أقلام وأراء

بكر أبو بكر: الفكرة والتقديس

بكر أبو بكر 26-8-2024: الفكرة والتقديس

هنا تبرز مشكلة مرتبطة أساسًا بالفكرانيات (الأيديولوجيات) سواء الدينية أو غير الدينية. وفي الدينية استنادًا لوضع المجتمع المحافظ أشد وامضى وأخطر فكيف لك أن تتحدى بفكرة جديدة وعيًا مجتمعيًا ارتبط بالخرافات والأساطير والأوهام باعتبارها ضمن المقدس بكذب ومخاتلة المتفيقهين والسياسيين والساعين للإمارة والحكم عبر التاريخ.

ونحن اليوم في خضم الحرب والعدوان الفاشي على قطاع غزة نعاني من إرهاب التقديس للفكرة والحزب والأشخاص والوسيلة ما هو بنفس خطورة مقاومة الاحتلال الصهيوني وما هو سيصاحبنا مع الاحتلال وبدونه.

مما يطلق عليه المقدس من الأفكار أو المفاهيم أو غيرها ما تجده اليوم بالتعامل مع فكرة المقاومة او الثورة وتقديسها أو تقديس الأسلوب بشكل مسف، وكما الأمر مع مفهوم القيادة التاريخية، والحزب والتعصب له وشخوصه، وفكرة الاسلاموية الحصرية دون كل المسلمين، وفكرة الاستشهاد والحزن والفرح وغيرها من مواضيع تعرضت لها في كتابي الاخير (رقم 32) المعنون: النقد المحرم وجريمة التفكير.

المقصد هنا أن الفكر عامة هو نتاج إنساني ونقطة وليس إلهي.

لذا فهو قبل للاخذ والرد وليس مقدسًا غير قابل للنقض.

والمقصود هنا أن القداسة ليست الا لله سبحانه وكلامه اما أي مجهود إنساني عقلي فلا يجب تحت أي ظرف من الظروف النظر اليه الا بمنطق النقد والنقد الذاتي في سياق حسن التواصل والادب وبالاحترام سواء كان مقبولًا او مرفوضًا بإطار ثوابت الأمة.

فلسطين يجب أن تفكر، وهو عنوان مؤتمر عقد في فلسطين مؤخرًا، أما ما المقصود هنا بفلسطين التي تفكر فإن كانت كشعب فهذا مفهوم جماهيري يشرك الجميع بتحديد الاحتياجات للوصول الى المسارات المطلوبة والحلول.

وإن كان المقصود المنظمات والمؤسسات المختلفة فهذا شيء مطلوب ويحض عليه.

وإن كان المقصود أساسًا الفصائل والتنظيمات السياسية الفلسطينية فهي ترتع في بستان التقصير في الأمور السياسية، فكيف لها أن تتفرغ للتفكيرسواء الآني أم المستقبلي!؟

اما إن كانت فلسطين أنا وأنت وعليّ أن أفكر فهذا بالاصل مطلب رباني ثم وطني ألزمنا به المولى عز وجل ثم فكرة القضية المرتبطة بالحرية وفلسطين لذا فإطلاق شرارة التفكير في كل منا هو مبدأ عظيم ومتواصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى