منوعات

بكر أبو بكر: جاذبية الثقافة التنظيمية

بكر أبو بكر 14-12-2022م: جاذبية الثقافة التنظيمية

تُعرَّف الثقافة التنظيمية- التي تُسمى غالبًا ثقافة المنظمة/المؤسسة/الشركة/الجماعة- على أنها القيم والمواقف والممارسات المشتركة التي تميز المؤسسة/المنظمة (التنظيم بكافة أشكاله ومنه السياسي). إنها شخصية مؤسستك أو تنظيمك ، وتلعب دورًا كبيرًا في الرضا العام للعاملين اوالأعضاء، والجمهور.

وذكرنا سابقًا أن إن الثقافة التنظيمية الداخلية مفيدة لزيادة الإنتاج والعطاء ومشاعر الرضا. والثقافة القوية المستقرة تضمن أداء/وعمل وإنجاز أفضل، وتعزز الثقافة الالتزام التنظيمي، والعطاء، وتزيد من اتساق سلوك العضو مع الأهداف الصغرى والكبرى. إنها ثقافة تقلل من الغموض وتُخبر ضمنيًا ما يجب القيام به وكيفية القيام به.

ويجدر ذكره هنا أنه من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن القيم الأساسية مرتبطة بالامتيازات! (في المناصب، والمنافع المادية، والتقرب من الشخصيات أعلى الهرم…الخ) وما شابه ذلك هي حجر الزاوية لثقافة تنظيمية قوية؟! في الواقع، يجب أن توجه قيمك الأساسية ثقافتك التنظيمية. وفي الإطار النضالي التنظيمي تنبع القيم من خدمة الوطن أولًا وأخيرًا وعبر قناة التنظيم /الفصيل مادام يتجه نحو الوطن كهدف ومتمثلًا ومتماثلًا مع طموحات وقيم الشعب.

لماذا الثقافة التنظيمية مهمة؟

في التنظيم السياسي فإن الثقافة التنظيمية المعبّر عنها بالقيم والسلوكيات ستجذب المؤهلين أوالراغبين بجذبهم أو استقطابهم…، وتحافظ على مشاركتهم حين الانخراط بالفعل التنظيمي.

فمثلًا تعتبر ثقافة تقدير الشهادة واحترام الأسرى وعدم التمييز بينهم، وثقافة الوحدوية والانفتاح ورعاية المناضلين، وثقافة النظام (القانون) كما الحال مع ثقافة تقدير العضوية كعضوية أساسًا على حساب الموقع/المنصب، من العوامل الجاذبة في عديد التنظيمات السياسية الفلسطينية، ونرى أن ثقافة الاستبداد أوالإهمال والتهميش وتكميم الأفواه للآخرين لها عواقب وخيمة، كما الحال مع ثقافة العقل الوظيفي الانتهازي السائدة لدى البعض.

وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة Glassdoor ، فإن 77 بالمائة من البالغين سيقيّمون ثقافة المؤسسة قبل التقدم لشغل مهمة/منصب شاغر. وربما يكون الأمر الأكثر تأثيرًا هو أن 56 بالمائة يصنفون الثقافة التنظيمية للمؤسسة على أنها الأكثر أهمية لديهم من المال! ولنا أن نعتبر نحن في التنظيم السياسي.

يستغرق إنشاء ثقافة تنظيمية مؤثرة بالآخرين في التنظيم السياسي الكثير من الوقت والجهد – وعليه يجب أن تعكس ثقافتك قيمك بدقة وتتوافق مع مهمتك/عملك الإجمالية. إنها مهمة كبيرة ، لكن لا تثبط عزيمتك: ستؤتي جهودك ثمارها على المدى الطويل. ومن هنا فالتنظيم السياسي الراغب بتطوير أدائه وعضويته خدمة لأهدافه وليس لقيادته أن ينتقد نفسه كثيرًا في أطره الداخلية، ويتفكر مليًا ويفعّل النظام الداخلي والثقافة المناسبة، ويبدأ بالتغيير الحقيقي.

ذكرنا سابقًا أن الفيلسوف “تشارلز هاندي”، وهو سلطة رائدة في الثقافة التنظيمية، حدد أربعة أنواع مختلفة من الثقافة هي: ثقافة القوة وثقافة الدوروثقافة المهام وثقافة الشخص (الفرد)، وأضفنا نحن ثقافة الإبداع وثقافة العمل الجماعي (الفريق) .

وفيما بعد هذا المقال سنتعرض للثقافات الأربعة هذه المرة من تحليل ومخطط (كاميرون وكوين 1999م) من جامعة ميتشيغان بالتحقيق في الصفات التي تجعل الأعمال التجارية (فكرة الربح والبيع والشراء-وأنظر القرآن الكريم) فعالة . حيث حدد الباحثون: (1) التركيز الداخلي والتكامل مقابل التركيز الخارجي والتمايز، و(2) المرونة والحذر مقابل الاستقرار والتحكم. (ولنا لقاء)

الحواشي:
1 الرابط https://builtin.com/company-culture/types-of-organizational-culture

2 مقال كيت هينز مع التصرف منا برابطه https://builtin.com/company-culture/types-of-organizational-culture

3 فكرة التجارة ترتبط بتسويق المنتج والتسويق ضروري للأفكار لاسيما وان القرآن الكريم يتعامل مع الأفكار والقيم بمنطق الببيع والشراء بشكل جميل تجعل الكلمة ذات قدرة على استخدامها في المجالات النفسية والفكرية وليس فقط المالية (أنظر: فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، وأنظر إن الله اشترى-الآية، وأنظر من الذي يقرض الله قرضًا حسنًا، وانظرقول الرسول عليه السلام لصهيب ” رَبِحَ الْبَيْعَ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعَ أَبَا يَحْيَى ، قَالَ : وَنَزَلَتْ ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى