالة الأمريكية عن قاسم صباغ، عضو في طائفة الدروز في الجولان التي خضعت للسيطرة الإسرائيلية: «لا أحد منا هنا أحمق بما فيه الكفاية ليصدق أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه. العالم كله يريد قطعة من سوريا – إيران، الولايات المتحدة، إسرائيل، روسيا».
التدخل الروسي

كان التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر (أيلول) 2015 هو الذي حوّل مسار الحرب لصالح الأسد. وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا إلى روسيا للمرة الثامنة منذ دخوله الصراع. وقال إنه سيضغط من أجل طرد إيران من سوريا ويطالب سوريا «بالتمسك الصارم» باتفاق فك الارتباط لعام 1974 الذي حدد المنطقة العازلة.

وفقًا للتقرير، فإن كلا الهدفين معقدين، وإذا لم يتحققا، فإن الشرق الأوسط قد يشهد أول حرب مباشرة بين القوى الإقليمية منذ غزو إسرائيل للبنان عام 1982.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد

وقعت عدة مواجهات في الأيام القليلة الماضية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، انفجرت قذيفة هاون من سوريا في المنطقة العازلة، مما أدى إلى إطلاق نيران المدفعية الإسرائيلية. اتهمت سوريا إسرائيل بمهاجمة القاعدة الجوية T-4 التي يستخدمها سلاح الجو السوري وقوة القدس الإيرانية. وقال الجيش الإسرائيلي، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، إن الدفاعات الصاروخية أسقطت طائرة بدون طيار تسللت من المجال الجوي الإسرائيلي من سوريا.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان :«أي جندي سوري يدخل المنطقة العازلة يعرض حياته للخطر. نحن لسنا مستعدين لقبول أي وجود إيراني في سوريا».

لقد نفذت إسرائيل بالفعل العديد من الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا وقوافل أسلحة متجهة إلى حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد.

لكن بعد دعم الأسد لمدة سبع سنوات، لن تتخلى إيران وحلفاؤها بسهولة عن البنية التحتية العسكرية التي بنوها على مقربة من إسرائيل، بما في ذلك الميليشيات والقواعد والطائرات بدون طيار، وفقا للإسرائيليين.

وقال إبراهيم حميدي، المحرر الدبلوماسي لصحيفة «الشرق الأوسط» ومقرها لندن، إن وجود إيران في سوريا «جزء من نفوذها الإقليمي».

قمة ترامب – بوتين

وقال مسؤول روسي كبير إن دور إيران في الحرب في سوريا سيكون على رأس القائمة عندما يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في 16 يوليو (تموز). وافق بوتين من حيث المبدأ على المطالب الأمريكية والإسرائيلية باستبدال القوات الموالية لإيران فى جنوب سوريا بالقوات الموالية للأسد، وفقًا لما ذكره مستشاران بالكرملين.

لكن قدرة روسيا على فرض الاتفاقية الناشئة مع ترامب أمر مشكوك فيه، بحسب ما ذكر التقرير.

دونالد ترمب

سيكون هناك حدود لمدى سيطرة بوتين على إيران، واستراتيجيته هي إيجاد أرضية مشتركة بين المصالح المتضاربة للاعبين الرئيسيين، حسبما قال أندريه كورتونوف، رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، وهي مجموعة بحث تقدم المشورة إلى الكرملين.

وقال إن الزعيم الروسي قد يوافق على الاستمرار في السماح لإسرائيل بقصف قوافل إيرانية تنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله مع السماح لإيران بالحفاظ على مسار لإمداد حزب الله بالسلاح الذي يمتد من إيران عبر سوريا إلى لبنان.

شجعت إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مرارًا وتكرارًا المسؤولين الأمريكيين – بمن فيهم ترامب في الوقت الذي كان ما يزال مرشحًا رئاسيًا – على النظر في رفع العقوبات المتعلقة بأوكرانيا على روسيا في مقابل مساعدة بوتين على طرد القوات الإيرانية من سوريا، وفق ما ذكرته مجلة «نيويوركر» قبل عدة أيام. وقالت المجلة إن المسؤولين في البيت الأبيض لم يردوا على طلبها للتعليق.

وهناك فكرة أخرى متداولة في واشنطن وهي أن تحتفظ الولايات المتحدة بقاعدتها العسكرية في منطقة التنف، بالقرب من حدود سوريا والأردن والعراق، إلى أن تنسحب إيران من سوريا، حسبما قال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا، في تحليل أرسل عبر البريد الإلكتروني.

إلا أن الإيرانيين متجذرين بعمق في قوات الأمن السورية، وإذا بقوا «بأعداد كبيرة، فإن احتمال قيام صراع أكبر بين إسرائيل وإيران في سوريا سيظل مرتفعًا»، حسبما أضاف فورد، وهو الآن زميل أقدم في معهد الشرق الأوسط.

التحالفات الأجنبية

خلال الحرب، كان القسم السوري من الجولان مسرحًا للمعارك بين القوات الحكومية ومجموعة من جماعات المعارضة، بما في ذلك قوات المعارضة والقوى الإسلامية والمسلحين المرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش.

سعت إسرائيل إلى إقامة منطقة عازلة تسكنها قوات صديقة من خلال تزويد مقاتلي المعارضة السورية سرًا بالمساعدة والعلاج الطبي في إسرائيل، ومدفوعات النقدية للأسلحة ورواتب المقاتلين، وفق ما أوردت صحيفة «وول ستريت». كما تقدم إسرائيل المساعدات الإنسانية لآلاف السوريين المخيمين في الخيام القريبة من حدود إسرائيل، على أمل العثور على ملاذ آمن من الهجوم الحكومي.

قوات إسرائيلية-مرتفعات الجولان

ونقل التقرير عن هاني، وهو من سكان جنوب سوريا، وقد عولج من الجروح الناتجة عن الشظايا في مركز الجليل الطبي في نهاريا، قوله: «لقد تم غسل دماغنا لعقود من الزمن لنكره إسرائيل. أرى الآن أن عدوي ليس إسرائيل، ولكن الناس الذين جاءوا ودمروا قريتنا».

العداوات المشتركة لإيران الشيعية سمحت لإسرائيل بإقامة علاقات هادئة مع دول الخليج العربية التي يقودها السنة والتي كانت تنأى بنفسها عنها. ومن نفس المنطلق، فإن دعم إسرائيل للسنة في سوريا ضد الحكومة والقوات المدعومة من إيران لم يكن استثمارًا فاشلاً، حسب سامي نادر، رئيس معهد المشرق للدراسات الاستراتيجية في بيروت.

وقال نادر:«إنهم لا يكرهون إسرائيل بعد الآن أو يرون فيها تهديدًا. لا ينظر إلى إسرائيل على أنها أسوأ عدو».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى