أقلام وأراء

بكر أبو بكر يكتب عمرو خالد في مواجهة بيلا حديد!

بقلم بكر أبو بكر ٢٤-٥-٢٠٢١م

ينظر الناس إلى المرجعيات سواء السياسية أو الفكرية أو الدينية أو الفنية أو الاجتماعية…الخ باحترام شديد، أو محبة، أو تقدير كل حسب مرجعيته اتفقنا معها أو اختلفنا، وأيضًا ليتبينوا وجهة نظرهم بالأحداث العامة، وربما لتغطية أي من الاحتياجات المعيشية أو النفسية أو الروحية وهو في سياق الاقتداء بالمواقف، والتصرفات، أو في إطار تبين الطريق والمسار.

في ظل هبّة رمضان من أجل القدس وما يحصل من اعتداءات يومية بالضفة، وفي ظل العدوان على غزة ظهرت المواقف متباينة، فرجال فكر وثقافة… سقطوا للأسف في مستنقع مصالحهم، ورجال دين نظر لهم الكثيرين أنهم تخاذلوا وانهزموا، ورجال سياسية تواروا عن الأنظار حقدًا أو خجلا أو هزيمة.

في ظل هبّة رمضان للقدس، ثم العدوان على غزة البطلة، وتحت مبررات قد تكون مفهومة وغالبا غير مفهومة توارى العديدون من (القدوة) الشابكية الفضائية عن المشهد، وكان هذا مثار استغراب ومثار استهجان شديد أدى لتعرض الكثير من هذه القيادات أو القدوات الفضائية للهجوم والشتم والنقد الشديد.

سنضرب مثالا هنا -مع فارق المجال الفضائي والثقافي بينهما- بين الداعية المصري عمرو خالد والداعية محمد العريفي، مقابل عارضة الأزياء الامريكية من أصل فلسطيني بيلا حديد (إيزابيلا خير حديد) وأخريات، لكن المقاربة هنا ب”الموقف” من قضية المسلمين والعرب الأولى قضية احتلال فلسطين.

فالأول أي عمرو خالد داعية مشهور ومؤثر، و يتابعه على “يوتيوب” ما يقارب مليون وربع مليون متابع، وعلى “انستغرام” 4 مليون متابع، أما على “فيسبوك” فلا نجد عددًا محددا لربما العدد مخفي ضمن خيارات شركة “فيسبوك” الرأسمالية.

المتابعون هم بعدد الـ23 مليون للشيخ محمد العريفي على “فيسبوك” و٢ مليون على يوتيوب وفي “توتير” قريب 20 مليون متابعًا.

أما عارضة الأزياء الأمريكية بيلا حديد فيتابعها على “انستغرام” 43 مليونًا.

الأولين خالد والعريفي على الفضاء لم يقدما لفلسطين والقدس شيئا! فترة العدوان الوحشي على القدس وغزة وفلسطين، وهم-وغيرهم- المؤثرين قطعًا في متابعيهم الكثيرين وهذه علامة تعجب كبيرة!

كبلتهم حالة الصمت! فكانت آخر مساهمة للداعية عمرو خالد في ١٠/٥/٢٠٢١بدعاء تضامنًا مع القدس والشيخ جراح، بارك الله به، بمعنى أنه صمت عن العدوان على غزة الذي حرك بالاتجاه الأخر الفنانين والممثلين وعارضات الأزياء الأجانب! وربما الذين يُختلف معهم في مجتمعنا بالكثير من تصرفاتهم الشخصية والقيمية… فأين السبيل؟

محمد العريفي الداعية المعروف أيضا، وفقه الله دوما لنصرة الاسلام كما ندعو لعمرو خالد والآخرين جميعًا لخدمة الدين (ونصرة فلسطين نصرة للدين) والناس وقضايا الأمة، لم يتضمن حسابه علي فيسبوك إلا مساهمة دينية عامة بتاريخ ٦/٥/٢٠٢١ بمنطق تجاوز كل الأحداث حتى اليوم (٢١/٥/٢٠٢١ حيث الهدنة في غزة)؟!

لننظر بالمقابل لكثير من الفنانين المتضامنين،… ومنهم بيلا خير حديد عارضة الأزياء الامريكية فلقد كتبت مع فلسطين وضد العدوان الصهيوني على أطفال فلسطين الى الدرجة التي هوجمت فيها بقسوة من الاحتلال الصهيوني، وبصدد أن يعاقبوها ويلغوا عقدها مع أشهر دور الأزياء الباريسية حيث مصدر رزقها، بل وخرجت بمظاهرات بالكوفية العربية الفلسطينية؟!
يمكن لأي شخص أن يرى المفارقات هذه، وأمثالها الكثير، وربما المزعج، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تحولت بهمة شباب الأمة العرب، وهمة شباب فلسطين الى جيش مناهض للاحتلال والعنصرية الصهيونية والقتل، وجيش مع فلسطين وقضيتها العادلة وجيش يدافع عن أطفال غزة والقدس وكل فلسطين.

حال شبوب الحريق في بيتك فإن الجارالملتزم بالطقس الديني ، الذي يدير ظهره أو يغض النظرعنك وعن الحريق تتناقص قيمته مقابل الراقصة التي قدمت لإطفاء الحريق لديك دلوًا من الماء!

المقياس هو العمل والمقياس هو التصرف والمقياس هو “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ-105 التوبة”، وكان الدعاء لفلسطين وضد الحريق عمل محمود على الأقل، فمابالك لو صدر من مشاهير الدعاة!؟

نتمنى من الله لكل الدعاة والمفكرين الملتزمين والسياسيين العقلاء والمبدئيين، والكُتاب المحترمين، والمدونين ونشطاء الشابكة والتواصل الاجتماعي… مزيدًا من المتابعين، فلعل وعسى يكون لهم من التأثير الأيجابي الكثير في قضايا الأمة كافة.

لا نريد لأي من مفكري ومثقفي ودعاة الأمة…الخ، إلا أن يكونوا صوت الحق والعدل ومع قضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين العربية، مع احترامنا الشديد لكل من وقف مع فلسطين،أي كان،بالأمس واليوم وغدًا، والطريق مازال طويلا والتكفير عن الصمت أوالهروب أو الانكفاء مازال مفتوحا، فقضية فلسطين قضية تحرر ستأخذ زمنًا طويلا، وما النصر الا من عند الله.
#فلسطين_لنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى