بكر أبو بكر: يشترون ما تقوله “إسرائيل”!
بكر أبو بكر 2023-10-09: يشترون ما تقوله “إسرائيل”!
الكاتب الإسرائيلي دان بيري يكتب:] في تجربته الفكرية الشهيرة حول ميكانيكا الكم، درس إروين شرودنغر ما إذا كان يمكن اعتبار القطة حية وميتة في نفس الوقت. تقدم سياسة “إسرائيل” في الضفة الغربية صيغة حديثة ظهرت في الأخبار في الأيام الأخيرة.
[ويقول باندهاش: ]عندما يكون الأمر مناسبا ل”إسرائيل”، تكون الضفة الغربية جزءا من الدولة. هذا هو الوضع عندما تريد “إسرائيل” السيطرة الأمنية من النهر إلى البحر. أو عندما تريد أن يتمكن اليهود من الاستقرار في أي مكان في أرض “إسرائيل” التاريخية. أو عندما تبني مدنا هناك بشكل أساسي لهؤلاء اليهود فقط. أو عندما تسمح للإسرائيليين الذين يعيشون في نفس البلدات بالتصويت في انتخابات الكنيست (على الرغم من أن الإسرائيليين الذين يعيشون خارج البلاد لا يمكنهم ذلك[.
وعلى صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) تحت عنوان هام هو: العالم لا يشتري ما تبيعه “إسرائيل” في الضفة الغربية، يضيف دان بيري للمقارنة والتعجب والاستنكار من قبله، قائلًا: ]ولكن عندما يناسب العكس “إسرائيل”، فإن الضفة الغربية بالتأكيد ليست جزءا من الدولة. اضطهاد الفلسطينيين، الأنظمة القانونية المختلفة لليهود والعرب الذين يعيشون في مناطق متاخمة (إياكم أن تصفوا ذلك بنظام فصل عنصري!) ، الإدارة العسكرية – لا يوجد أي منها في “إسرائيل”. هذا هو النهج عندما تريد “إسرائيل” التنافس في البطولات الرياضية الأوروبية ومهرجان الأغنية الأوروبية. أو عندما يرغب مواطنوها في الاستمتاع بالسفر بدون تأشيرة.[
هذا الخداع والكذب والتضليل الصهيوني هو ما تقوم به السياسة الإسرائيلية اليمينية الفاشية بالفعل، ويبدو أنها تنجح خاصة مع دول التتبيع العربي لإبراهام-ترامب، وللهيمنة الصهيونية الذين لا يجدون بدًا من الطعن بانتمائهم العربي، وتسفيه نضال الفلسطينيين وفي إطار التبرؤ من أي مسؤولية تجاه فلسطين والفلسطينيين.
لن يختلف الامر اليوم في الرد على “طوفان الأقصى” 7/10/2023م حيث تتجند “دولة” كاملة ليس للنظر في احتلالها المتواصل، وإنما “للانتقام” كما قال نتنياهو وأيده الرئيس الامريكي؟! فتبيع الخداع والأكاذيب على العالم وقبل ذلك على نفسها. ولهم وللأذيال نقول أن القضية والشعب العربي عامة، والعربي الفلسطيني لا يموت.
المنصفون من الكتاب الإسرائيليين يفهمون المشكلة بوضوح ولا يخفون رأيهم ولا يشترون ما يقوله السياسيون الإسرائيليون خاصة اليمينيون.لكن أمثالهم من كتاب السلاطين من العرب يشترون!؟ والى ذلك يستعرّون من انتمائهم لفلسطين! وينبهرون وينخرطون في الاستعمارية الامريكية الصهيونية ببسالة!
ثانية وثالثة قإن المشكلة أو القضية الأساس هي استقلال دولة فلسطين القائمة تحت الاحتلال وحق تقرير المصير.
المتبرؤون من عروبتهم يشعرون بالعار من انتمائهم للأمة (باعتبارها وكل القضايا الكبرى موضة قديمة!؟) مما كتبه أبعاضهم مؤخرًا ضد الفلسطينيين في صحيفة لندنية، وبما هو بالحقيقة دعم للعدوان الصهيوني الجديد ضد فلسطين وقطاع غزة الأبيّ، وبمظنة أنهم يخدمون الفلسطينيين ويا للهول: “لتصبح معيشتهم أفضل”!!؟ وكأن ما يقوله دان بري-لانريد القول مئات الوثائق الأجنبية ضد العنصرية والقتل والأبارتهايد الصهيوني- لا يطرق آذانهم أو أنهم يغطون عيونهم عمدًا عن الحقائق!
لهؤلاء فقط -وهم ربما يكونوا قلة ولكن لهم أتباع يسيرون على خطى آرائهم- لهؤلاء نقول أن السياسيين والجمهور والمحللين الإسرائيليين قد صُدموا صدمة عظيمة جدًا، لم يكن لمثلها إلا ما حصل إبان صمود الثورة الفلسطينية في بيروت عام 1982 أو بما أربكهم من عمليات عديدة كانت تطرق المستعمرات بالداخل، أو بما قارنوه أيضًا بنكسة يوم الغفران عام 1973 (حرب أكتوبر/ رمضان) هذا هو كلام وتحليل الإسرائيليين الذين وجهوا كل اللوم وبمرارة عز مثلها ليس الى الفلسطينيين، وإنما الى المنظومة السياسية الإسرائيلية التي لا ترى السلام الا من خلال الامعان بالقتل ورفض الحقوق الفلسطينية الثابتة.
قال الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت في صحيفة معاريف أن ]جميع التصورات تقريبا انهارت أمس (يوم الهجوم الصاروخي للطوفان). والتصور أنه بالإمكان كنس القضية الفلسطينية تحت العباءات المذهبة لأمراء النفط في الخليج، أفلس. فالقضية الفلسطينية لم تختف. على العكس، بين حين وآخر تقفز إلى زيارتنا في الصالون.[
في التعليق للمحللين الصهاينة في محطة مكان الصهيونية شعور عارم بالصدمة تبعت المباغتة المرعبة لما حصل من الاستيلاء على عدد من المستعمرات بالداخل، وهم أنفسهم في ذات المحطة قالوا بالتالي: صدمة، فشل استخباري، فشل عسكري نتيجة تأخر وصول الجيش، بل ان أحد المحللين حين حادثوه في اليوم التالي قال أن هذا صباح الحزن، قائلًا “أننا نعيش بين اليأس والأمل” موضحًا أننا تفاجأنا بالكامل لأن ما حصل برأيه: مزيج غير عادي وسلسلة اخفاقات إسرائيلية ليس لدينا-أي الإسرائيليين-إجابات عليها؟! بينما على الاتجاه الآخر تجد من عدد من المحللين أو الاعلاميين العرب غير المبصرين اعتقاد زائف أنهم يفهمون من البداية! وقبل ظهور المؤشرات فيشترون الرواية اليمينية الفاشية الإسرائيلية أن ما يحصل يضرب جهودهم السياسية ل”معيشة أفضل” للفلسطينيين!
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook